قرقاش يؤكد أهمية العمل العربي المشترك في التعامل مع قضايا المنطقة.. وعلى رأسها القضية الفلسطينية

«الوزاري العربي»: المجموعة العربية تسعى للحصول على اعتراف دولي بفلسطين

صورة

أكد الاجتماع الوزاري العربي بشأن القدس، في ختام أعماله بالعاصمة الأردنية عمان، أمس، أن المجموعة العربية ستسعى إلى الحصول على اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية، رداً على قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها. وفيما أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله الوفد الوزاري العربي، ضرورة حل مسألة القدس، في إطار «اتفاق سلام عادل ودائم» بين الفلسطينيين والإسرائيليين يستند إلى حل الدولتين، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إن الجهد العربي المنظم والمكثف والمنسجم، مطلوب في مواجهة تداعيات القرار الأميركي بشأن القدس، مؤكداً أهمية العمل العربي المشترك في التعامل مع قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتفصيلاً، أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيظ، في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية المصغرة المكلفة بمتابعة القرار الأميركي، أن المجموعة العربية ستسعى إلى الحصول على اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية، رداً على قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها. وقال الصفدي: «أكدنا، اليوم، الاستمرار في الانخراط مع المجتمع الدولي، لتبيان القرار الأميركي وخطورته والتأكيد على عدم قانونيته، على أن يكون في هذا الانخراط مطالب محددة، منها الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس».

العاهل الأردني:

• «مسألة القدس تجب تسويتها، في إطار سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وتابع: «كان هناك قرار سياسي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، سنسعى الآن للحصول على قرار عالمي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية»، وذلك إلى جانب مواصلة الإجراءات السياسية والقانونية، للحد من القرار الأميركي والإجراءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وتحدث الوزير الأردني عن ثلاثة أهداف، هي: تأكيد «بطلان قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وأنه لا أثر قانونياً له، ومحاولة الحصول على دعم عالمي واعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والضغط باتجاه تحرك دولي فاعل، يأخذنا من حالة الجمود باتجاه انتهاء الصراع، وباتجاه الحل الوحيد، وفق المرجعيات، وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية».

وقال الصفدي إن «القدس وفق القانون الدولي، هي أرض محتلة». وأضاف «سنعمل معاً للحد من إقدام أي دولة أخرى على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل سفارتها إليها». وأكد أن المواقف العربية ثابتة ومنسجمة، بشأن التحرك ضد القرار الأميركي المتعلق بالقدس. وشدد على أنه «لا أمن ولا استقرار ولا أمان في المنطقة، دون حل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها».

وقال الصفدي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع أبوالغيط، إن القدس لا قضية تسبقها، مشيراً إلى أن الاجتماع الوزاري المقبل سيقرر الخطوات القادمة، بما في ذلك عقد قمة استثنائية. وأكد أن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات وإجراءات مدروسة، لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى التمسك بمرجعات عملية السلام، مؤكداً رغبة العرب في إقامة السلام الدائم، وتطبيق مبدأ حل الدولتين. ونوّه الصفدي بأن الجامعة العربية قد كلفت بلاده بالتواصل مع الدول كافة، بشأن القدس.

من جهته، أكد أبوالغيط أن الهدف من الاجتماع «كان مفيداً للغاية». وأعلن عن «اجتماع وزاري موسع، سيعقد نهاية الشهر الجاري، للاستمرار في التحليل والرؤية». وقال إن هناك توافقاً على استمرار عملية السلام كخيار استراتيجي للعرب، والتمسك بمرجعياتها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن تعاوناً قوياً مع الأردن، يقف أمام تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة. وأشار إلى أن موقف المملكة العربية السعودية من القدس، كعاصمة لدولة فلسطين، ثابت ولم يتغير.

من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إن التحرك العربي في هذه المسألة المهمة والحساسة، يبنى على رفض دولي كبير لقرار الرئيس الأميركي، مشيراً إلى أن اجتماع مجموعة العمل، جاء مدركاً لخطورة القرار وتداعياته على عملية السلام ومرجعياتها. وأكد قرقاش رفض القرار الأميركي، وحذر من تداعياته. وقال إن التزام دولة الإمارات بالقضية الفلسطينية، ودعمها التاريخي للشعب الفلسطيني، يحفزاننا للعب هذا الدور ضمن العمل العربي المشترك، الذي نرى فيه المسار الأول والأهم في التعامل مع قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية عن شكره للأردن الشقيق، على استضافة الاجتماع، وعلى الدور المحوري الذي يلعبه في تنسيق الجهود العربية.

وثمن قرقاش لقاء وزراء المجموعة وأمين عام الجامعة العربية مع الملك عبدالله الثاني، ووصف ملاحظاته للمجموعة بالقيمة والإيجابية، والنابعة من فهم عميق للقضية، والأبعاد المحيطة بالقرار الأميركي.

وكان قرقاش قد قال، في تغريدة نشرها بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لدى وصوله إلى الأردن، إن الجهد العربي المنظم والمكثف والمنسجم، مطلوب في مواجهة تداعيات القرار الأميركي بشأن القدس.

من جهة أخرى، نقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، عن الملك عبدالله، خلال استقباله الوفد في قصر الحسينية، قوله إن «مسألة القدس تجب تسويتها، ضمن إطار الحل النهائي واتفاق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يستند إلى حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية».

وقال البيان إن الملك عبدالله بحث، مع الوفد الوزاري العربي، الذي يضم وزراء خارجية: مصر سامح شكري، وفلسطين رياض المالكي، والسعودية عادل الجبير، والمغرب ناصر بوريطة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. «أفضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الأميركي، الذي يخالف قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد أن وضع القدس لا يقرر إلا بالتفاوض بين الأطراف المعنية». وأضاف أنه جرى الاتفاق على «ضرورة تكثيف الجهود، لإيجاد أفق سياسي للتقدم نحو إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أسس تلبي حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية». كما شدد على «أهمية دعم صمود المقدسيين، وحماية الهوية العربية لمدينة القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها».

تويتر