قرقاش: جهود الدوحة المبعثرة الحالية تعمِّق أزمتها

«قائمة مطالب» صهيونية مقابل دعم قطر في واشنطن

قرقاش: همّي الأساسي أن تتمكن الحكمة في الدوحة. أ.ف.ب

كشفت وثائق مسربة أن المنظمة الصهيونية الأميركية قدمت للقطريين قائمة مطالب، كي يحظوا بدعم اللوبي الصهيوني في واشنطن. في وقت أكد فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، أنه على قيادة الدوحة إدراك أن جهودها المبعثرة الحالية تعمّق أزمتها، وأن الخلاص في تغيير التوجه.

المنظمة الصهيونية الأميركية طلبت من الدوحة التوقف عن دعم الإرهاب، وتوفير الملاذ والتمويل للإرهابيين.

وكشفت وثائق مسربة عن المطالب التي قدمها رئيس المنظمة الصهيونية الأميركية، مورتون كلاين، للقطريين كي يحظوا بدعم اللوبي الصهيوني في واشنطن، خلال زيارة كلاين للدوحة مطلع يناير الماضي، ولقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد له تغيير موقف قطر منها، حسب تعبير الزعيم الصهيوني، في مقابلة حديثة له.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت، عن كلاين، تلقيه «تأكيدات من الأمير بتغيير موقف قطر، حيال القضايا التي تمس إسرائيل».

وسعت قطر، في الآونة الأخيرة، إلى استمالة أقطاب صهيونية وشركات لرموز اللوبي اليهودي الأميركي، عبر عقود مع شركات علاقات عامة، لتحسين صورة قطر في الولايات المتحدة.

ونشرت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية تقارير عدة، أخيراً، بشأن توجه قطري بتقديم كل ما يمكن للوبيات اليهودية والجماعات الصهيونية، مقابل تحسين صورة قطر الموسومة بدعم وتمويل الإرهاب.

ومن بين المطالب، التي قدمها رئيس المنظمة الصهيونية للدوحة «التوقف عن دعم الإرهاب، وتوفير الملاذ والتمويل للإرهابيين».

وتمتد قائمة المطالب الصهيونية لصفحات، وتركز بالأساس على ما يخص إسرائيل واليهود، ومنها بند يطالب قطر بأن «تعارض طموحات إيران النووية، وأن تتوقف عن الدعاية لحق إيران في امتلاك أسلحة نووية».

وكذلك أن تتوقف قطر عن دعم وتمويل المراكز المعادية لإسرائيل، أو التي تضر بصورة إسرائيل، والعاملة انطلاقاً من الدوحة، أو مرتبطة بها.

ويقول أحد المطالب بالنص: «توظيف قطر وموارد قناة الجزيرة الواسعة لتصوير اليهود وإسرائيل بشكل إيجابي، ودعم خطة سلام ذات صدقية، تضمن بقاء إسرائيل دولة قوية».

وفي هذا السياق، هناك تفصيل في صفحتين لكيفية تنفيذ ذلك من جانب قطر، ومن الأمثلة:

التوقف عن «الادعاء» بأن الضفة الغربية محتلة، أو أن هناك ما يسمى «القدس الشرقية»، أو أن إسرائيل تمارس تطهيراً عرقياً بحق الفلسطينيين، وأن إسرائيل توسع مستوطنات الضفة الغربية على حساب أراضي الفلسطينيين.

وتتضمن قائمة المطالب الصهيونية أن تغير قطر مناهج التعليم والكتب المدرسية والخرائط التعليمية، والخرائط على طيران «القطرية»، بما لا يتضمن أي مواد تعتبر «معادية للسامية».

كذلك أن تتوقف قطر عن «تخريب» علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية.

من ناحية أخرى، كتب الدكتور أنور بن محمد قرقاش، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، أمس «لا يسعني هذا الصباح إلا أن أشكر الإعلام القطري ومغرديه اهتمامهم بتغريداتي، همّي الأساسي أن تتمكن الحكمة في الدوحة، وأن تدرك قيادتها أن جهودها المبعثرة الحالية تعمّق أزمتها، وأن الخلاص في تغيير التوجه».

وفي فيينا، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن قطر لاتزال تنتهج سلوكها نفسه، ولم توقف تمويلها ودعمها للإرهاب، وتنشر الكراهية والإرهاب في عدد من الدول.

وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، مع وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، عقب مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادلا خلالها وجهات النظر حول المستجدات الدولية «إذا أوقفت قطر تمويلها ودعمها للإرهاب، فالدول المقاطعة ستكون مستعدة لاستئناف علاقتها الطبيعية معها».

تويتر