الاحتجاجات الإيرانية دخلت يومها العاشر بزخم متزايد

تظاهرات حاشدة تلاحق النظـــام الإيراني في 12 عاصمة أوروبية وغــــــــــــربية

تظاهرة حاشدة ضد النظام الإيراني قرب سفارة طهران في باريس. إي.بي.إيه

تظاهر أمس، آلاف الإيرانيين في 12 عاصمة أوروبية وغربية، لدعم الثورة الإيرانية التي دخلت يومها العاشر بزخم متزايد، في مسعى لإسقاط النظام في طهران بعد سنوات من القمع والفساد. في وقت نظم أنصار الحكومة مسيرات مؤيدة في إيران لليوم الرابع رداً على الاحتجاجات الواسعة النطاق، فيما زعمت طهران أن الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي بناء على طلب من الولايات المتحدة لبحث الاحتجاجات في إيران، تحول إلى «خطأ فادح» لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وخرجت تظاهرات واسعة في 12 عاصمة أوروبية وغربية، لدعم الثورة الإيرانية.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس تجمعاً وتظاهرة انطلقت من ساحة «بينا» إلى «جدار السلام»، للاحتجاج على القمع الوحشي للمتظاهرين في أغلبية المدن الإيرانية ضد استمرار «دكتاتورية الملالي».

وبالتزامن مع التحرك في فرنسا شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرة حاشدة في براندونبورغ، فيما شهدت استوكهولم تجمعاً لمعارضين إيرانيين أمام البرلمان السويدي، قبل انطلاقهم في تظاهرة نددت بنظام طهران القمعي، كما شهدت يوتوبوري في السويد أيضاً تظاهرات مماثلة.

كما نظم مناهضون للنظام الإيراني وقفة احتجاجية حاشدة أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن.

وشهدت أوسلو تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في النرويج، فيما احتضنت العاصمة الإيطالية روما تجمعاً للمناهضين لنظام طهران في ساحة رببوليكا، بينما احتشد معارضون آخرون أمام القنصلية الإيرانية في ميلان.

كما نظم معارضون إيرانيون تجمعاً أمام السفارة الإيرانية في العاصمة البريطانية لندن، وكذلك شهدت العاصمة النمساوية بيرن تجمعاً مماثلاً أمام سفارة طهران، بينما احتشد معارضون لنظام طهران في تورنتو الكندية وفيينا.

إلى ذلك، نظم أنصار الحكومة مسيرات مؤيدة في إيران لليوم الرابع، أمس، رداً على احتجاجات واسعة النطاق ألقت المؤسسة الدينية باللوم فيها على «أعداء الجمهورية الإسلامية».

وأظهرت لقطات على التلفزيون الرسمي خروج مسيرات في مدن من بينها آمل وسيمنان وشدكان، فيما حمل المشاركون الأعلام الإيرانية وهتفوا «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لبريطانيا».

وكانت التظاهرات الاحتجاجية امتدت إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة في الريف، وشارك فيها آلاف من الشبان وأبناء الطبقة العاملة الغاضبين من الكسب غير المشروع والبطالة والفجوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والأغنياء.

وقال مساعد رئيس جامعة طهران للشؤون الثقافية والاجتماعية مجيد سرسنكي، إن الجامعة شكلت لجنة لمحاولة التوصل إلى مصير طلبة اعتقلوا خلال الاضطرابات.

وقال سرسنكي لوكالة الطلبة للأنباء «جهودنا في الجامعة تهدف إلى التعاون مع السلطات المعنية لتهيئة الظروف لعودة الطلبة المعتقلين للجامعة، ولأسرهم في أقرب وقت ممكن».

وفي تصريح منفصل قال عضو في البرلمان إن نحو 90 طالباً معتقلون 10 منهم لا يعرف مكانهم.

وأظهرت لقطات نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي في الأيام الماضية أقارب لمعتقلين تجمعوا خارج سجون، لمحاولة معرفة أي معلومات عن مصير ذويهم. في السياق، بحث مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه الطارئ الليلة قبل الماضية استجابة لطلب الولايات المتحدة تداعيات الأحداث والاضطرابات التي تشهدها إيران.

وفي بيانها أمام هذا الاجتماع أكدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى مجلس الأمن نيكي هالي، أن الشعب الإيراني انتفض بتظاهرات تلقائية من دون أي تدخل خارجي في عشرات المناطق ضد قمع السلطات الإيرانية، معلنة أن بلادها تقف مع الباحثين عن الحرية والرخاء والكرامة في إيران.

واتهمت النظام الإيراني بحرمان شعبه حقوق الإنسان الأساسية، وبدعم الإرهاب وتمويل الميليشيات المسلحة في العراق واليمن، كاشفة أن النظام الإيراني ينفق ستة مليارات دولار سنوياً على الأقل لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأكدت أن الوضع في إيران مرتبط بحقوق الإنسان الأساسية للشعب الإيراني، وهذه المسألة مرتبطة بالسلم والأمن الدوليين.

من جانبه، عبر المندوب الفرنسي فرانسوا دي لاتر، عن قلق بلاده ازاء العنف الذي صاحب التظاهرات خلال الأيام الأخيرة في إيران، وأيضاً إزاء أعداد الضحايا والمعتقلين من بين المتظاهرين، وطالب السلطات الايرانية بالتقيد بممارسة ضبط النفس وباحترام الحريات الأساسية، خصوصاً حرية التعبير والتواصل والتظاهر السلمي. من جانبه، دعا المندوب الكويتي في مجلس الأمن منصور العتيبي، إيران إلى ضرورة احترام حرية التعبير وحقوق المتظاهرين.

كما دعا المندوب البريطاني في مجلس الأمن ماثيو رايكروفت، إيران إلى وقف العنف وحث حكومتها الحالية على التقيد بتعهداتها بشأن حقوق الإنسان.

لكن الوفد الروسي في مجلس الأمن دعا أعضاء المجلس لعقد مشاورات مغلقة قبيل اجتماع المجلس، اتهم خلالها الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الإيرانية، كما اعترض على إدراج مسألة التظاهرات على جدول أعمال مجلس الأمن. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، قرار ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع مسألة التظاهرات الأخيرة في ايران إلى مجلس الأمن الدولي، أنه «خطأ جديد» ترتكبه واشنطن. وكتب ظريف في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»: «مجلس الأمن رفض محاولة الولايات المتحدة السافرة لجعله ينحرف عن مهمته».

تويتر