طعن حارس أمن إسرائيلي.. وتظاهرات حاشدة منددة بقرار ترامب

الجامعة: القدس مدينة فلســـطينية عربية إسلامية مسيحية لا يجوز التلاعـــــب بمصيرها

عشرات آلاف المغربيين تظاهروا في الرباط تنديداً بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. أ.ب

أكدت جامعة الدول العربية، أمس، أن القدس المحتلة مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية، ولا يجوز التلاعب بمصيرها. ودعت المجتمع الدولي للعمل على أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية والمشروعة، في وقت خرجت تظاهرات حاشدة في دول عدة منددة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، بينما أصيب حارس أمن إسرائيلي إثر تعرضه للطعن في القدس، فيما توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أوروبا على وقع استمرار التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت الجامعة العربية أن قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يغير من واقع المدينة المقدسة، بل يدعم فكر الاحتلال ويعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وتجاهلاً صارخاً لحقوق الإنسان، مشددة على أن القدس الشريف مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية وعاصمة دولة فلسطين الأبدية، ولا يجوز التلاعب بمصيرها.

ودعت في بيان أصدرته، أمس، بمناسبة الذكرى الـ70 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي للعمل على أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية والمشروعة، التي تنتهك يومياً على مدار عقود من الزمن، ومن أبسطها الحق في تقرير المصير والاعتراف بدولته المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.

إلى ذلك استمرت الاحتجاجات على قرار واشنطن الصادم في العالمين العربي والإسلامي، وخرجت تظاهرات حاشدة، أمس، في دول عدة.

وتظاهر عشرات آلاف المغربيين في الرباط تنديداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وسار المحتجون رافعين أعلام فلسطين من ميدان باب الأحد إلى مبنى البرلمان في شارع محمد الخامس، الطريق الرئيس في العاصمة المغربية الرباط.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر عن قلقه «العميق» في رسالة إلى ترامب عشية قراره، معرباً عن الأمل في تفادي هذه الخطوة.

وفي لبنان، استخدمت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المشاركين في تظاهرة في محيط سفارة الولايات المتحدة في بيروت.

وتجمّع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في محيط السفارة الأميركية في منطقة عوكر بالضاحية الشمالية للعاصمة بيروت. وحمل المتظاهرون أعلاماً فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب، وأحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأميركي على وقع أغانٍ وطنية.

وفي القاهرة، تظاهر طلاب وأساتذة جامعات في جامعة الأزهر العريقة، بحسب متحدث باسم الجامعة، كما تظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين.

كذلك تظاهر آلاف المسلمين الإندونيسيين في جاكرتا أمام السفارة الأميركية، في أكبر الدول ذات الغالبية الإسلامية لجهة التعداد السكاني، تعبيراً عن غضبهم حيال القرار الاحادي الأميركي.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات كتب عليها «نحن مع الفلسطينيين»، و«صلّوا لفلسطين».

وكان قرار ترامب أثار إدانات دولية وتحذيرات من انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إسرائيل بأنها «دولة إرهابية تقتل الأطفال»، مؤكداً أنه «سيناضل بكل السبل» ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للدولة العبرية.

وقال أردوغان في خطاب ناري في سيواس (وسط): إن «فلسطين ضحية بريئة، أما إسرائيل فهي دولة إرهابية، نعم، إرهابية»، مضيفاً: «لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال».

من جهته، دعا البابا فرنسيس في بيان، أمس، «الجميع» إلى «الحكمة» و«التروي» من أجل «تجنب دوامة جديدة من العنف».

وبدأ نتنياهو زيارة إلى فرنسا والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن ينتقل الى بروكسل اليوم للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وفي الأراضي المحتلة اندلعت مواجهات في مدينة الخليل ومخيم العروب القريب منها، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إصابة فلسطيني واحد بالرصاص المطاطي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي تطور منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هدم نفقاً تابعاً لحركة «حماس» يمتد من قطاع غزة الى إسرائيل، لكنه أوضح أن هذا الأمر غير مرتبط بالاشتباكات والاحتجاجات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على قرار ترامب. من جهتها، هددت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس، إسرائيل «بدفع ثمن» ما وصفته بأنه «كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة».

وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية إن أكثر من 1100 شخص أصيبوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي من الخميس إلى السبت، جراء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي.

كما أصيب حارس أمن إسرائيلي بجراح خطرة إثر تعرضه للطعن عند المدخل الرئيس لمحطة الباصات المركزية في القدس المحتلة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المنفذ الذي يبلغ من العمر 24 عاماً تم اعتقاله.

كما دعت ما تسمى «منظمات الهيكل» المزعوم أنصارها إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى.

كما دعت هذه المنظمات المتطرفة أنصارها وجمهور المستوطنين إلى المشاركة في تظاهرات بالقدس المحتلة أمام باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي الشريف، للمطالبة بفتح سائر أبواب المسجد الأقصى أمام اليهود وزيادة ساعات الدخول إليه.

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في ختام اجتماع طارئ في القاهرة الولايات المتحدة الى إلغاء قرارها، محذرين إياها من أنها «عزلت نفسها كراعٍ ووسيط في عملية السلام»، ودعوا دول العالم أجمع للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس المنطقة في وقت لاحق هذا الشهر، لكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقيه.

كما أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب، رفضه «بشكل قاطع» طلباً رسمياً سبق أن وافق عليه للقاء بنس في الفترة ذاتها.

بدوره، أعلن بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني، أنه لن يلتقي بنس في القاهرة نهاية الشهر الجاري، احتجاجاً على قرار واشنطن حيال القدس.

تويتر