الإمارات تؤكد أهمية المعالجة الشمولية لهزيمة الإرهاب إعلامياً وثقافياً وعسكرياً

«التحالف الإسلامي» يقرّ آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكرياً وإعلاميــــاً وعسكرياً

صورة جماعية لوزراء الدفاع ورؤساء الأركان لدول التحالف الإسلامي خلال اجتماعهم في الرياض. رويترز

أكد البيان الختامي للاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري، على أن الإرهاب يمثل تحدياً للأمن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، وأصبح أشد فتكاً من ذي قبل، وأقرّ وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب، فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً، فيما أكد رئيس الوفد الإماراتي المشارك في أعمال الاجتماع وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي الفلاسي، على أن «هزيمة الإرهاب إعلامياً وثقافياً مهمة بالقدر العسكري».

وفي التفاصيل، قال أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، الفريق عبدالله الصالح، إن وزراء الدفاع أكدوا عزمهم على تنسيق الجهود الرامية للتصدي للإرهاب من خلال العمل الجماعي المنظم، لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية.

وأقرّ وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب، فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً.

وعلى المستوى الفكري، شدد التحالف الإسلامي على فضح أفكار التطرف ومناهجه، والحد من انتشاره، وتأثيره في الأفراد والمجتمعات، مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته على التعايش مع الآخر.

محمد بن سلمان:

«لن نسمح بتشويه ديننا وترويع المدنيين في الدول الإسلامية».

وفي المجال الإعلامي، قرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح شناعة أفعالها، وكشف أساليب الإرهابيين في الترويج، وفضح معتقداتهم وتعرية تصوراتهم.

وحول محاربة تمويل الإرهاب، أعلن وزراء الدفاع العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال، وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية.

وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين، أكد وزراء الدفاع على أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليمياً ودولياً.

وأعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، افتتح، في وقت سابق أمس، أعمال الاجتماع الذي تستضيفه العاصمة الرياض، وذلك بعد نحو عامين من تشكيل التحالف بمبادرة من السعودية، في مسعى لتوحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.

وأعلن ولي العهد السعودي، في الكلمة الافتتاحية لاجتماع التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، أن أكثر من 40 دولة ترسل إشارة قوية جداً للتعاون ضد الإرهاب. وأكد أن الإرهاب يشوّه صورة العقيدة الإسلامية، وقال: «لن نسمح بتشويه ديننا وترويع المدنيين في الدول الإسلامية».

وفي كلمته، أعلن أمين عام رابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، أن «الإرهاب مشكلة أيديولوجية وليست أمنية فقط»، وقال إن «التطرف المعاصر تمدد بسبب غياب المواجهة العلمية، وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية»، وأضاف أن «الإرهابيين من أكثر من 100 دولة التحقوا بتنظيم داعش»، موضحاً أن «الأوروبيين في داعش يشكلون 50% من عناصر التنظيم».

وأعلن القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الفريق رحيل شريف، أن «التنظيمات الإرهابية تحاول ممارسة أعمالها الإجرامية تحت ستار الإسلام».

وأشار إلى أن «مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيداً، وباتت قوات إنفاذ القانون في حاجة إلى استعدادات خاصة، مع ضرورة وضع منهج شامل لمكافحة الإرهاب»، وأوضح أن «التحالف الإسلامي سيعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب من خلال رفع القدرات الاستخبارية وإيجاد آليات دعم بين الدول المشاركة».

وأعلن أن «التحالف سيعمل على بناء قدرات الدول التي تحارب ضد الإرهاب من خلال التدريبات المشتركة».

وأكد وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي الفلاسي، في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع، أن «التحالف الإسلامي بقيادة السعودية يشكل أهمية بالغة، نظراً إلى كونه فرصة ثمينة لتخليص العالم الإسلامي من خطر الإرهاب عبر آليات هذا التحالف، التي تعطي الأولوية لتضامن دولنا وتعاونها في مجال المعلومات وتبادل الخبرات والتجارب، وتعطيه الأولوية القصوى، ما يعزز قدرات دول التحالف جميعها في مجال مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره».

وأكد أن هذا التحالف يوفر لكل الدول مظلة استراتيجية حيوية للاستفادة من قدرات وخبرات بعضها بعضاً، بما يحقق التعاون والتضامن في إطار إسلامي للتخلص من أحد أخطر التحديات.

