منظمات غير حكومية تعهّدت بدفع 330 مليون دولار

العراق يأمل جمع 88 مليار دولار في مؤتمر الكويت لإعادة الإعمار

صباح الخالد: نعوّل على المجتمع الدولي لإرسال رسالة واضحة بدعمه إعمار العراق. أ.ف.ب

جمع مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق تعهدات بقيمة 330.130 مليون دولار أميركي، خلال أعمال مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي انطلق أمس، ويستمر ثلاثة أيام، فيما تأمل الحكومة العراقية أن تجمع 88 مليار دولار على شكل تعهدات، لإعادة إعمار البلد الذي مزقته الحروب طيلة أربعة عقود.

الأمم المتحدة طالبت المؤتمر بدعم

العودة «الطوعية» للنازحين الذين فروا

من منازلهم، نتيجة القتال ضد «داعش».

وتستضيف الكويت أعمال المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، بحضور عشرات الدول ومئات الشركات ورجال الأعمال. وخصص اليوم الأول لخبراء في مجال إعادة الإعمار ولمنظمات غير حكومية، على أن يخصص اليوم الثاني للقطاع الخاص، واليوم الأخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.

وقال وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، في أولى جلسات المؤتمر، إن العراق بحاجة إلى 88.2 مليار دولار، لإعادة الإعمار. وأوضح أن الأموال سيتم إنفاقها بشكل رئيس على البنية التحتية، وإعادة مئات آلاف النازحين إلى مناطقهم.

من جهته، قال مدير عام وزارة التخطيط، قصي عبدالفتاح، إن إعادة إعمار العراق تتطلب جمع 22 مليار دولار بشكل عاجل، و66 ملياراً أخرى على المدى المتوسط.

ورأى ممثل البنك الدولي، رجا أرشاد ريحان، أن قطاع الإسكان في العراق يحتاج إلى 17.4 مليار دولار، وقطاع التعليم إلى 4.5 مليارات، وقطاع الصحة 4.3 مليارات. وأكد أن إعادة بناء قطاع التجارة تحتاج إلى 10.6 مليارات دولار، وقطاع الطاقة والنفط والغاز إلى 16.3 مليار دولار.

وسبق للعراق، ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة الدول المصدرة (أوبك)، أن كثف دعواته للمستثمرين حول العالم، للإسهام في إعادة الإعمار. ويعتزم خصوصاً الاعتماد على احتياطه من النفط، الذي لم يستغل بشكل كامل بعد.

وتخلل جلسات اليوم الأول، المخصصة للمنظمات غير الحكومية، إعلان عدد من هذه المنظمات، ومعظمها كويتية، عن تعهدات لدعم الوضع الإنساني في العراق، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 330 مليون دولار. وجاء أكبر التعهدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبلغ 130 مليون دولار، و122.5 مليوناً، تعهدت بتقديمها الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية.

وكان رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري، الدكتور عبدالله المعتوق، قد أكد أن المؤتمر يأتي في إطار سياسة منهجية ثابتة، تترجم إيمان دولة الكويت قيادةً وشعباً بدور العمل الإنساني، في ترسيخ قواعد الأمن والسلم الدوليين، وتخفيف معاناة ضحايا الأزمات. وقال في كلمة ألقاها بحفل افتتاح المؤتمر، إنه باستضافة هذا المحفل الإنساني الكبير، تمضي دولة الكويت في حشد الجهود، لتضميد جروح المنكوبين، وتقدم نموذجاً رائداً للعالم في إغاثة المتضررين العراقيين، جراء النزاعات المسلحة اتساقاً وانسجاماً مع مبادئها وقيمها الإنسانية والأخلاقية الثابتة والأصيلة، التي دأبت عليها منذ القدم. وقال مدير «صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية»، مصطفى الهيتي، إن العراق بدأ «ببعض الخطوات لإعادة الإعمار، لكن لم نستطع إنجاز أكثر من 1% من ما يحتاج إليه العراق».

وأضاف «نريد مساعدات واستثمارات، لإعادة الخدمات والبنى التحتية»، مشيراً إلى وجود 2.5 مليون نازح بحاجة للمساعدة، وتضرر 138 ألف منزل، ودمار أكثر من نصف هذا العدد، جراء الحرب مع تنظيم «داعش».

وفي هذا السياق، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الموئل التابع للمنظمة الأممية إلى الاستثمار في البنية التحتية، وقالتا، في بيان مشترك، إن «واحداً من أربعة أطفال يعيشون في الفقر».

وذكرتا، أيضاً، أن نصف مدارس العراق تضررت، وأن دراسة ثلاثة ملايين طفل عراقي تعطلت.

بدورها، رأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن على مؤتمر الكويت أن يدعم العودة «الطوعية» للنازحين، الذين فروا من منازلهم بسبب العمليات العسكرية ضد المقاتلين المتطرفين.

واعتبرت المفوضية، في بيان، أن «مؤتمر الكويت يوفر منبراً رئيساً لإعادة التأكيد على أهمية العودة الطوعية والآمنة والمستدامة للنازحين العراقيين، وكذلك لجمع الموارد لدعم جهود الحكومة في تحقيق هذا الهدف».

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، قال في مؤتمر صحافي، أول من أمس: «نحن نعول كثيراً على المجتمع الدولي، لإرسال رسالة واضحة جلية للعراق، بأن المجتمع الدولي كما هو معهم في دحر هذه الجماعات الإرهابية، سيكون معهم في إعادة إعمار العراق».

تويتر