عباس يدعو الأوروبيين إلى الاعتراف «سريعاً» بدولة فلسطينية

بنس يتعهد بافتتاح السفارة الأميركية في القدس قبل نهاية 2019

بنس حظي باستقبال حار أمام مكتب نتنياهو مع حرس الشرف وفرقة عسكرية. أ.ب

تعهد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمس، بافتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة قبل نهاية عام 2019، بموجب قرار نقلها الشهر الماضي، بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، في وقت دعا فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف «سريعاً» بفلسطين كدولة مستقلة، معتبراً أن ذلك لا يتناقض مع استئناف مفاوضات السلام.

طرد حراس إسرائيليون النواب العرب

من «الكنيست» قبل لحظات من بدء نائب

الرئيس الأميركي خطابه، بعد احتجاجهم.

وقال بنس في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، إن «القدس عاصمة إسرائيل، ولهذا وجه الرئيس ترامب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فوراً بالتحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس»، وسط تصفيق الحضور.

وأضاف «في الأسابيع المقبلة، ستقدم الإدارة خطتها لفتح سفارة الولايات المتحدة في القدس. وستفتح سفارة الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل».

وبحسب بنس، فإن ترامب قام، الشهر الماضي، «بتصحيح خطأ عمره 70 عاماً، وأبقى على كلمته للشعب الأميركي، عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستعترف أخيراً بأن القدس عاصمة إسرائيل». وحث بنس أيضاً المسؤولين الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.

كما أكد بنس أن الولايات المتحدة «لن تسمح أبداً» لإيران بحيازة سلاح نووي.

وقال إن الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، والذي وقعته إيران مع روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، عبارة عن «كارثة»، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستنسحب «فوراً» من هذا الاتفاق في حال عدم تعديله.

وإسرائيل هي المحطة الأخيرة لبنس في أول جولة شرق أوسطية له، شملت مصر والأردن أيضاً. وقرر الفلسطينيون مقاطعة زيارة المسؤول الأميركي، وعدم الاجتماع معه، احتجاجاً على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وحظي بنس باستقبال حار أمام مكتب نتنياهو، مع حرس الشرف وفرقة عسكرية.

وفي تصريحات أدلى بها بعد ذلك، وصف بنس قرار ترامب حول القدس بـ«التاريخي»، مؤكداً أن الرئيس الأميركي يعتقد أنه «بإمكاننا خلق فرصة للتقدم في المفاوضات بحسن نية».

وأعرب بنس عن «أمله أن نكون في مرحلة بزوغ فجر حقبة جديدة لمحادثات جديدة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع المستمر منذ عقود، والذي أثر على هذه المنطقة».

وأثنى نتنياهو من جانبه على القرار حول القدس.

وقال «تشرفت على مر السنين أن أقف هنا وأستقبل مئات الزعماء في القدس عاصمة إسرائيل. وهذه هي أول مرة أقف هنا ونستطيع كلانا أن نقول ثلاث كلمات، وهي: القدس عاصمة إسرائيل».

في السياق، طُرد نواب عرب من «الكنيست» الإسرائيلي، أمس، قبل لحظات من بدء نائب بنس خطابه، بعد احتجاجهم.

ووسط تصفيق نواب «الكنيست» الإسرائيليين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لصعود بنس على المنصة، طرد حراس إسرائيليون النواب العرب، وهم من القائمة المشتركة، وأخرجوهم بالقوة.

وقالت عضو «الكنيست»، العربية عايدة توما، من القائمة العربية المشتركة، ممثلة فيها عن «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» لـ«فرانس برس»، أمس «عندما بدأ مايك بنس بالحديث، قمنا النواب العرب من القائمة المشتركة بشكل تظاهري. البعض حمل صوراً لمدينة القدس، كتب عليها القدس عاصمة فلسطين، وقام حرس الكنيست بدفعنا نحو الخارج بقوة، وقاموا بتمزيق الصور وطردنا».

إلى ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف «سريعاً» بفلسطين كدولة مستقلة.

وقال عباس الذي يزور بروكسل، سعياً للحصول على دعم الأوروبيين، بعد قرار ترامب إن «أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعاً».

وأكد أن «الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام».

وأضاف أن «ما يشجع الشعب الفلسطيني للمحافظة على الأمل هو أن هناك سلاماً قادماً، وأن الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام، ويشجع الناس بالتمسك بثقافة السلام».

والتقى عباس وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في اجتماع ثنائي، قبل أن ينضم إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد.

كذلك انتقد عباس قيام الولايات المتحدة بتجميد قسم من تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

من جهتها، أكدت موغيريني عند استقبالها عباس «الالتزام الحازم للاتحاد الأوروبي بحل الدولتين» أسرائيل وفلسطين في النزاع «مع القدس عاصمة يتقاسمها» الطرفان.

تويتر