استمرار المواجهات في الأراضي الفلسطينية لليوم السادس

شهيدان في بيت لاهيا.. والاحتـلال يغير على مواقع في غزة

فلسطينيون يشيّعون ناشطاً من «حركة الجهاد» استشهد في بيت لاهيا شمال غزة. أ.ف.ب

استشهد، أمس، ناشطان فلسطينيان من حركة «الجهاد الإسلامي» في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في وقت أغار فيه جيش الاحتلال على مواقع تابعة لحركة «حماس» في القطاع، بينما استمرت المواجهات في الأراضي الفلسطينية، لليوم السادس على التوالي، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلنت مصادر طبية و«سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استشهاد ناشطين فلسطينيين شمال قطاع غزة.

وقالت «سرايا القدس» في بيان إن اثنين من نشطائها استشهدا في «مهمة جهادية» في شمال قطاع غزة، دون مزيد من التفاصيل.

وأضافت أن الشهيدين «من وحدة الهندسة، وهما مصطفى مفيد محمد السلطان (29 عاماً) من سكان بيت لاهيا، والمجاهد حسين غازي حسين نصر الله (25 عاماً) من سكان حي الكرامة، شمال مدينة غزة».

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، أشرف القدرة، إنهما استشهدا إثر «قصف جوي» إسرائيلي.

وقال القدرة لـ«فرانس برس»: «وصل شهيدان تمزقت جثتاهما ومصاب آخر، إثر قصف جوي إسرائيلي، استهدفهما بينما كانا على دراجة نارية إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا».

من جهة ثانية، أصيب أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، في مواجهات قرب موقع نحال عوز العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

وقال القدرة إن المصابين الأربعة نقلوا إلى مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة لتلقي العلاج، وإن أحدهم في حالة خطرة، حيث أصيب بعيار ناري في الرأس.

وقصفت طائرات ودبابات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مواقع عدة في قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وجود إصابات.

ويأتي القصف عقب اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار على مواقع تابعة لحركة «حماس» في غزة.

وقال متحدث باسم الجيش إن دبابات وسلاح الجو أغاروا على مواقع تابعة لـ«حماس» في غزة، في أعقاب إطلاق صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق.

وشدد المتحدث على أن الجيش يعتبر الحركة مسؤولة عما يجري في القطاع.

ويأتي هذا في ظل استمرار التوترات التي أثارها القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ولليوم الخامس على التوالي، اندلعت، أمس، مواجهات بين عشرات الشبان المتظاهرين رفضاً لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس، والجيش الإسرائيلي، في المناطق الحدودية بين القطاع وإسرائيل.

وبحسب موقع قناة «الأقصى» الفضائية الفلسطينية على الإنترنت، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات إسرائيلية عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم بالضفة.

وأفاد شهود عيان بأن عدداً من الشبان قاموا بإغلاق الشارع الرئيس للمدخل الشمالي لبيت لحم بالحجارة والإطارات المشتعلة، ثم رشقوا قوات إسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة، والتي ردت عليهم بإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي.

وفي مخيم العروب وبلدة سعير بالخليل، اندلعت مواجهات مع قوات إسرائيلية، بعد اعتدائها على طلبة إحدى المدارس، واعتقلت أحد طلابها قرب المسجد الإبراهيمي في المدينة.

ووفقا للقناة، أصيب 166 فلسطينياً خلال مواجهات، أول من أمس، مع قوات إسرائيلية في مواقع متفرقة من قطاع غزة والضفة الغربية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن حصيلة الشهداء والإصابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، عقب القرار الأميركي بشأن القدس، بلغت أربعة شهداء في غزة، و1778 إصابة.

إلى ذلك، رفضت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أمس «رفضاً قاطعاً» القرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ووصفته بـ«المجحف»، محذرة من محاولات التطبيع مع «الكيان الصهيوني» قبل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وقالت الهيئة، في بيان عقب اجتماع طارئ عقدته برئاسة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، لبحث القرار، إنها ترفض بشكل قاطع «قرارات الإدارة الأميركية المجحفة، التي ليس لها سند تاريخي أو قانوني»، مؤكدة على ما سبق أن أعلنه شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين من رفضه هذه القرارات، ولقاء نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الذي جاء في إطار مواقف الأزهر التاريخية من القضية الفلسطينية، معبراً عن مشاعر أكثر من مليار و700 مليون مسلم.

وقدرت الهيئة قرار الكنيسة القبطية المصرية الوطنية في الموقف نفسه، ورفض بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تواضروس الثاني، لقاء نائب الرئيس الأميركي بعد هذا القرار الباطل.

وشددت الهيئة على أن «مثل هذه القرارات المتغطرسة والمزيفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئاً، فالقدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة، ولا تضيعها التحيزات الظالمة».

ودعت الهيئة جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات.

وأكدت الهيئة أن «عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة تلزم الكيان الغاصب بعدم المساس بالأوضاع على الأرض، ومنع أية إجراءات تخالف ذلك، وعلى الإدارة الأميركية أن تعي أنها ليست إمبراطورية تحكم العالم، وتتصرف في مصائر الشعوب وحقوقها ومقدساتها».

كما حذرت هيئة كبار العلماء من «محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل انسحابه من الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

من جهته، أكد وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، لنظيره الأميركي ريكس تيلسرون، خلال اتصال هاتفي، أن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل «خرقاً للقانون الدولي ولا أثر قانونياً له».

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن الصفدي أبلغ تيلرسون بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي اختتم أعماله في القاهرة فجر الأحد، والذي «أكد موقفاً عربياً موحداً لمواجهة تبعات القرار، وطالب بإلغائه».

وأكد الوزير الأردني أن «غياب الآفاق السياسية، وازدياد التوتر والإحباط، لا يخدم إلا المتطرفين وأجنداتهم».

وحض على «إيجاد أفق سياسي عبر إطلاق جهد فاعل لتحقيق حل الدولتين، وفق المرجعيات المعتمدة، ومبادرة السلام العربية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967».

تويتر