وأضاف «أن التحالف مطالب بوضع استراتيجيات وخطط متعددة ومتجددة ومستدامة وفي مختلف المجالات، وذلك لاستئصال الإرهاب من جذوره والتعامل بجدية مع مصادر التهديد الآنية لأمن الدول العربية والإسلامية، حتى يحقق التحالف أهدافه، لذا يجب الإدراك أن أي دولة مهما كانت قدراتها وإمكاناتها ومواردها، لا تستطيع خوض الحرب ضد الإرهاب بمفردها، لذا فإن العمل الجماعي ضد الإرهاب وإمساك التحالف بزمام المبادرة في خوض هذه الحرب المصيرية، خيار حتمي ومسار لابد منه من أجل مستقبل أجيالنا المقبلة».

وأكد البواردي أن مكافحة الإرهاب تتطلب من الجميع عملاً وجهداً متكاملين، ليس فقط على الصعيدين العسكري والأمني بل معالجات شمولية وتكاملية على الأصعدة الفكرية والثقافية والتربوية والدينية، من أجل التصدي لمنابع التطرف وجذور الفكر الإرهابي.

وقال في ختام كلمته إن معركة دول التحالف العربي ليست مع التطرف والإرهاب فقط، بل هي بموازاة ذلك معركة تنموية تستحق الخوض فيها بكل جدية وإصرار من أجل الأجيال المقبلة، لذا فإن تطوير التعليم رهان أساسي لكسب معركة المستقبل ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعددية وقبول الآخر، وتكريس قواعدها في المجتمعات الإسلامية عبر الأطر التشريعية والقانونية رهان حيوي آخر.

وأشار إلى أن دعم الوعي الديني الصحيح، ونشر الخطاب الديني المستنير النابع من الفكر الوسطي المعتدل، يمثلان أحد أساسيات ومتطلبات النصر في مواجهة التطرف والإرهاب، فضلاً عن ضرورة التعاون والتكاتف من أجل التصدي لمنابع تمويل الإرهاب وتجفيفها.

ودعا وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، وسائل الإعلام المعتدلة إلى «تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية».

وأكد وزير الدفاع الكويتي، الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، على «ضرورة تحصين المجتمعات من أخطار الإرهاب، وضرورة التكاتف والتعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب».

وأعلن رئيس الوفد الباكستاني أن «الخبرات التي طورتها إسلام آباد في مكافحة الإرهاب، تمكّن باكستان من الإسهام في تعزيز خبرات معظم الدول في العالم الإسلامي».

وشدد رئيس وفد مصر، اللواء توحيد توفيق، على «أهمية مكافحة الإرهاب الذي يتمدد عبر الحدود، ما يستلزم التنسيق بين الدول»، معلناً العزم على حرب الإرهاب، وقال إن «الإرهاب يسعى إلى هدم الدول الوطنية، وإقامة خلافة أو ولايات محلها».

وخلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أكد الفريق عبدالإله صالح أن التحالف منصة بناءة ذات فاعلية وتفتح المجال للتعاون والتكامل، وتشارك بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ولفت إلى أن أحد أهم المحددات لهذا التحالف هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب.

وأعلن عن خطط ومبادرات مؤسسية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وكذلك اقتراح مبادرات عسكرية للدول الأعضاء من أجل بحثها. وأشار إلى أن الدعمين الفني والمالي سيُوفرن للدول الأعضاء من خلال مؤسسة التحالف الإسلامي.

من جانبه، أعلن الفريق رحيل شريف «إننا نخطط لتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة فاعلة بين دول التحالف، وتعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة، وسندعم الدول التي تعاني من الإرهاب على جبهات عدة تمكنها من مواجهة هذا الخطر».

وقال أمين عام رابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، إن محاربة أيديولوجية الفكر المتطرف استراتيجية مهمة للقضاء على الأفكار الإرهابية.

وعن تعريف الإرهاب، قال إن هناك تعريفاً أممياً، وآخر بالجامعة العربية، وكل التعريفات متشابهة إلى حد بعيد، فالإرهاب هو «الأعمال المنظمة للقيام بأعمال من شأنها أن تحدث فزعاً أو تدمير ممتلكات بخلفية فكرية وبوساطة مجموعة منظمة».

تويتر