الأغوار الشمالية في فلسطين تواجه خطر التهويد

الاحتلال يمارس اعتداءاته بشكل يومي في الأغوار. الإمارات اليوم

تتعرض منطقة الأغوار الشمالية، شرق محافظة طوباس في فلسطين، لسياسة تهويد ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتسلم السكان، وبشكل يومي، إخطارات هدم منازلهم، وذلك بحجج وذرائع أمنية واهية، كاعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ومناطق تدريب للجيش.

فيما يواجه سكان منطقة الأغوار، التي تضم 18 قرية وتجمعا بدوياً، اعتداءات يومية من قبل الجنود والمستوطنين على منازلهم وممتلكاتهم، وذلك بهدف ترحيلهم عن أرض ورثوها منذ مئات السنين عن آبائهم وأجدادهم، واستغلالها في أعمال التوسع الاستيطاني.

وكان وزير المالية الإسرائيلي (يوفال شتاينتس)، خلال زيارة له قبل يومين، لمنطقة الأغوار قد شدد على الأهمية الأمنية لقرى الأغوار، واصفاً إياها بالسور الواقي الشرقي لدولة إسرائيل، والذي يفصلها عن محور الشر.

وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي لـ«الإمارات اليوم»، إن «هناك تضييقا غير مسبوق على الأغوار الفلسطينية الشمالية، إذ تشهد جميع قرى الأغوار تصعيداً كبيراً في هدم منازل السكان وحظائر الماشية والبيوت الزراعية، وذلك تنفيذا لسياسة التهويد والترحيل وتغيير الواقع الجغرافي».

وأضاف «يتسلم عشرات السكان في كل يوم إخطارات بهدم منازلهم، بحجة البناء غير المرخص، أو بدعوى أنها منطقة تدريب عسكري للجيش، وكان آخر تلك الإخطارات ما تسلمه عشرات السكان في قريتي يرزة وبردلة». وكانت قرية الفارسية في الأغوار، بحسب طوباسي، تعرضت قبل أكثر من أسبوع لعملية هدم هي الأكبر والأعنف في منطقة الأغوار، إذ هدم الاحتلال أكثر من 25 منزلا وحظيرة أغنام وبركسات حبوب وأعلاف، فيما تسبب ذلك في تشريد عشرات السكان البالغ عددهم 300 نسمة إلى مناطق مجاورة. وحتى من بقي في قرية الفارسية فسيظل يواجه مصاعب عدة، أهمها شح المياه، وتمييز الاحتلال في توزيع المياه، إذ يستهلك المستوطنون في الأغوار 10 أضعاف ما يستخدمه الفلسطينيون، فيما يمنع الاحتلال السكان من حفر آبار للمياه، ما يضطرهم إلى شراء المياه من القرى المجاورة وبأسعار باهظة، وهذا ما أوضحته محافظة طوباس والأغوار الشمالية. وأشار طوباسي إلى أن الأغوار الشمالية تفتقد أبسط مقومات الحياة، وهي منطقة تسودها الأخطار والانتهاكات الإسرائيلية، نظرا إلى اعتداءات الاحتلال المتمثلة في مصادرة وقتل الماشية، ومنع الرعي في مناطق متعددة في الأغوار بدعوى أنها مناطق عسكرية، إلى جانب مصادرة الأرض وتخريب الأراضي الزراعية.

ولفت إلى أن عدداً من قرى الأغوار تحولت إلى مناطق مزروعة بمخلفات الاحتلال والألغام سريعة الانفجار، وقد أودت هذه الألغام بحياة عشرات المواطنين وتسببت في إصابة العديد منهم، خلال الفترة الماضية في قرية يرزة. عمد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب طوباسي، إلى حفر خندق في منطقة الأغوار،، لفصلها عن بقية المناطق المجاورة وتقييد حركة السكان، وهذا الخندق يبلغ امتداده 45 كيلومتراً، ويبلغ عمقه مترين، وعرضه أربعة أمتار.

تويتر