ناقش مستقبل الأزمة مع الدوحة واستعرض سيناريوهات الحل

«الإرهاب.. حقائق وشواهــد» يبحث نتائج المقاطعة وأبعاد تعامـل قطر معها

القحيص (ضيف الاستوديو) أكد أنه توجد بدائل مطروحة للتعامل مع الأزمة. الإمارات اليوم

استعرضت الحلقة الـ15 من البرنامج الأسبوعي «الإرهاب.. حقائق وشواهد» التي بثتها قناة «الشارقة» الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، الليلة قبل الماضية، السيناريوهات المحتملة لمستقبل أزمة قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتوجهات الرئيسة للتعامل معها، وأهم النتائج التي حققتها حملة المقاطعة بناء على دراسات وضعها خبراء وأكاديميون متخصصون بالشؤون السياسية الإقليمية.

الخيارات المتوقعة للحل هي في التعامل مع البديل للنظام، الذي بدأت بوادره بالظهور، ومؤتمر المعارضة القطرية في لندن نستشرف منه أن هناك حراكاً يتجه نحو معارضة حقيقية.

علي القحيص

قطر كانت حصان طروادة في الوطن العربي خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أفشله الرئيس ترامب.. لا يوجد أي بصيص أمل في وجود الدوحة بالقمة الخليجية المقبلة.

بدر الحمادي

فكرة التزام قطر بالموافقة على المطالب تُحدث إشكالية كبرى، كونها قد تلتزم شكلياً أو توافق شكلياً لكنها ترفض ضمنياً، وهذا ما يشير إلى أساس المشكلة، وهو أن النظام القطري بلا مبادئ ولا أخلاق كونه اعتاد على الاحتيال.

عاطف السعداوي

واستضاف البرنامج، الذي يقدّمه الإعلامي إبراهيم المدفع، كلاً من مدير مكتب صحيفة «الرياض» في الإمارات، الدكتور علي القحيص، ضيفاً من الاستوديو، والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عاطف السعداوي، عبر الأقمار الاصطناعية من العاصمة المصرية القاهرة، والكاتب والمحلل السياسي، بدر الحمادي، من العاصمة البحرينية المنامة.

واستعرضت الحلقة في بدايتها أبرز السيناريوهات المحتملة لمستقبل أزمة قطر مع جيرانها بحسب دراسات موثقة لأكاديميين أكدوا أن الدوحة تصرفت في سياستها الخارجية بناءً على كل ما يعاكس التوجهات العامة لمجلس التعاون الخليجي ومصالح دوله.

واستهلّ الدكتور علي القحيص حديثه بالإشارة إلى أن الدول الأربع مجتمعة اتخذت قراراً بمقاطعة قطر الدولة «المارقة» على حدّ وصفه، والتي أضرت بالمنظومة المجتمعية الخليجية والعربية بشكل مؤثر عبر دعمها للإرهاب، منوّهاً إلى أن نظام الدوحة بدأ يتآكل من الداخل، والدول الخليجية تراقب الأمر عن كثب، كما لفت إلى أن الأزمة تتفاقم داخلياً في دلالة على زيادة أعداد المعارضين وانضمام قبائل أخرى إلى الوقوف في وجه النظام جراء تعنّته في إيجاد حلول للخروج من الأزمة.

وأضاف القحيص: «توجد بدائل مطروحة للتعامل مع الأزمة، فالخيارات المتوقعة للحل هي في التعامل مع البديل للنظام، الذي بدأت بوادره بالظهور، ومؤتمر المعارضة القطرية الذي عقد أخيراً في العاصمة البريطانية لندن نستشرف منه، عبر ازدياد أعداد المعارضين، أن هناك حراكاً يتجه نحو معارضة حقيقية للسياسة القطرية الراهنة، والسؤال الآن يتمحور حول كيفية تعامل المعارضة القطرية مع هذا النظام».

بدوره، تطرق الدكتور عاطف السعداوي للحديث عن سيناريوهات مستقبل الأزمة القطرية قائلاً: «ما يجري في قطر يجعلنا كدارسين للسياسات نشير إلى أن الدولة تمتلك نظامين سياسيين، وهذا أمر خارج عن المألوف في أعراف الحكم لدى جميع دول العالم، وهذان النظامان يفسّران أن واحداً منهما يقول نعم والآخر يقول لا، وفي الحقيقة لا تعرف من أين يأتي القرار داخل قطر، وهناك من يحكمها في العلن ومن يحكمها في الخفاء».

وأضاف أن «شعبية النظامين تتآكل بشدّة داخل قطر سواء شعبية تميم أو نظام الحمدين، إذ إن فكرة سحب الجنسية من قبائل متعددة مثل قبيلة المرّ والهواجر أخيراً - التي تعدّ تقريباً ربع سكّان قطر - تشير إلى استعداء النظام لكثير من القطريين وجر أقدامهم للوقوف في مواجهة معهم، ولابد من الإشارة إلى أن قاعدة السخط الشعبي على النظامين ماضية بالزيادة، وهي تعبر عن كل القطاعات الشعبية في الدولة».

