وقفة احتجاجية في ميونيخ ضد إرهاب قطر

الدوحة تبيع حصة من بنك قطر الوطني - مصر

جانب من الوقفة الاحتجاجية ضد قطر في ميونيخ. أرشيفية

أعلن بنك قطر الوطني، أمس، عن بدء إجراءات لبيع حصة من بنك قطر الوطني الأهلي بمصر، فيما نظّم العشرات وقفة احتجاجية ضد «دعم قطر الإرهاب»، في مدينة ميونيخ الألمانية.

وقال بنك قطر الوطني، أكبر بنك في قطر والمملوك للحكومة، إنه كلف شركة «سي آي كابيتال» في مصر كمستشار مالي حصري بشأن الإجراءات اللازمة لبيع ما يقارب من 2.1% من حصة المجموعة في قطر الوطني الأهلي بمصر.

وأوضح البنك في بيان للبورصة القطرية، أمس، أن حصة المجموعة بعد عملية البيع ستصل إلى نحو 95%.

وأشار إلى أن الإجراءات ستتم بما يتوافق مع متطلبات البورصة المصرية، والهيئات الرقابية الأخرى ذات الصلة المتعلقة بالأسهم الحرة للتداول.

وتبلغ حصة مجموعة بنك قطر الوطني الحالية في قطر الوطني الأهلي 97.12%.

وهوت على نحو حاد الأصول المحلية للمصارف العاملة بقطر، وسط شح في السيولة، وتباطؤ نمو الاقتصاد، وفق تقارير رسمية.

• خبراء يؤكدون أن أزمة القطاع الخاص القطري ستتفاقم أكثر في الفترة المقبلة.

وبحسب بيانات صادرة عن مصرف قطر المركزي، تراجعت تلك الأصول 12% منذ بدء مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر في يونيو الماضي حتى يناير الجاري، ما يدل على ضعف الجهاز المصرفي القطري.

من ناحية أخرى، تدهورت أوضاع القطاع الخاص القطري على نحو حاد، وتقلصت استثماراته وتوسعاته، خصوصاً بعد الجمود الذي لحق بالقطاع المصرفي وشح السيولة. وقال مراقبون إن قدرة مصارف قطر على تدبير التمويل ومنح الائتمان تقلصت، ما أوقف نشاط القطاع الخاص على نحو كبير.

وأكد خبراء لـ«العين الإخبارية» أن أزمة القطاع الخاص القطري ستتفاقم أكثر في الفترة المقبلة.

وكشفت أحدث إحصاءات مصرف قطر المركزي، أن البنوك الأجنبية داخل البلاد تتحفظ في منح القروض للشركات حتى تقلصت التسهيلات الائتمانية الممنوحة لها من 20.134 مليار ريال في نهاية يونيو 2017 إلى 18.335 مليار ريال بنهاية ديسمبر.

وقال رئيس شركة «إيغل» لاستشارات التمويل، الدكتور ياسر عمارة، إن القطاع الخاص القطري يواجه ضربات موجعة منذ المقاطعة العربية للدوحة لدعمها الإرهاب، مشيراً إلى أنه لن يصمد طويلاً.

وأضاف أن هناك قطاعات محددة تواجه صعوبة في الحصول على التمويل، وعلى رأسها شركات المقاولات، بسبب مخاوف عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها التعاقدية.

وبالفعل ترصد الإحصاءات انخفاض تمويلات شركات المقاولات بنسبة 14.52% إلى 2.24 مليار ريال، فضلاً عن تراجع تسهيلات الشركات الاستهلاكية بمعدل 14.44% إلى 3.34 مليارات ريال.

وشدد عمارة على أن المسألة الأكثر خطورة الآن اكتساب قطر سمعة سيئة في عدم الالتزام بتعاقداتها مع الشركات الأجنبية، مثل شركة كاريليون البريطانية، ما يدفع الأجانب إلى الإحجام عن التعامل مع الشركات القطرية، أو وضع شروط مالية قاسية للعمل معها.

ويحاول البنك المركزي القطري تجميل الموقف المتأزم عبر تقديم بيانات تفيد بنمو القروض الممنوحة للعملاء منذ مايو الماضي من 327.77 مليار ريال إلى 341.56 مليار ريال بنهاية ديسمبر 2017.

من جهته، فنّد خبير الائتمان المصرفي، محمود مصطفى، تحايل مصرف قطر المركزي بإلقاء الضوء على أن هذه الزيادة جاءت بسبب تمادي الحكومة القطرية في الاقتراض من البنوك لاستيراد السلع الأساسية بتكلفة أعلى مما كانت عليه قبل المقاطعة، وهو ما يتضح في وصول القروض الحكومية إلى 341.56 مليار ريال بنهاية 2017 مقابل 327.776 مليار ريال بنهاية مايو الماضي.

وأكد مصطفى أن نمو الاقتراض الحكومي حرم الكثير من الشركات من الحصول على تمويل مصرفي، فضلاً عن ارتفاع كلفة اقتراض القطاع الخاص، بعد أن رفع المركزي القطري الفائدة إلى 5.2% في ديسمبر الماضي.

وأشار إلى أن البنوك الخارجية باتت أكثر حذراً من التعامل مع الشركات والمؤسسات القطرية، وخفضت بالفعل القروض الممنوحة لها من 96.394 مليار ريال في مايو الماضي إلى 90.482 مليار ريال بنهاية 2017، حسب بيانات مصرف قطر المركزي.

وتدعم البيانات الرسمية والتحليلات هذه المخاوف، فقد أظهر التقرير الدوري لوزارة الاقتصاد والتجارة القطرية أن 418 شركة أغلقت نشاطها التجاري في قطر الشهر الماضي، وتستحوذ شركات المقاولات على 36% من هذه القائمة، تليها شركات تجارة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والسلع العمومية والبقالة والتموين ومواد البناء.

إلى ذلك، نظّم العشرات من الأشخاص، أمس، وقفة احتجاجية ضد «دعم قطر الإرهاب»، في ميدان ماكس جوزيف بلاتس، وسط مدينة ميونيخ، جنوب ألمانيا، على هامش مؤتمر الأمن السنوي الذي يحمل اسم المدينة.

وفي درجة حرارة دون الصفر، اصطف العشرات حاملين الورود، ولافتات سوداء كتب عليها باللون الأحمر «قطر إرهابية».

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير أحمد خطاب، منظم الوقفة، لـ«العين الإخبارية»، إن تلك الفاعلية تأتي لرفض الإرهاب بكل صوره وداعميه، وعلى رأسهم النظام القطري.

وأضاف خطاب أنه أبلغ السلطات الألمانية بالوقفة قبلها، وحضر رجال الشرطة لتأمينها.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كبيرة ضد تنظيم الحمدين، كُتب عليها باللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية: «قطر تدعم وتمول الإرهاب»، و«شعوب العالم يريدون إدانة قطر بدعم الإرهاب».

تويتر