إسرائيل مصدّرة الطائرات من دون طيار الأولى في العالم

إسرائيل باعت طائرات من دون طيار إلى 42 دولة. أرشيفية ــ غيتي

الطائرة من دون طيار، العيون الحقيقية للحرب الحديثة، التي تحلق بشكل شبه دائم في سماء باكستان والعراق، أو غزة، أصبحت من أولى تخصصات إسرائيل التي تعد المصدّر الاول لها عالمياً.

وأضحى الاعتماد على هذه الطائرة كبيراً إلى حد أنه حتى في خضم الازمة الاسرائيلية - التركية الاخيرة، واستناداً إلى وسائل الاعلام المحلية، وصل وفد عسكري منذ أيام سراً من تركيا إلى إسرائيل للتدرب على تشغيل الطائرة «حيرون» الاسرائيلية الصنع.

هذه الطائرة بلا طيار التي يبلغ طولها 11 متراً، تعمل بمحرك بقوة 1200 حصان. وهي تستطيع التحليق لمدة 52 ساعة بلا توقف، على ارتفاع 10 كيلومترات مع 300 كيلوغرام من الاجهزة والمعدات.

ويقول الكابتن جيل (30 عاماً) الذي يقود سرباً «يعمل كل يوم ليلاً نهاراً»، في قاعدة بالماخيم الجوية جنوب فلسطين المحتلة، إن هذه الطائرات «حلقت عشرات آلاف الساعات. ومهمتها هي الاستطلاع والمراقبة والدعم، أي رصد المعلومات الاستخبارية ومراقبة الارض ودعم القوات البرية.

والطائرة «حيرون» التي تعمل ذاتياً من الاقلاع وحتى الهبوط، تكون على اتصال بقيادة عامة عملانية متحركة عبر ترددات لاسلكية. وتتيح أجهزة تصويرها الفائقة الدقة رصد أي جسم مريب على الارض بوضوح. والطائرة بلا طيار مزودة بصواريخ تضرب أهدافها من دون ان يراها أحد. وقد أصبح أزيزها مألوفاً في قطاع غزة، حيث يثير الخوف. ويوضح جاك شملا كبير المهندسين ورئيس ما يعرف بـ«مالات»، دائرة يو.ايه.في «آنماند اير فيهيكل» في هيئة الصناعات الجوية الاسرائيلية ان 100 طائرة «حيرون» بيعت بتسميات مختلفة الى جميع انحاء العالم، وخصوصاً لفرنسا وألمانيا واستراليا وكندا واسبانيا أو تركيا ويمكن رؤيتها في أفغانستان والعراق.

ولدخول هذا القسم القريب من تل أبيب والمحاط بحراسة أمنية مشددة، يتعين الحصول على التصاريح اللازمة. ويحظر داخله حمل الكاميرات والهاتف المحمول او آلة التسجيل كما يوجد رقيب على التصريحات. ويضيف شملا ان «إسرائيل هي أول مصدر عالمي للطائرات بلا طيار مع بيع اكثر من الف نموذج منها إلى 42 دولة أي حجم أعمال سنوي بنحو 350 مليون دولار». وتقدم مالات الطلبية جاهزة تماما لزبائنها مع الخصائص المطلوبة والدعم اللوجيستي (التدريب) والتقني. ويعمل ألف موظف ومتعاقد على فحص وتنقيح الطلبيات. ومن بين 80 مشروعاً قدمت تمت الموافقة على 15 فقط.

وأكبر الطائرات بلا طيار هي «حيرون تي.بي» التي يطلق عليها «ايتان» (القوي بالعبرية) ويبلغ حجمها حجم الطائرة البوينغ 737 وتزن 4.5 اطنان. وهذه الطائرة التي ادخلها سلاح الجو الاسرائيلي الى الخدمة أخيرا لديها قدرة ذاتية على التحليق لمدة 36 ساعة حاملة طنا من التجهيزات على ارتفاع 13 الف متر. ويتم الاتصال بها عبر القمر الصناعي. ويغطي مدى تحركها إيران. على العكس، فإن الطائرة «بربار» (الفراشة) لا تزن سوى 35 غراماً. ويقول خبراء اسرائيليون، انه بوساطة هذه العين الطائرة، كان يمكن ان تحظى القوات الروسية بفرص اكبر في تفادي مذبحة بيسلان عام 2004 برصد مجموعة الكوماندوز الموالية للشيشان التي احتجزت الرهائن في مدرسة. والطائرة الصغيرة يمكن بسهولة اطلاقها ثم استعادتها بوساطة اسلاك ومظلات كبح أو حتى بالانقلاب على الظهر لدى الهبوط للمحافظة على الكاميرا المثبتة على البطن. والتطبيقات المدنية لهذه الطائرات تفتح أيضاً آفاقاً غير محدودة.

ويقول شملا «بعد دوريات لا تنتهي وعندما تختلط عليهم زرقة البحر والسماء، يحلم جميع الطيارين بأن يتم استبدالهم بطائرات بلا طيار لمراقبة الحدود والسواحل أو أنابيب النفط».

إضافة إلى ذلك، فإن هذه الطائرات بلا طيار هي الوحيدة القادرة على إرشاد رجال الاطفاء عبر الدخان الكثيف المنبعث من بؤر حرائق الغابات.

 

تويتر