تحذير لقطر.. مشروع بالكونغرس يعاقب داعمي «حماس» مالياً

غليان تحت عرش تميم.. مع اتساع «الخلافات الحادة» داخل الأســـرة الحاكمة

سياسات «تنظيم الحمدين» الداعمة للإرهاب والتطرف أدت إلى تنامي المعارضة الداخلية في بيت آل ثاني. أرشيفية

كشف المحلل السياسي الفرنسي إيمانويل رزافي، المتخصص في الشؤون القطرية، ومؤلف كتاب «قطر.. الحقائق المحظورة»، عن وجود «خلافات حادة» داخل الأسرة الحاكمة القطرية، بسبب تنامي المواقف الرافضة للسياسة المتهورة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في غليان تحت سطح البركان، تتجلى حممه بوقفات وتجمعات لقبائل قطر، التي عانت الأمرين، من غدر تميم و«تنظيم الحمدين». في حين يهدد مشروع قرار في الكونغرس الأميركي، يقضي بمعاقبة داعمي «حماس» و«حزب الله»، وفرض عقوبات على أي جهة أو دولة أو شركة تتورط في دعم التنظيمين، فيما انتقد مشروع القرار قطر على وجه التحديد.

وقال المحلل السياسي الفرنسي إيمانويل رزافي، في مقابلة مع موقع «أتلنتيكو» الإخباري الفرنسي، إن «هناك خلافاً بين أفراد الأسرة الحاكمة والأمير القطري»، موضحاً أن «آل ثاني غير راضين عن تصرفات أمير البلاد، ومعاداته لدول الجوار خصوصاً السعودية، وهو الأمر الذي يرفضه في الوقت نفسه معظم القطريين، وهو ما يشكل خطراً على الأمير القطري».

وأشار إلى أن حجم المعارضة القطرية يزيد يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أنه من المثير للدهشة، أن وسائل الإعلام الأوروبية، تعتم عن الفعاليات المناهضة للنظام القطري، في المملكة المتحدة وفرنسا.

وأضاف أن «تنامي المعارضة الداخلية في بيت آل ثاني، دفع تميم لاعتقال عدد من أفراد الأسرة الحاكمة»، مدللاً على ذلك بشهادة المسجون الفرنسي لدى السجون القطرية، جون بيير مارونجي، الذي اعتقلته السلطات القطرية، في قضايا ملفقة، والذي قال إنه «سجن رفقة شخصيات من أسرة آل ثاني، ممن اعتقلوا لأسباب سياسية».

وأوضح رزافي أنه «من بين نقاط الخلاف بين المعارضة القطرية وتميم، إيواء الدوحة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وتوطيد العلاقات مع نظام الملالي في إيران، ودعم الجماعات المسلحة في سورية وغزة والعراق واليمن»، موضحاً أن «كل هذه القضايا ورطهم فيها أميرهم، وهم في غنى عنها».

ولفت إلى أنه في كتابه الأخير «قطر.. الحقائق المحظورة»، أشار إلى أن هذه الإمارة الصغيرة على حافة الانهيار، في سياق تسارع الأحداث والخلافات في الأسرة الحاكمة، التي تدفع ثمن تهور الأمير القطري.

في السياق، تعهد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أمام عشرات الآلاف الذين توافدوا على اجتماع قبائل قحطان على الحدود السعودية القطرية، أول من أمس، بتطهير الدوحة من «رجسها»، وإنقاذها قبل أن تبتلعها الفوضى.

وقال إن التزامه الصمت خلال الفترة الماضية ليس عن ضعف أو قلة حيلة، بل أملاً في أن يستعيد إخواننا وعيهم، ويتركوا غيّهم وبغيهم، مؤكداً أن «للحلم مساحة وللصبر نهاية».

وأضاف «نحن المؤسسون لقطر، ونحن الذين سنطهرها من رجسها.. جميعنا نحمل على عواتقنا مهمة إنقاذ قطر، قبل أن تبتلعها الفوضى، ويتلاعب بها المفسدون».

ودهمت السلطات القطرية قصر الشيخ سلطان بن سحيم، وصادرت ممتلكاته، وجمدت أرصدته في أكتوبر الماضي؛ بسبب إعلانه رفضه سياسات الدوحة، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة.

وأكد أن بلاده «ليست فندقاً يضم شذاذ المرتزقة»، ووجه حديثه لأمراء الدوحة قائلاً: «أقول للسلطة في الدوحة، إن الخبر ما سترون، وليس ما تسمعون».

إلى ذلك، يهدّد مشروع قرار في الكونغرس الأميركي يقضي بمعاقبة داعمي «حماس» و«حزب الله»، وفرض عقوبات على أي جهة أو دولة أو شركة تتورط في دعم التنظيمات.

وينتقد مشروع القرار الذي أقرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على وجه التحديد قطر، لتقديمها دعماً مالياً كبيراً لحركة «حماس».

وانتقد التشريع الذي يدعمه رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عن ولاية كاليفورنيا إد رويس قطر الداعمة الكبرى مالياً للحركة.

ويحمل مشروع القانون في طياته تحذيراً من عقوبات على الدوحة، وربما إعادة النظر في أمر قاعدة العديد الجوية، التي يتمركز فيها نحو 10 آلاف جندي أميركي.

وكان رويس حذر سابقاً من أن الكونغرس سينظر في نقل القوات الأميركية من قاعدة العديد إذا لم يتغير سلوك قطر، ورأى أنه من غير الملائم أن تستضيف قطر القوات الأميركية، وفي الوقت نفسه تدعم حركات متطرفة.

ويأتي تحذير رويس ضمن موقف جمهوري حاسم من قطر، عبر عنه أيضاً الجمهوريان دان دونوفان من نيويورك، وبريان فيتزباتريك من بنسلفانيا، مفاده أن على قطر وقف سياسة الازدواجية، والتخلي عن الوعود الكاذبة في مكافحة الإرهاب ووقف اصطفافها مع إيران.

وقال دونوفان وفيتزباتريك، العضوان بلجنة الكونغرس للشؤون الخارجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن «قطر تقوم بتعويض صغر حجمها بالثروة والنفوذ وتمويل الإرهاب».

وأضافا في مقال مشترك نقلته وسائل إعلام أميركية، أنه لابد من إخضاع الدوحة للمحاسبة للجرائم التي ارتكبت بسبب تمويل الإرهاب، وأنه عليها أن تغلق «صنبور تمويل الإرهاب» حول العالم.

وشددا على ضرورة التأكد من التزام الدوحة تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعت عليها مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في يوليو الماضي، والتي تلزمها بتعاون أكبر في مكافحة التمويل غير المشروع للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأكد النائبان أن قطر تستخدم نهجاً مبتكراً لتجنب عداء الغرب، وهو السعي لإقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، فضلاً عن تمويل المشروعات التجارية في الغرب، لتغطي على تمويلها للإرهاب.

تويتر