وتابع: «قطر في النهاية لابد أن تستجيب بشكل أو بآخر لمطالب الدول الخليجية كونها لا تستطيع تحمّل الضغوط الممارسة عليها، والمقاطعة تحقق مطالبها على الرغم من إعلان قطر عدم تنفيذها لأي مطلب من المطالب الـ13 التي طرحتها الدول، إذ إن ملفات مثل سورية تحدث فيها انفراجات كبيرة نتيجة انشغال قطر بأزمتها الداخلية، وليبيا كذلك، والعراق التي استطاعت أن تنتهي من تغوّل تنظيم داعش».

ولفت السعداوي إلى وجود يد خفية تعرقل ما أراد أن يذهب إليه أمير قطر تميم بن حمد الذي لا يملك قراره في حل الأزمة، على حدّ وصفه، مؤكداً أن من يحكم قطر فعلياً هو تنظيم الحمدين «الأمير الوالد كما يطلق عليه» وحمد بن جاسم، معللاً السبب في استمرار الأزمة بتدخل هذا التنظيم فيها.

وفي ما يتعلق بترجيحات السيناريوهات التي تتمحور حول موافقة الدوحة على المطالب، واستمرار الأزمة على شكلها الحالي فترة طويلة، وحدوث تغيير في الحكم القطري، أشار السعداوي إلى أن مسارات الحل يمكن لها أن تنسجم سوية قائلاً: «فكرة التزام قطر بالموافقة على المطالب تُحدِث إشكالية كبرى كونها قد تلتزم شكلياً أو توافق شكلياً لكنها ترفض ضمنياً، وهذا ما يشير إلى أساس المشكلة وهو أن النظام القطري بلا مبادئ ولا أخلاق كونه اعتاد على الاحتيال».

من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي بدر الحمادي إلى أن الأزمة القطرية وضعت الدوحة تحت طائلة القانون الدولي جراء ما يقترفه تنظيم الحمدين من تهجير قسري للقبائل والأفراد القطريين الذين سلبوا جنسيتهم وحقوقهم المدنية من دون أي دليل أو محاكمات، مؤكداً أن هذه التصرفات تستوجب الإدانة والمحاكمة.

وقال الحمادي: «قطر دولة لا تمتلك أي مصداقية أو أمانة في أي خطوة تخطوها الدول الخليجية، وقد سقطت عنها السيادة وأصبحت خارج السرب، ولا أجد أي بصيص أمل في تواجدها بالقمة الخليجية المقبلة، وباعتقادي أنها ستخذل هذا الوعد الذي ستقدمه للحضور، وستنقلب عليه من أجل الإمعان في مواصلة الفوضى الخلاقة، وقطر لم تكن على قدر الحل الخليجي أو تقدير الدور الذي قدمته دولة الكويت، ما يشير إلى إصرارها في الابتعاد عن الحل».

وتابع: «هناك فرصة أخيرة لقطر في القمة الخليجية المقبلة، فإذا لم تعد إلى البيت الخليجي والعربي فالأزمة مستمرة لفترة طويلة في ظل إصرار الدول الأربع على الاستجابة لمطالبها، وبالتالي أتوقع أن الوضع الراهن يحقق مطالب الدول في تحاشي مختلف الأزمات التي حاولت أن تصدّرها قطر لها».

وعبّر بدر الحمادي عن اعتقاده بأن قطر كانت حصان طروادة في الوطن العربي خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أفشله الرئيس ترامب، وقال: «هناك تورّط من بعض الدوائر والأجهزة الاستخباراتية الأميركية في مواصلتها العمل للتأثير على الرأي العام الأميركي بما يخدم قطر».

وعاد القحيص، قبل ختام الحلقة، ليشير إلى أن العلاقات القطرية الأميركية ليست كما كانت، وأن تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أدان بها الدوحة غير كافية للوصول إلى حلول، معتبراً أن الإدارة الحالية غير مهتمة بقضية الأزمة الخليجية برمتها، ما يعلل أن السياسة الأميركية غير جدية في هذه المسألة.

ويكشف البرنامج، الذي يبث على مدار 50 دقيقة، ويعرض في تمام الساعة العاشرة من مساء كل يوم خميس على شاشة قناة الشارقة، عن ملفات مشبوهة، وحقائق وشواهد تُعرض للمرة الأولى حول الآليات التي تتبعها الدول الداعمة للإرهاب، لإيصال الدعم للمنظمات الإرهابية والمتطرّفين حول العالم، والتي يتمكّنون من خلالها من شن عمليات إرهابية تكون حصيلتها قتل الأبرياء وترويع الآمنين.

تويتر