‏‏‏تعتبر بطاريات الإضاءة أشياء مشبوهة

«المارينز» تطارد «طالبان» في مزارع المخدّرات ‏

جنود أميركيون يسألون أفغانيين عن تحركات «طالبان». غيتي

‏يعمل نحو 30 جندياً من الكتيبة السادسة لمشاة البحرية (المارينز) في شمال مرجة التي استهدفها هجوم واسع لحلف شمال الاطلسي الشهر الماضي، بهدف كشف المتفجرات ومقاتلي طالبان في المنطقة التي تنتشر فيها حقول الخشخاش.

ومع شروق الشمس على مرجة في جنوب أفغانستان، يواكب نباح الكلاب تقدم عناصر المارينز الاميركيين الذين يسيرون بصعوبة في حقل للقنب. ويمهد جندي الطريق مع كلب يستخدم للكشف عن المتفجرات. وينتشر أكثر من 30 جندياً من الكتيبة السادسة في المارينز في شمال المنطقة التي انطلق منها في 13 فبراير الماضي هجوم واسع النطاق للحلف الاطلسي في إقليم هلمند معقل حركة طالبان المحفوف بالمخاطر.

وشهد القطاع المؤلف من حقول القنب المتتالية والمزارع الكبيرة ذات الجدران القليلة الارتفاع المصنوعة من القش والاسمنت معارك عنيفة في مستهل العملية.

وهذه هي المرة الاولى التي يعود اليها عناصر المارينز لتفتيش المنازل بحثاً عن عناصر من طالبان. وتشكل الالغام اليدوية الصنع التي زرعها المسلحون الهاجس الاكبر لقوات المارينز. وقد تكون مزروعة في كل مكان، على الطرق وقرب المنازل.

‏جنود وأطفال
يتكرر المشهد نفسه كل مرة: يطرق مترجم أفغاني الباب لابلاغ سكانه بقدوم الجنود وتمكين النساء من الاحتجاب عن الانظار.

ويخضع رب العائلة للاستجواب: الاسم واسم العائلة والمهنة وعدد الاشخاص الذينيقطنون المنزل. ويسأله عسكري برتبة عريف «هل رأيت عناصر من طالبان في الزاوية؟ لالا يجيب الافغاني جانو ذو الوجه الصارم. ويضيف«استيقظ في الخامسةصباحا وانصرف الى العمل في حقلي ثم اعود وآوي الى الفراش». ويرد العريف «لم اطرح هذا السؤال». ويكرر المزارع الذي يزرع القنب على غرار جيرانه الاجابة نفسها. ويرتاب الناس في كل شيء لكنهم ليسوا عدائيين. ويبكي الاطفال احيانا. ولا ينظر بعض الشبان بعين الرضى الى عناصر المارينز.‏
 

وتسمع يومياً أصداء خمسة انفجارات، يعتبر القسم الاكبر منها «انفجارات مضبوطة» يقوم بها الجنود. وتتمركز وحدة في المقبرة الصغيرة التي تشرف على القرية.

ويحتوي أكبر المدافن على رفات عنصر من طالبان قتله «هؤلاء الحيوانات الاميركيون»، كما كتب على بلاطة الضريح. ويرفع علم أبيض مزروع في الضريح اسم الجلالة (الله) ويتمايل على عصف الريح الآتي من الصحراء.

وفي اسفل القرية يدخل الجنود المنازل.

ويعثر الجنود الاميركيون في احد المنازل على مجموعة من البطاريات الموصولة بأسلاك تغذي صماماً كهربائياً صغيراً. وينتظر ثلاثة رجال وولدان في الخارج، تحت رقابة ثلاثة من عناصر المارينز. ويرمي العريف البطاريات أمامهم. ويسأل «ماذا تفعلون بها؟». ويجيب أحد الرجال «لتأمين الاضاءة. هل تريد أن اشغلها؟». ويعتبر عناصر المارينز هذه البطاريات مشبوهة، لأنهم عثروا في غرفة أخرى على أسلاك كهربائية ملفوفة على بكرة. وإذا ما استخدمت هذه الاسلاك في صنع قنبلة يدوية فهي لا تكفي لاثبات تورطهم. ومع ذلك صودرت البطاريات.

ومع حلول الظلام، لم يعثر الجنود على عناصر من طالبان أو على الغام. وقال اللفتنانت كولونيل بريان كريستماس قائد قوات المارينز في شمال مرجة، إن المسلحين «موجودون لكنهم يعمدون الى التخفي والتواري عن الانظار».

ويقيم الجنود معسكرهم في العراء في حقل صغير تحوطه جدران صغيرة. ويتفحص القائد اقدامهم التي ارهقها السير 12 ساعة متواصلة.

وخلال العملية التي استغرقت 27 ساعة، فتش عناصر المارينز اكثر من 60 مزرعة، لكنهم عادوا منهكين وبخفي حنين.

وقال اللفتنانت كولونيل كريستماس «إذا مضى يوم من دون انفجار قنبلة يدوية الصنع، وإطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية، ومضى الناس إلى السوق، وعاد جنودي سالمين، فإننا نعتبر هذا اليوم من أجمل الايام».

 

تويتر