قطر تهرول لدور مفقود في سورية عبر البوابة الروسية

تميم بن حمد آل ثاني. أرشيفية

في أيام عزلتها الممتدة، التي جنتها على نفسها جرّاء دعمها الإرهاب، لم تستحِ أذرع قطر الإعلامية من الاحتفاء بمحادثة هاتفية جرت، أول من أمس، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي بات يفتقر إلى من يحادثه.

المفارقة أن الحفاوة بهذه المحادثة التي ركزت على الملف السوري، جاءت بعد سويعات من لقاء بوتين بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي طالما وصفته أذرع الدوحة الإعلامية بأنه الدكتاتور الذي لا يتورع عن قتل شعبه.

لكن أبواق الدوحة الإعلامية تحاشت ذكر المحور الرئيس في المحادثة، مكتفية بأنه ناقش العلاقات الثنائية، وبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، دون تفصيل.

وبالمقابل، ذكر الكرملين، بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز»، أن بوتين وتميم بحثا آفاق الحل السياسي للأزمة في سورية.

وبعد سنوات من التباهي بأنها الحامي الأول للسوريين في وجه جلادهم، الذي كانت تجزم قطر أن عليه الرحيل الفوري كشرط رئيس لعملية الانتقال السياسي، يناقش تميم اليوم مقتضيات «الحل السلمي» في سورية.

وبالنسبة للبوق الأكبر، قناة الجزيرة، كان عادياً أن تضع لقاء بوتين والأسد في مدينة سوتشي على ساحل البحر الأسود، كعنوان رئيس لنشرة موقعها الإلكتروني.

ولفهم طبيعة الحل السلمي الذي تحدث حوله تميم وبوتين، ما على المتابع سوى قراءة ما أوردته الجزيرة عن لقاء الرئيسين الروسي والسوري قبل المحادثة الهاتفية، حيث «ركزا خلال اللقاء على المبادئ الأساسية لتنظيم عملية التسوية السياسية للأزمة السورية».

وإذا تم الأخذ بالاعتبار الرأي القائل إن تدخل الدوحة كان انتقاماً من الأسد لرفضه مد أنبوب غاز قطري إلى أراضيه، ومنها إلى السوق الأوروبية عبر تركيا، بإيعاز من حليفته روسيا، التي قد تتأثر صادراتها من هكذا خطوة، يجدر التساؤل ماذا جنت الدوحة؟

وفي حال تم اعتماد أي من الخيارات، سيجد المتابع أن الدوحة قد تنكرت له، سواء دعم الشعوب، وهي التي تتحدث الآن عن الحل السلمي، دون إشارة لمستقبل الأسد، أو إجبار الرئيس السوري على دفع ثمن رفضه مشروعها الأنبوبي، وهي تتقرب له الآن عبر بوتين.

تويتر