شهيدان برصاص الاحتلال في مواجهات بالضفة والقطاع

إسرائيل توافق على بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية

جنود الاحتلال في إحدى نقاط التفتيش بنابلس. أ.ف.ب

أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء أكثر من 1100 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في أحدث خطوة من نوعها في الأشهر الأخيرة، وفيما أسفرت المواجهات عن استشهاد طفل فلسطيني في الضفة الغربية، استشهد فتى وأصيب ثلاثة آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت شرق مخيم البريج وسط القطاع قرب الحدود مع إسرائيل، في وقت حذرت منظمة إغاثية من أن تهديد الإدارة الأميركية بقطع تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) سيكون له عواقب كارثية إذا ما نفذ.

وتفصيلاً، قالت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية غير الحكومية والمناهضة للاستيطان، أمس، إن الوحدات السكنية البالغ عددها 1122 وتمت الموافقة عليها الأربعاء أصبحت في مراحل مختلفة من الإجراءات.

عريقات: «إسرائيل تواصل خطتها لدفن كل فرص التسوية السياسية، والإدارة الأميركية تشجعها على ذلك».

وقالت حاغيت أوفران من المنظمة، إنه تم منح موافقة نهائية لـ325 وحدة، ما يعني أن أشغال البناء ستبدأ في وقت قريب، بينما أعطيت 770 وحدة أخرى الموافقة الأولية.

وتم تقديم خطط لـ1122 وحدة، بما في ذلك سبع وحدات سكنية أقيمت بالفعل حصلت على موافقة بأثر رجعي. وأشارت أوفران إلى أن غالبية الموافقات هي في مستوطنات داخل الضفة الغربية المحتلة، خارج الكتل الكبرى التي تقول إسرائيل إنها ستبقي عليها في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين يحقق حل الدولتين.

وقالت: «هذا جزء من الاتجاه العام الذي تنتهجه الحكومة، وهو البناء في جميع أنحاء الضفة الغربية، وأكثر أيضاً في المناطق التي ستضطر إسرائيل إلى إخلائها، وبهذه الطريقة سيتم نسف إمكانية التوصل إلى حل الدولتين».

وأضافت المنظمة أن إسرائيل وافقت في 2017 على بناء 6072 وحدة سكنية وهو العدد الأكبر منذ 2013. وفي 2016 تمت الموافقة على بناء 2629 وحدة. من جهته، رأى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن إسرائيل «تواصل خطتها لدفن كل فرص التسوية السياسية»، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تشجعها» على ذلك. من جانبها، دانت فرنسا الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة، مطالبة بإنهاء الاستيطان «من أجل الإبقاء على مصداقية الأفق السياسي».

وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن الاستيطان «يقوض السعي إلى سلام عادل ودائم ويعيق حل الدولتين».

وقال المتحدث إن «أولوية فرنسا هي العمل على الحفاظ على حل الدولتين والمساهمة في استئناف مفاوضات حاسمة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما دان المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف هذا الإعلان، موضحاً في بيان أن «الأنشطة الاستيطانية تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً في إطار حل الدولتين المتفق عليه».

وتابع ملادينوف في بيان أن المستوطنات «ترسخ حقيقة الدولة الواحدة التي لا تتوافق مع تحقيق التطلعات الوطنية للشعبين».

وفي غزة، قال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن أمير أبومساعد وعمره 16 عاماً استشهد برصاصة في الصدر أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم البريج، مبيناً أن ثلاثة آخرين أصيبوا بالرصاص الحي ونقلوا إلى مستشفى «شهداء الأقصى» القريبة من المخيم لتلقي العلاج. كما استشهد طفل فلسطيني خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة عراق بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية.

من جهة أخرى، حذر «المجلس النرويجي للاجئين» أمس من أن تهديد الإدارة الأميركية بقطع تمويلها لوكالة «أونروا» سيكون له عواقب كارثية إذا ما نفذ.

وأوضح «المجلس النرويجي للاجئين»، وهو منظمة إغاثية ومقره النرويج، أن من شأن تنفيذ هذا القرار أن يعاقب «مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن وسورية، والذين يعتمدون على الوكالة في تعليمهم، كما أن من شأنه أن يحرم آباءهم وسيلة الأمان الاجتماعي الوحيدة التي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة تحت الاحتلال، أو في حالة النزوح».

وقال أمين عام المجلس يان إيغلاند، في بيان: «إن التهديد بقطع المساعدات لأغراض سياسية إلى ملايين المدنيين الذين يحتاجون إليها هو ما توقعناه من أنظمة غير ديمقراطية، ولكن ليس من أكبر مانح إنساني في العالم. إن قطع الأموال عن (أونروا) لن يحقق شيئاً سوى دفع ملايين الفلسطينيين إلى المزيد من الفقر واليأس».

وأضاف أن وقف التمويل سيضع مسؤولية «على عاتق إسرائيل، كقوة محتلة، وكذلك على حكومات الأردن ولبنان وسورية».

وفي جدة، بحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين ورئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، خلال اجتماعهما أمس بمقر الأمانة العامة، الأوضاع في المنطقة العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية بين المنظمة والبرلمان.

تويتر