جيش الاحتلال يستخدم رصاص «التوتو» ضد المتظاهرين والمدنيين العزّل

شهيدان في «جمعة الغضب الثالــثــة» نصرة للقدس.. والمواجهات تعمّ الأراضي الفلسطينية

فلسطينيون خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل. إي.بي.إيه

استشهد شابان فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات عمت الأراضي الفلسطينية، استخدم فيها جنود الاحتلال رصاص «التوتو» ضد المتظاهرين والمدنيين العزل، في جمعة الغضب الثالثة، أمس، استمراراً للتنديد بقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وتفصيلاً، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن شاباً فلسطينياً استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت بين المتظاهرين والجيش بعد صلاة الجمعة على حدود قطاع غزة.

وقال القدرة في بيان «استشهد الشاب زكريا الكفارنة (24 عاماً)، إثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا في شمال القطاع، حيث تدور مواجهات بين الجنود الإسرائيليين ومئات المتظاهرين الفلسطينيين الرافضين لقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أسفرت عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص، أحدهم إصابته متوسطة، إلى جانب أكثر من 20 آخرين بالرصاص المطاطي، وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز».

وأضاف القدرة أن ستة شباب آخرين أصيبوا بالرصاص الحي في المواجهات التي اندلعت قرب الحدود شرق خانيونس في جنوب القطاع. وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان لها عن سقوط شهيد ثان (29 عاماً) برصاص الاحتلال في القطاع، ليرتفع عدد شهداء المواجهات المتواصلة مع الجيش الإسرائيلي منذ إعلان واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر، إلى 10، اثنان منهم جراء قصف الطيران قطاع غزة.

وأفاد مصدر صحافي بأن آلاف الفلسطينيين تظاهروا في مناطق مختلفة في قطاع غزة، بعد ظهر أمس، حيث توجه المئات من المتظاهرين إلى المناطق الحدودية، وأشعلوا إطارات السيارات، ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه تعامل مع عشرات الإصابات خلال مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي عند نقاط الاحتكاك الساخنة، وقرب الحواجز العسكرية عقب صلاة الجمعة.

وأوضح أنه تم نقل خمسة مصابين بالرصاص الحي ونحو 30 مصاباً بالرصاص المطاطي، أما سائر الإصابات فهي اختناقات بالغاز المسيل للدموع.

وأكد الهلال الأحمر تسجيل إصابة بالرصاص الحي في بلدة سعير القريبة من الخليل، وإصابة بالرصاص الحي في شمال رام الله، وإصابة عند حاجز قلنديا شمال القدس، وإصابتين بالرصاص الحي من عيار صغير يُعرف باسم رصاص «التوتو» في بلدة سكاكا القريبة من نابلس.

على صلة، دعت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي إلى الامتناع عن استخدام الرصاص الحي ورصاص «التوتو» ضد المتظاهرين راشقي الحجارة أو المدنيين العزل. وهذا الرصاص، وإن كان أقل خطورة من الرصاص الحي ذي العيار الأكبر، غير أنه يمكن أن يؤدي إلى الموت أو يوقع إصابات خطرة.

من جهته، حذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة من الوصول إلى السياج الأمني المحيط بالقطاع لإلحاق الأضرار به، ما قد يعرض حياتهم للخطر.

وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات عنيفة في نقاط تماس عدة مع الاحتلال في جمعة الغضب الثالثة، بعد انطلاق المصلين بمسيرات سلمية لتجديد الرفض لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. ووقعت المواجهات في الخليل وبيت لحم وقلقيلية وكفر قدوم وأريحا والبيرة وقرى شمال غرب رام الله، وبلدتي حيوس وعزون شمال الضفة الغربية.

وكانت القوى الوطنية دعت إلى أن يكون (اليوم) يوم غضب شعبي، رفضاً لقرار الرئيس الأميركي، حيث رفع المتظاهرون في مسيراتهم أعلام الدول التي صوتت لمصلحة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ128 صوتاً كأغلبية ساحقة.

واندلعت مواجهات على مدخل بيت لحم الشمالي، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي منذ اللحظة الأولى، حيث أصيب شابان بالرصاص المطاطي بالرأس.

كما أصيب شابان بالرصاص الحي في الرقبة بمواجهات مع الاحتلال في اسكاكا بسلفيت شمال الضفة، إحدى الإصابات خطرة، خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال عقب صلاة الجمعة.

وذكرت مصادر فلسطينية بسلفيت أن المواجهات اندلعت أيضاً في قرية قراوة بني حسان ومنطقة بديا وعلى مفرق بيتا جنوب مدينة نابلس، كما انطلقت مسيرة جماهيرية باتجاه حاجز حوارة جنوب المدينة. وفي قلقيلية، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية كفر قدوم، بعد انطلاق مسيرة جماهيرية منددة بقرار ترامب.

وتأتي المواجهات، أمس، غداة تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يرفض أي تغيير في الوضع القانوني لمدينة القدس بأغلبية 128 صوتاً، مقابل اعتراض تسع دول، وامتناع 35 دولة عن التصويت.

وفي المسجد الأقصى، ردد الآلاف من المحتجين عقب صلاة الجمعة، أمس، الهتافات ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقدر الفلسطينيون عدد المصلين بأكثر من 45 ألف شخص.

تويتر