دبلوماسيون يروون تفاصيل اجتماع موفدي ترامب مع مجلس الأمن

الاحتلال يصادق على بناء 3000 وحدة استيطانية بالقدس

رافعة تثبّت مساكن جاهزة في موقع مستوطنة «عميحاي» في الضفة. رويترز

صادقت لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة على بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة، خارج الخط الأخضر ونفوذ مدينة القدس المحتلة، فيما روى دبلوماسيون تفاصيل اجتماع موفدي ترامب مع مجلس الأمن حول الشرق الأوسط.

أكثر من 200 مستوطن يقتحمون الأقصى

بحراسات مشددة، واستشهاد فلسطيني

بعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال بساعات.

وفي التفاصيل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن بلدية الاحتلال في القدس صادقت على بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة الواقعة بين مستوطنة «جيلو» ومنطقة شارع الأنفاق جنوب القدس المحتلة.

وتبلغ مساحة الأرض التي ستقام عليها الوحدات الاستيطانية الجديدة نحو 280 دونماً، معظمها أراضي ملكية خاصة.

وقال نائب رئيس بلدية القدس، باعتباره رئيس لجنة التخطيط المحلية، «اليوم هو يوم تاريخي لمدينة القدس».

وفي الـ24 من ديسمبر 2017، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية النقاب عن خطة تشمل بناء 300 ألف وحدة استيطانية، ضمن ما تسمى «القدس الكبرى»، ومعظمها ستبنى في مناطق خارج الخط الأخضر في الشطر الشرقي من القدس المحتلة.

من ناحية أخرى، روى دبلوماسيون تفاصيل الاجتماع الذي عقده مع أعضاء مجلس الأمن الدولي مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صهره جاريد كوشنر وموفده إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، اللذان طلبا «دعم» المنظمة الدولية لخطة سلام، أكدا أنها ستنجز قريباً.

وقدم الطلب، الذي لم يرفق بأي توضيحات عن مضمون الخطة أو موعد نشرها، خلال الاجتماع المفاجئ المغلق الذي عقده مجلس الأمن، أول من أمس، واستمر ساعة، وبدا فيها المبعوثان الأميركيان «ودودين ولطيفين جداً»، كما قال مصدر دبلوماسي.

وعقد الاجتماع بعد خطاب نادر للرئيس الفلسطيني محمود عباس في مجلس الأمن الدولي، طلب خلاله عقد مؤتمر دولي في منتصف 2018 يشكل نقطة انطلاق لإنشاء «آلية متعددة الأطراف»، من أجل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. ورفض فيه أي دور للولايات المتحدة كوسيط رئيس.

ويرفض عباس أيضاً إجراء أي اتصال مباشر مع الإدارة الجمهورية، منذ قرار الرئيس الأميركي في نهاية 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويرى الفلسطينيون أن هذه الخطوة أضرت بصدقية الولايات المتحدة.

وخلال زيارته للأمم المتحدة، تجنب عباس الأميركيين، وامتنع عن تحيتهم، وغادر قاعة مجلس الأمن الدولي بعد خطابه تماماً، من دون أن ينتظر كلمة سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي. وقالت هايلي بغضب «لن نجري وراءك».

وقال دبلوماسي، طالباً عدم كشف هويته، إن الاجتماع الرسمي الذي عقد أول من أمس كان يفترض أن يكون «سرياً». وروى مصدر آخر، طلب عدم كشف هويته أيضاً «كان مفيداً، لكن فعلياً كان هناك عدد قليل من العناصر الدقيقة أو الجديدة». وأضاف: «لم تذكر أي تفاصيل عن مهلة تقديم الخطة الأميركية».

وأوضح دبلوماسيون آخرون حضروا الاجتماع، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن المسؤولين الأميركيين «طلبا دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي» لخطتهما المقبلة «عندما يحين وقت» نشرها.

وقال الدبلوماسيون إن السفراء لم يقدموا «فعلاً» أي رد للمبعوثين الأميركيين. وقال مصدر دبلوماسي إن بعضهم قال «نريد المساعدة».

وقال دبلوماسي محللاً الوضع إن جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات والسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد ميليش فريدمان، باتوا «يتحكمون بهذا الملف» داخل الإدارة الأميركية.

وأوضح مسؤول أميركي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحاته ولم تكشف هويته، أن كوشنر وغرينبلات أكدا أن المقاربة الأميركية «ليست منحازة» لإسرائيل.

وقد أوضحا أن «خطتهما الشاملة» ستتضمن «أشياء يصعب» قبولها من جانب الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي.

كما أكدا للسفراء أن رغبتهما في عدم اطلاع سوى عدد قليل من الأشخاص على خطتهما «الجدية»، قالا إنها استغرقت «13 شهراً من العمل»، هدفه ضمان نجاحها.

وأوضح أحد هؤلاء الدبلوماسيين أن مبعوثي ترامب قالا خصوصاً إنهما «التقيا عدداً كبيراً من المحادثين، لكنهما حرصا على بحث نقاط محددة فقط لتجنب أي تسريبات».

ورداً على سؤال عن المؤتمر الدولي الذي طلبه عباس، شككت مصادر دبلوماسية بانعقاده قبل نشر الخطة الأميركية.

ميدانياً، اقتحم أكثر من 200 مستوطن، بينهم العشرات من طلبة المعاهد التلمودية، ظهر أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال.

ونظم المستوطنون جولات استفزازية في أرجاء المسجد المبارك، وسط محاولات متكررة لأداء طقوس تلمودية في منطقة باب الرحمة «المُغلق».

يأتي ذلك في وقت أكد فيه نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال أبلغت عائلة الأسير ياسين عمر السراديح (33 عاماً) من أريحا باستشهاده، بعد اعتقاله فجر أمس.

وأضاف نادي الأسير أن السراديح استشهد جراء تعرّضه للضّرب خلال عملية اعتقاله من قبل جنود الاحتلال من منزله، فجر اليوم، ووفق العائلة فإن ابنها لا يعاني أي أمراض.

تويتر