بهدف عزل الحرم الإبراهيمي وزيادة عدد اليهود في البلدة القديمة

إسرائيل تخطط لإقامة مدينة للمستوطنين في قلب الخليل

مستوطنة كريات أربع في الخليل اعتمدت لتكون نقطة انطلاق المدينة اليهودية الجديدة. الإمارات اليوم

يعتزم الاحتلال الإسرائيلي بناء مدينة للمستوطنين في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بهدف ربط التجمعات الاستيطانية في المدينة وعزل الحرم الإبراهيمي بشكل كامل، إضافة إلى زيادة عدد اليهود في البلدة القديمة وتفريغها من سكانها الأصليين. ويرتكز الاحتلال في إقامة هذه المدينة في الأساس على شق الشوارع الالتفافية والعسكرية التي تربط المستوطنات، وعلى المخططات الاستيطانية التي نفذها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى مشروعات البناء والبنية التحتية التي يجريها الاحتلال حاليا في البلدة القديمة، كان آخرها وضع حجري أساس لمدرسة دينية وروضة أطفال. ويخطط الاحتلال، بحسب الخبير في شؤون الاستيطان في مدينة الخليل عبدالهادي حنتش، لضم منطقة «ب 2» في البلدة القديمة الواقعة في المنطقة الجنوبية للمدينة إلى مستوطنتي كريات أربع وخارصينا، في الجهة الشرقية للخليل، وتحويل تلك المنطقة إلى كتلة استيطانية واحدة.

شوارع استيطانية

وقال حنتش عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية لـ«الإمارات اليوم»، «يوجد في مدينة الخليل أربعة تجمعات استيطانية كبيرة، والاحتلال يسعى إلى ربط تلك التجمعات ببعضها بعضاً بأي وسيلة كانت، فقد أصدر الأوامر العسكرية لشق شوارع استيطانية وعسكرية لربط تلك التجمعات».

وأضاف أنه من بين تلك الشوارع شق شارع عسكري يربط مستوطنة تل رميدي بشارع الشهداء، ماراً بمقبرة الشهداء الإسلامية.

وأشار حنتش إلى أن شارع الشهداء تم إغلاقه عام ،1994 بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المصلين، وبعد أربع سنوات تمت إعادة افتتاحه على خلفية اتفاقية بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، لتعيد إسرائيل إغلاقه في.2006

وبين أن إغلاق الشارع أدى إلى إغلاق محال تجارية ومنازل كثيرة، وهجرة أصحابها، إذ لم يعد لهم حق في دخول الشارع، بينما يدخله المستوطنون بصورة دائمة، وهذا ما سهل عليهم السيطرة على منزل عائلة الرجبي الفلسطينية.

وأوضح حنتش أن شارع الشهداء يعتبر الشريان الرئيس لمدينة الخليل، كونه يوجد في قلب المدينة، ويصل مركزها بأطرافها، مرورا بمنطقة سوق الخضار القديم في البلدة القديمة، وصولا إلى الحرم الإبراهيمي في منطـقة بركة السلطان، إضافة إلى كونه يصل بين التجمعات الاستيطانية في المدينة.

وسيؤدي ربط هذا الشارع بالتجمعات الاستيطانية، بحسب حنتش، إلى اقتلاع أشجار الزيتون التاريخية المزروعة في تلك المنطقة منذ 300 عام، وتدمير عيون مياه أثرية، وهدم قبور إسلامية. وأشار إلى أن الاحتلال شق شارعاً يأتي من مستوطنة كريات أربع، عبر حارة جابر في البلدة القديمة وصولا إلى الحرم الإبراهيمي، وتم هدم العديد من المباني التاريخية، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو طمس المعالم التاريخية التي تثبت إسلامية المدينة.

وكان وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أصدر أمراً بشق شارع يربط مستوطنة كريات أربع بالبلدة القديمة، والحرم الإبراهيمي بمنطقتي وادي النصارى وبيار المحاور.

وقال الخبير في شؤون الاستيطان بالخليل، إن هذه الشوارع التي يتم شقها بالتدريج ستكون شوارع داخلية تربط بين المستوطنات، بينما يحذر على الفلسطينيين دخولها، بالإضافة إلى ذلك تسهل على الاحتلال تجزئة المدينة وسهولة السيطرة عليها.

مخططات مستمرة

ولا يقتصر الاحتلال في إقامة المدينة اليهودية على شق الشوارع، بل يعتمد أيضا على إقامة أبنية جديدة ومشروعات استيطانية داخل البلدة القديمة، وداخل المستوطنات.

وقال حنتش «توجد جمعية استيطانية يهودية تدعى جمعية تطوير الأحياء اليهودية في قلب مدينة الخليل، مهمتها تطوير البنية التحتية، وإقامة أبنية جديدة، إضافة إلى سيطرتها المستمرة على المنازل الفلسطينية وترميمها، حتى تطمس هويتها الإسلامية». وأضاف أن من بين الدلائل على إقامة مدينة المستوطنين الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، والاعتداء على منازلهم لإجبارهم على الرحيل، ومنع المواطنين من السير في بعض الشوارع، إضافة إلى منع لجنة الإعمار من ترميم بعض البيوت القديمة، وإصدار إخطارات وقف البناء في الأحياء الفلسطينية، فقد عمد إلى جلب عدد من العائلات اليهودية وإسكانها في الأحياء الفلسطينية بقلب مدينة الخليل، إذ تسكن سبع عائلات في بعض الأحياء، وفي أحياء أخرى تسـكن ثـلاث عائلات من المستوطنين.

حدود المدينة

وأوضح حنتش، أن المدينة اليهودية ستمتد إلى جميع مناطق البلدة القديمة، إذ إن الحدود الغربية للمدينة ستكون في منطقتي «ب 1» و «ب 2»، وهي منطقة الحرم الإبراهيمي، بينما سيكون الشارع الالتفافي رقم 60 الذي يمتد من منطقة البقعة هو الحدود الشرقية. فيما تعد المنطقة الصناعية في الخليل والشارع الالتفافي الذي يربط مستوطنة بيت حجاي مع الشارع الالتفافي 60 جنوب مدخل قرية بني نعيم هي الحدود الجنوبية للمدينة، لتكون منطقة «قيزون» المتاخمة لمستوطنة خارصينا في مدخل بلدة سعير هي الحدود الشمالية لها، وبين أن مساحة المدينة اليهودية بعد إقامتها ستبلغ 21 كيلومتراً مربعاً، إذ إن مستوطنة كريات أربع وحدها تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة.

تويتر