روسيا تقول إن مئات قُتلوا في عفرين بينهم مدنيون.. وموجة نزوح هرباً من المعارك العنيفة

ماكرون يحذّر تركيا من أي محاولة لـ «اجتياح» سورية

كردي سوري يتلقى العلاج في مستشفى عفرين بعد إصابته بصواريخ تركية على المدينة. أ.ف.ب

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا من أي محاولة لـ«اجتياح» سورية بعد الهجوم الذي ينفذه الجيش التركي وقوات المعارضة السورية الموالية له على المقاتلين الأكراد في شمال سورية، وطلب من أنقرة أن تنسق تحركاتها مع حلفائها. فيما قالت روسيا إن مئات قُتلوا في العملية التركية في عفرين، بينما تواصلت المعارك العنيفة، موقعة المزيد من الضحايا ومتسببة بنزوح سكان القرى الحدودية هرباً من الغارات الكثيفة.

67

مدنياً قتلوا على الأقل بسبب القصف التركي على مدينة عفرين  بينهم 20 طفلاً.

وحذّر الرئيس الفرنسي في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو»، أمس، تركيا من أن عمليتها ضد الفصائل الكردية في شمال سورية ينبغي ألا تصبح ذريعة لغزو البلاد.

وقال «إذا اتضح أن هذه العملية ستتخذ منحى آخر بخلاف التصدي لتهديد إرهابي محتمل على الحدود التركية، وتبين أنها اجتياح، عندها ستكون لدينا مشكلة فعلية معها».

وبدأت تركيا الأسبوع الماضي هجوماً جوياً وبرياً في شمال سورية مستهدفة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، في عملية أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون».

وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي شن حملة تمرد على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية.

ودافع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، عن العملية قائلاً إنها تهدف فقط إلى ضمان أمن بلاده وحماية العرب والأكراد والتركمان من «التنظيمات الإرهابية».

وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في أنقرة «إذا كانت فرنسا تفسر الأمر على هذا النحو (عملية غزو) فعلينا تقييم ما فعلوه في سورية وفقاً لذلك».

وقال «إنها فكرة ملتوية من البداية. يعرف العالم أجمع أن تركيا لا تتحرك بعقل غازي. عليهم أن يعلموا ذلك».

وقال ماكرون إنه سيثير المسألة مجدداً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأضاف أن طبيعة العملية تعني ضرورة إجراء مناقشات بين الأوروبيين، وعلى نطاق أوسع أيضاً بين الحلفاء.

من جهتها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها، أمس، إن مئات عدة من بينهم مدنيون قُتلوا خلال العملية العسكرية التي تشنها تركيا في عفرين.

وتواصلت المعارك العنيفة التي تخوضها القوات التركية والفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد في عفرين، موقعة المزيد من الضحايا ومتسببة بنزوح سكان القرى الحدودية هرباً من الغارات الكثيفة.

وقال مسؤول الهلال الاحمر التركي كرم كينيك، «نحن مستعدون لتأمين مأوى لما يصل الى 50 ألف مدني في إعزاز وإدلب».

وقال رئيس الوكالة التركية لإدارة الاحوال الطارئة محمد غول اوغلو إن تركيا تستعد «للسيناريو الأسوأ».

وأضاف من مركز اونجوبينار الحدودي قرب إعزاز، حيث قامت منظمته الأسبوع الماضي بتحضير إقامة مخيمات محتملة، «من الصعب توقع بدقة عدد المدنيين الذين سيأتون، لأن هناك عملية جارية».

وقال مراسل «فرانس برس» إن وتيرة القصف اشتدت منذ الثلاثاء في محيط مدينة عفرين مقارنة بالأيام الأخيرة.

وأعلن مسؤولون أكراد، أمس، عن قصف بالصواريخ استهدف حي الأشرفية في مدينة عفرين، تسبب بإصابة 12 شخصاً بجروح.

ودارت، أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان معارك عنيفة بين الطرفين تركزت في منطقتي جنديرس وراجو، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل من السيطرة على قرية شنكال الحدودية، الواقعة شمال غرب مدينة عفرين.

واستقدمت القوات التركية بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن «تعزيزات عسكرية جديدة تضم مقاتلين وآليات الى شنكال، في محاولة لتثبيت نقاط سيطرتها ودعم قواتها».

وتتزامن المعارك بين الطرفين في الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا من جهتي الشمال والغرب مع «قصف عنيف يطال مناطق الاشتباك وغارات تركية تستهدف ناحيتي بلبلة (شمال عفرين) وجنديرس (جنوب غرب)»، بحسب المرصد.

وعلى الرغم من نفي تركيا استهداف المدنيين في عمليتها العسكرية، تستقبل مستشفيات مدينة عفرين يومياً الضحايا من قتلى وجرحى.

وداخل مستشفى عفرين الرئيس في المدينة، تسلمت أفراد عائلة مساء أول من أمس، جثة والدهم العجوز بعدما قتل جراء القصف قبل أيام. وتضع امرأة رأسها على النعش وهي تبكي بحرقة.

وعلى بعد أمتار، استشاط رجل في الثمانينات غضباً بعدما قتل 12 فرداً من أسرته بينهم حفيداه الرضيعان جراء القصف التركي الذي نجا منه بأعجوبة.

وقال للصحافيين وهو يصرخ: «كل العالم يعرف ماذا يحصل هنا. كل العالم يعرف أن المدنيين يموتون».

وأضاف وهو مضمد اليدين والرأس: «نحن دواعش عفرين، طفل عمره أربعة أشهر وآخر تسعة أشهر. نحن دواعش عفرين».

وتسبب القصف التركي منذ بدء الهجوم بمقتل 67 مدنياً على الأقل بينهم 20 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد.

وتمكن الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل منذ بدء الهجوم قبل 12 يوماً من السيطرة على 11 قرية، بالإضافة الى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كيليس التركية وإعزاز السورية.

وتواجه القوات في عملية «غصن الزيتون» وفق عبدالرحمن «مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الأكراد المتحصنين في الجبال على الرغم من القوة النارية الهائلة من الجانب التركي».

وأعلن الجيش التركي، أمس، تدميره بعد منتصف الليلة قبل الماضية 22 هدفاً تابعين للمقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.

وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية بمقتل فتاة (17 عاماً) وإصابة مدني بجروح في مدينة الريحانية التركية جراء «إطلاق تنظيم (بي واي دي) و(بي كا كا)» قذيفتين صاروخيتين من منطقة عفرين، في إشارة الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

تويتر