أعلن التريث في المضي رسمياً باستقالته تجاوباً مع طلب عون

الحريري من قلب بيروت: باقٍ معكم للحفاظ على استقرار وعروبة لبنان

الحريري خلال لقائه عون بحضور رئيس البرلمان نبيه بري. أ.ف.ب

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أمس من بيروت، تريثه في المضي رسمياً باستقالته، بعد نحو ثلاثة أسابيع على إعلانها بشكل مفاجئ في الرياض، ليفسح بذلك المجال أمام المزيد من المشاورات بشأن القضايا الخلافية تلبية لطلب الرئيس ميشال عون، وأكد أنه باقٍ للحفاظ على استقرار وعروبة لبنان، وشكر الحريري، أمام حشد من مناصريه الذين احتشدوا بالمئات أمام منزله وسط بيروت، اللبنانيين جميعاً على الاحتفاء الذي لقيه منهم. وقال: «عرفتم أهمية الحفاظ على بلدنا وأمنه».

وفي التفاصيل، عاهد الحريري المئات من مناصريه، الذين احتشدوا بعد الظهر أمام دارته وسط بيروت احتفالاً بعودته، بالبقاء معهم وإكمال مسيرته، حفاظاً على استقرار وعروبة لبنان.

وقال الحريري في خطاب تلاه من القصر الرئاسي، بعد خلوة عقدها مع عون: «لقد عرضت (أمس) استقالتي على فخامة الرئيس وقد تمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية، فأبديت تجاوباً مع هذا التمني».

وجدد الحريري، أمس، تمسكه «بوجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية»، آملاً أن يشكل قراره «مدخلاً جدياً لحوار مسؤول»، من شأنه أن «يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب».

وأكد الحريري تطلعه إلى «شراكة حقيقية من كل القوى السياسية، في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى».

وأبدى «حزب الله»، الذي يعد المكون الأبرز في الحكومة اللبنانية، استعداداً للتفاهم مع الحريري.

وجاءت مواقف الحريري، أمس، بعد حضوره ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان نبيه بري عرضاً عسكرياً، أقيم وسط بيروت لمناسبة الذكرى الـ74 لاستقلال لبنان، قبل أن ينتقل الثلاثة إلى القصر الرئاسي لعقد خلوة، والمشاركة في حفل استقبال رسمي لمناسبة الاستقلال.

وأطل الحريري، أمس، أمام مناصريه الذين توافدوا إلى دارته وسط بيروت، حيث رفعوا صوره ورايات تيار المستقبل الزرقاء، مرددين هتافات: «بالروح بالدم نفديك يا سعد».

وشدد الحريري، في كلمته من بيته وسط بيروت، على تمسكه بشعاره الأوحد «لبنان أولاً». وقال: «جئتم من كل لبنان للترحيب بي، وأنا أقول لكم الحمد لله على لبنان وعلى اللبنانيين». وأضاف «اللقاء مع الأحباب والرفاق ومع الأهل الحقيقيين يسمى لحظة الوفاء لأنكم تعلمون العالم الوفاء، هذه لحظة الصدق معكم أنتم. هذه لحظة للتاريخ والجغرافيا والذي لديه عيون ترى فليرَ، والذي لديه أذنان فليسمع، هذه لحظة قلب سعد رفيق الحريري، الذي يقف بينكم ولكم لكي أختصر كل شيء بكلمة واحدة شكراً، شكراً وشكراً».

وأضاف «أنا مع أهلي في بيروت، نحن أهل الاعتدال والاستقرار، جئنا لنقول إن شعارنا لن يتغير (لبنان أولاً، لبنان أولاً)».

وأعرب في خطاب ألقاه أمامهم عن امتنانه لوفائهم. وقال «أنا باقٍ معكم وسأكمل (مسيرتي) معكم. لنكون خط الدفاع عن لبنان وعن استقرار لبنان وعن عروبة لبنان».

وفي بيان استقالته، الذي بثته قناة «العربية» في الرابع من الشهر الجاري، وجه الحريري انتقادات لاذعة إلى كل من إيران و«حزب الله»، أبرز مكونات حكومته. واتهم الأخير بفرض «الأمر الواقع»، وعدم الالتزام بمبدأ «النأي بالنفس» عن النزاعات في المنطقة، خصوصاً في اليمن وسورية.

وكان الرئيس اللبناني رفض قبول استقالة الحريري، التي تعد سابقة في الحياة السياسية اللبنانية، إذ يقضي العرف بأن يتسلم رئيس الجمهورية الاستقالة خطياً من رئيس الحكومة، خلال لقاء يجمعهما.

تويتر