الدوحة تستعد لاستقبال «عصابة خطرة» باسم «عمالة»

قطر تفاوض روسيا للحصول على منظومة صاروخية تتجاوز نطاقها الجغرافي

منظومة الدفاع الصاروخي «إس 400» تثير التساؤلات حول الدوحة. غيتي

أثار الكشف عن صفقة قطرية لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400»، العديد من الأسئلة عن حاجة دولة صغيرة المساحة إلى نظام دفاعي يعمل على نطاق جغرافي واسع جداً، يتجاوز حتى المجال الجوي القطري، في وقت تستعد قطر لاستقبال أعداد كبيرة من مواطني السلفادور المهدّدين بالترحيل من الولايات المتحدة، وسط تقارير إعلامية تشير إلى أن الكثير منهم ينتمون إلى إحدى أخطر العصابات الدموية في العالم.

عصابة مارا سالفاتروتشا تتميز بالوشم

تشتهر عصابة مارا سالفاتروتشا باستخدام أقسى أنواع القتل والعنف بالأسلحة البيضاء كالسواطير، كما تلجأ إلى جرائم الاغتصاب، ويميزون أنفسهم بانتشار الوشم بطريقة مبالغ فيها على أجسادهم وحتى وجوههم، كما أن هدفاً آخر لهذا الوشم هو أنه يبقى مدى الحياة، لقوته وكثرته، وبذلك يصعب على الشخص ترك العصابة، لأنه سيكون موصوماً بالانتماء إليها في أي مكان يذهب إليه.

وتفصيلاً، كشف السفير القطري لدى روسيا، فهد محمد العطية، عن مفاوضات لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400»، أحد أكثر نظم الدفاع الجوي تقدماً على مستوى العالم.

وحسب السفير العطية، فإن المفاوضات بين البلدين «وصلت إلى مراحل متقدمة».

ومنظومة الدفاع الجوي الروسية أحدث صفقة توقّعها الدوحة خلال بضعة أشهر، حيث سبقتها صفقات عدة.

ففي يونيو من العام الماضي، وقعت الدوحة اتفاقاً لشراء 36 مقاتلة من طراز «إف 15»، بقيمة 12 مليار دولار، وفي أغسطس من العام نفسه أبرمت صفقة مع إيطاليا لشراء سبع سفن حربية، بقيمة نحو ستة مليارات دولار.

ووقعت قطر صفقة أخرى مع ألمانيا لشراء 62 دبابة من طراز «ليوبارد 2»، بقيمة ملياري يورو، وأبرمت اتفاقاً مع بريطانيا لشراء 24 طائرة من طراز «تايفون»، بقيمة ستة مليارات دولار. وسبق ذلك اتفاق مماثل مع فرنسا لشراء 24 مقاتلة من طراز «رافال»، بقيمة سبعة مليارات دولار.

وتثير الصفقة القطرية الأحدث، مثل سابقاتها، العديد من الأسئلة عن حاجة دولة صغيرة المساحة إلى نظام دفاعي يعمل على نطاق جغرافي واسع جداً، يتجاوز حتى المجال الجوي القطري. وتطرح هذه الصفقات الضخمة، والمتقدمة، تساؤلات عن حاجة قطر إلى هذه النوعية من الأسلحة، والقدرة على استخدامها أيضاً بالنسبة لجيش قليل العدد ودولة صغيرة المساحة.

ويرى خبراء عسكريون أن هذه الصفقات ليست لها قيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة لقطر، فيما يصفها خبراء بـ«محاولات قطرية لشراء المواقف»، بعد إدانتها بدعم الإرهاب.

من جهة أخرى، تستعد قطر لاستقبال أعداد كبيرة من مواطني السلفادور المهددين بالترحيل من الولايات المتحدة، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن الكثير منهم ينتمون إلى إحدى أخطر العصابات الدموية في العالم.

