النظام يواصل تصعيده على الغوطة الشرقية.. و«الصليب الأحمر» تطالب بدخول قوافلها لمعالجة الجرحى

قـوات موالية لدمشق تــدخـل عفرين.. وتركيـا تعتبــرهـا «هــدفـاً مشروعاً»

مقاتلون أكراد يرفعون شارة النصر خلال ترحيبهم بقوات موالية لدمشق وصلت إلى منطقة عفرين. أ.ف.ب

توعدت تركيا، بـ«عواقب وخيمة» قوات موالية للحكومة السورية دخلت الليلة قبل الماضية إلى منطقة عفرين لمساعدة المقاتلين الأكراد في صد هجوم تركي، مؤكدة أن كل من يدعم الأكراد في عفرين «هدف مشروع». في حين واصلت قوات النظام السوري، أمس، قصفها العنيف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما تسبب منذ الأحد في مقتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً على الأقل، فيما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية لعلاج الجرحى.

وحذرت الرئاسة التركية بأن أنقرة تعتبر كل مجموعة تدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي يشن الجيش التركي عملية عسكرية لطردها من معقلها في عفرين، «هدفاً مشروعاً».

وجاء التحذير التركي عقب توغل قافلة لقوات موالية للنظام السوري في عفرين دعماً لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، بعد أن أجبرها القصف المدفعي التركي على التراجع فوراً.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن «هل يستطيعون القيام بمحاولة مشابهة اليوم أو غداً؟ هذا ممكن. تم اتخاذ احتياطات على هذا الصعيد. كل دعم لوحدات حماية الشعب الكردية يضع من يقدمه في مصاف هذه المنظمة الإرهابية نفسها ويجعله هدفاً مشروعاً لنا».

وأطلقت تركيا في 20 يناير الماضي بدعم من مقاتلين في فصائل معارضة سورية عملية «غصن الزيتون» لطرد «وحدات حماية الشعب» الكردية من معقلها في عفرين.

وأكد كالن أن بلاده ستمضي في عمليتها العسكرية في عفرين، حتى إذا كانت هناك «صفقات قذرة» على الأرض.

ونفى أن تكون القوات الموالية للحكومة السورية تمكنت من دخول عفرين، وقال إن القوات التركية قامت بصدها باستخدام القصف المدفعي. وتؤكد مصادر متقاطعة أن القوات دخلت بالفعل وبدأت بالانتشار.

وتعليقاً على تلميح روسيا إلى أن تركيا يمكنها حل قضاياها في عفرين من خلال الحوار مع السلطات في دمشق، شدد كالن على أن تركيا لن تدخل في أي محادثات مباشرة مع الحكومة السورية.

وقال:«لا اتصالات رسمية بيننا»، إلا أنه أشار إلى تمرير رسائل غير مباشرة عبر روسيا وإيران. وأضاف أنه، في الحالات الاستثنائية، يمكن أن تفتح الاستخبارات التركية قناة اتصال.

من جهته، أكد المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» في عفرين روجهات روج، أن القوات الشعبية السورية دخلت الى منطقة عفرين، وعددها أكثر من 200 مقاتل، توزعت على جبهتي جنديرس وراجو وتقاتل إلى جانب الوحدات الكردية وتصدت المضادات الأرضية التي ادخلتها القوات الشعبية لطائرات الاستطلاع التركية.

وأضاف «تشهد جبهات عفرين الثلاث مواجهات عنيفة جداً وسط قصف مدفعي وجوي من القوات التركية، وتشهد ناحية جنديرس غرب عفرين معارك عنيفة، وكذلك على جبهات راجو وبلبل».

ولفت إلى أن الجيش التركي ومسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على قرية قره بابا الحدودية، وهي آخر قرية بيد الوحدات على الحدود مع تركيا وسقط العشرات قتلى وجرحى.

وأكد القيادي الكردي أن دفعات جديدة من القوات الشعبية السورية ستدخل الى منطقة عفرين، لتنتشر على خطوط المواجهات مع الجيش التركي ومسلحي المعارضة.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقاتلين الموالين للحكومة السورية والقادمين لمساعدة الأكراد بأنهم «فصائل شيعية» وهددهم بـ«دفع ثمن باهظ».

من ناحية أخرى، واصلت قوات النظام قصفها العنيف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام جددت غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب في مقتل 24 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال وإصابة أكثر من 200 مدني آخرين بجروح.

وقتل معظم الضحايا أمس، في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفربطنا.

وتقصف قوات النظام منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن الغوطة الشرقية وبلداتها التي تحاصرها بشكل محكم منذ عام 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

ومنذ بدء التصعيد، قتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً وأصيب أكثر من 1400 آخرين بجروح. وسجل المرصد في اليومين الماضيين حصيلة يومية «تعد الأكبر في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات» بحسب المرصد.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس، في بيان «أفزعتني وأحزنتني جداً تقارير حول اعتداءات مرعبة ضد ستة مستشفيات في الغوطة الشرقية خلال 48 ساعة، ما خلف قتلى وجرحى».

وطال القصف أول من أمس، مستشفيين في مدينتي عربين وحمورية، ما أدى الى خروجهما عن الخدمة، بحسب المرصد.

ونفت موسكو أمس، ضلوعها في القصف على الغوطة الشرقية، بعدما كان أورد المرصد أن طائرات روسية استهدفت المستشفى في عربين.

في السياق، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، بالسماح لفرقها بالدخول إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لعلاج الجرحى.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية ماريان غاسر، في بيان «يبدو أن القتال سيسبب المزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى»، مضيفة أن «الجرحى من الضحايا يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب».

تويتر