ترامب يعد بتقديم الدعم للإيرانيين في الوقت المناسب.. والنظام يواجه الانتفاضة بمسيرات «أمنية»

روحاني يأمل توقف التظاهرات خلال أيام.. والحـــرس الثــوري يــزعـــم «انـتــهـاء الفتنة»

إيرانيون يضعون على الأرض صورة لروحاني عليها أثار حذاء خلال تظاهرة أمام مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل. أ.ب

أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، عن أمله أن تنتهي التظاهرات التي تهز إيران منذ الأسبوع الماضي «خلال أيام»، فيما زعم قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، أمس، أنه يستطيع إعلان «انتهاء الفتنة»، في وقت نظمت السلطات الإيرانية مسيرات حشدت فيها الآلاف من عناصر أمنية في زي مدني وموالين لها لمواجهة أكبر احتجاجات ضدها في 10 سنوات، فيما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت».

ألمانيا دعت طهران إلى الاستعداد للحوار مع المتظاهرين في ظل الاحتجاجات التي تعم البلاد.

وقال روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنه يأمل أن تنتهي التظاهرات التي تهز ايران منذ الأسبوع الماضي «خلال أيام».

وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إن أردوغان أكد في الاتصال الهاتفي ضرورة حماية «السلم والاستقرار» في المجتمع الإيراني، وإنه يشاطر نظيره الإيراني رأيه بأن الحق في التظاهر يجب الا يؤدي الى «انتهاكات لقانون».

وكان روحاني اتهم «أقلية صغيرة» بإثارة الاضطرابات، مشيراً إلى أن «أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب».

لكن قائد الحرس الثوري الإيراني، أكد أنه يستطيع إعلان «انتهاء الفتنة»، في إشارة الى الاحتجاجات الواسعة ضد السلطة التي تشهدها إيران منذ نحو أسبوع.

وقال جعفري في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري «في حركة الفتنة هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 ألف شخص في كل أنحاء البلاد».

وقال جعفري في حوار بثه التلفزيون الرسمي، أمس: «بإمكاننا القول إن اليوم هو نهاية المؤامرة في عام 1396»، مشيراً إلى التقويم الإيراني.

وأضاف أنه ينبغي على أعداء البلد أن يعلموا أن هذه الأنواع من المؤامرات لم تعد تجدي نفعاً.

في السياق، نظمت السلطات الإيرانية مسيرات حشدت فيها الآلاف من عناصر أمنية في زي مدني وموالين لها.

وقامت الأجهزة الأمنية بتسيير الحشود في عدد من المدن، خصوصاً في الأحواز (جنوب غرب) واراك (وسط) وإيلام (غرب) وكرمنشاه (غرب) وغرغان (غرب)، ووفرت تغطية تلفزيونية رسمية.

ورفعت العناصر الموالية لافتات تدين «مثيري الشغب» وهم يرددون هتافات مؤيدة للمرشد علي خامنئي، الذي يواجه أزمة كبيرة كون الاحتجاجات هذه المرة انصبت على مطالب برحيله.

وظهرت لافتات حملت شعارات معتادة من بينها «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، في محاولة لتصوير الاحتجاجات المعارضة بأنها مؤامرة خارجية.

وتشهد إيران منذ أيام تظاهرات احتجاج على الصعوبات الاقتصادية وضد السلطة. وقتل 21 شخصاً على الأقل في اعمال عنف منذ بداية هذه الاحتجاجات في 28 ديسمبر في مشهد (شمال شرق).

وتأتي هذه التظاهرات بعد ليلة هادئة في طهران التي شهدت تظاهرات صغيرة في الليالي الثلاث الماضية، كما ذكرت وسائل الإعلام ومسؤولون.

وأعلنت السلطات توقيف عدد من «مثيري» الاضطرابات في مناطق مختلفة. وتفيد أرقام نشرتها السلطات بأن 450 شخصاً أوقفوا في طهران منذ مساء السبت ومئات آخرين في المحافظات الأخرى.

واتهم المرشد الأعلى علي خامنئي «أعداء» إيران بالتآمر ضد طهران.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الإيراني خلال مكالمة هاتفية «قلقه» حيال «عدد الضحايا على خلفية تظاهرات» الأيام الأخيرة في ايران، داعياً الى «ضبط النفس والتهدئة».

وكان التلفزيون الإيراني ذكر في وقت سابق، أن روحاني طلب من ماكرون اتخاذ اجراءات ضد أنشطة «مجموعة إرهابية» إيرانية موجودة في فرنسا، وضالعة برأيه في التظاهرات الأخيرة. وتتهم إيران جماعة «مجاهدي خلق» بتأجيج أعمال العنف وبالارتباط بالسعودية، خصمها اللدود.

وفي خضم الأحداث الجارية في إيران، أعلن الاليزيه إرجاء زيارة كان مقرراً ان يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لطهران نهاية الأسبوع، إلى موعد لاحق.

وكان يفترض أن يحضّر لودريان لزيارة لماكرون ستكون الأولى لرئيس فرنسي الى إيران منذ عقود.

ومنذ انطلاقها، لم يتوقف الرئيس الأميركي عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، وصولاً الى وصف النظام بـ«الوحشي والفاسد». وتعمل واشنطن على استغلال التطورات لزيادة الضغط على إيران.

ووعد ترامب، أمس، الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت» من دون توضيح ما يعنيه بذلك.

وكتب ترامب في تغريدة صباحية «كل الاحترام للإيرانيين في الوقت الذي يحاولون فيه استعادة زمام الحكم الفاسد. ستحصلون على دعم كبير من الولايات المتحدة عندما يحين الوقت».

من جهتها، طلبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، أول من أمس، عقد «اجتماعات طارئة لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف»، لبحث التطورات في إيران و«الحرية» التي يطالب بها الشعب الإيراني. وقالت «علينا ألا نبقى صامتين. الشعب الإيراني يطالب بحريته»، من دون أن تحدد مواعيد لهذه الاجتماعات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن النظام الإيراني «يصرف ثروات بلاده على الأنشطة والإرهاب في الخارج، بدلاً من تأمين الرخاء في الداخل».

وأضافت أن «أسعار السلع الأساسية والنفط ترتفع، فيما (الحرس الثوري) تصرف ثروات البلاد على المجموعات المقاتلة الأجنبية يجمع ثروة على الطريق».

بدورها، دعت ألمانيا، أمس، الحكومة الإيرانية إلى الاستعداد للحوار مع المتظاهرين في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر في برلين، إن الحكومة الألمانية تتابع بقلق التطورات في إيران.

وذكرت ديمر أنه يتعين على الحكومة الإيرانية مراعاة حرية التجمهر والتعبير عن الرأي، موضحة أن تعبير المواطنين عن مطالبهم بشجاعة في الأماكن العامة أمر شرعي، مطالبة طهران بالرد على الاحتجاجات الراهنة عبر إبداء الاستعداد للحوار، مؤكدة في ذلك ضرورة الالتزام بأدوات دولة القانون.

تويتر