وهؤلاء السلفادوريون من المتوقع أن يكونوا ضمن مَن سترحّلهم السلطات الأميركية خلال 18 شهراً؛ نظراً لانتهاء فترة إقامتهم، وكذلك للمخاطر الكبيرة التي يشكلونها على أمن البلاد، لتخصص الكثير منهم في الجرائم الخطرة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت مطلع يناير الجاري، أنها ستنهي اعتباراً من سبتمبر 2019 حالة الحماية المؤقتة التي تسمح لنحو 200 ألف سلفادوري بالعيش في الولايات المتحدة. وكتب المدوّن مارك ميجاهان في موقع «كونسيرفاتيف ديلي بوست»، هذا الشهر، أن السلطات في السلفادور تخشى عودة هذه الأعداد إليها، خصوصاً أنه سبقهم ترحيل آخرين منتسبين إلى عصابة «إم إس 13» التي يتشكل معظمها من السلفادوريين.

وعلى هذا الأساس، دخل مسؤولون من السلفادور في مفاوضات مع قطر لإعادة توجيه المرحّلين إلى قطر تحت اسم «قوى عاملة». وسافر وزير الخارجية السلفادوري، هوجو مارتينيز، إلى قطر في 16 يناير، وصرح من هناك بأنه يجري التفاوض حول إمكانية جلب عمال مهرة مؤقتين في جميع المجالات، خصوصاً الهندسة والزراعة وصيانة الطيران والبناء.

وخلال الزيارة أشاد مارتينيز بقطر بشكل كبير، ونقلت وكالة «رويترز» عن حكومة السلفادور قولها إن العمالة المقرر إرسالها إلى قطر تضم المهاجرين السلفادوريين الذين يواجهون خطر الترحيل بالولايات المتحدة، وذلك لكي يعيشوا ويعملوا في قطر بصورة مؤقتة. وقال رئيس جهاز الاتصالات الرئاسي بالسلفادور، يوجينيو شيكاس، إن قطر ستستقبل السلفادوريين على مراحل.

وعانت الولايات المتحدة طويلاً من السلفادوريين المنتمين إلى عصابة مارا سالفاتروتشا، وقامت بترحيل الكثير منهم، ويجد ترامب في ترحيل 200 ألف شخص، الكثير منهم ينتمون إليها، حتى عام 2019، فرصة كبيرة للتخلص من خطرها. وعصابة مارا سالفاتروتشا، يعني اسمها العصابة السلفادورية، نشأت في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في ثمانينات القرن الماضي، على يد المهاجرين الذين فروا من الحرب الأهلية في السلفادور، وانتشرت من لوس أنجلوس إلى أجزاء أخرى، حتى وصلت إلى كندا وأميركا الوسطى وأميركا اللاتينية.

وتحجّجت العصابة حين نشأتها، بأن الغرض منها هو حماية المهاجرين السلفادوريين من العصابات الأخرى، وتخفيف الأعباء عن الشرطة في هذا الأمر، كونها الأكثر علماً بالسلفادوريين من أبناء جلدتها، ولكن اتضح أنها تشكلت لتحترف الإجرام.

وتجنّد العصابة المراهقين لسهولة التأثير فيهم، وتلزم من يريد الانضمام إليها بأن يبادر إلى ارتكاب جريمة قتل كدليل على ولائه للعصابة، وهذا نوع من توريطه في أشنع أنواع الجرائم، حتى يبقى على ولائه للعصابة لتحميه من مطاردة الشرطة في ما بعد، كما أنه يكون على معرفة بأن مغادرته للعصابة سيعرّضه للموت. وبحسب التقديرات، فإن عدد أفراد العصابة بلغ عشرات الآلاف، ولديها القدرة على توليد فروع جديدة بعد كل ضربة تتلقاها من الأجهزة الأمنية، وذلك بعد تركها تتضخم لسنوات طويلة. وتعيش تلك العصابات على الأموال الغزيرة التي تحصل عليها من تجارة المخدرات وعمليات الابتزاز والتهديد للأشخاص، ومن غير المستبعد تحولها إلى حركة إرهابية. كما أنه من المتوقع أن تقوم قطر بتجنيد بعض أفرادها حال دخولهم إليها بصفة عمالة كمرتزقة لتهديد أمن دول الجوار، كما تفعل بتجنيد مرتزقة من دول إفريقية.

تويتر