أربيل تهدد بغداد بـ«دفع ثمن باهظ» وتتهم إيران بقيادة الهجوم وتتحدث عن «خيانة داخلية»

الجيش العراقي يسيطر على مواقع مهمة في كركوك

أعلنت القوات العراقية نتائج عملية «حفظ أمن» كركوك، التي انطلقت ليل الأحد الاثنين، موضحة أنها سيطرت على مواقع مهمة، من أبرزها مطار كركوك ومنشآت نفطية، فيما اتهم إقليم كردستان العراق قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة الهجوم العسكري الواسع النطاق على كركوك، وتحدث عن «خيانة داخلية»، متوعداً بغداد بـ«دفع ثمن باهظ»، في وقت تحدثت مصادر طبية عن مقتل 10 من عناصر البيشمركة خلال الاشتباكات مع القوات الحكومية.

وفي التفاصيل، ذكرت قيادة عمليات فرض الأمن في كركوك، أن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع فرضت الأمن في مطار كركوك (قاعدة الحرية)، فيما أكملت قوات جهاز مكافحة الإرهاب إعادة الانتشار في قاعدة «كي وان» بشكل كامل.

وكانت قوات عراقية بدأت عملية ليل الأحد الاثنين للسيطرة على مناطق متنازع عليها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، وتنتشر فيها قوات من البيشمركة الكردية.

وحسب المصدر نفسه، تمت السيطرة أيضاً على منشأة غاز الشمال، ومركز الشرطة، ومحطة توليد كهرباء كركوك، ومصفى بجانب منشأة الغاز.

وفرضت القوات المشتركة السيطرة على ناحية ليلان، وحقول نفط بابا كركر وشركة نفط الشمال، وعلى معبر جسر خالد، وطريق «الرياض - مكتب خالد»، ومعبر مريم بيك، وطريق «الرشاد - مريم بيك» باتجاه فلكة تكريت، بالإضافة إلى الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن العملية العسكرية الجارية في مدينة كركوك الغنية بالنفط هي «واجب دستوري» لبسط سلطة الحكومة الاتحادية، مطمأناً سكان المدينة، بالتزامن مع نزوح الآلاف من المدينة جراء قصف متبادل بين القوات العراقية والبيشمركة.

وأضاف العبادي في بيان: «إننا نطمئن أهلنا في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم، ولم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة (كركوك)».

ودعا السكان إلى التعاون مع القوات المسلحة «الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها». ووجه العبادي نداء إلى قوات البيشمركة حثها فيه على «أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءاً من القوات العراقية المسلحة».

وقال إن «وحدة البلاد تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الإصرار على إجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في إقليم كردستان ومن طرف واحد».

في المقابل، ذكرت القيادة العامة لقوات البيشمركة في بيان أن حكومة بغداد التي يرأسها حيدر العبادي، استعانت بالحرس الثوري الإيراني في الهجوم، متعهداً بأن «تدفع ثمناً باهظاً».

واتهم البيان حكومة العبادي بأنها «تشن حرباً على الشعب الكردي»، مشيراً إلى أن ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران «تستخدم دبابات التحالف الدولي نوع أبرامز» في الهجوم.

وفي سياق كردي داخلي، تحدث بيان البيشمركة عن «خيانة» عدد من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة كركوك الغنية بالنفط، مشيراً إلى أنهم تركوا نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول وحده في المعركة.

وكان أحد ألوية قوات البيشمركة الموالية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني انسحب من المنطقة، وفقاً لشهود عيان ومصادر في البيشمركة.

وفتح هذا الانسحاب الطريق أمام القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي للسيطرة على المناطق المذكورة.

وذكر مسؤول كردي أن 10 مقاتلين من البيشمركة قتلوا وأصيب 27 آخرون بجروح في معارك ليلية بين قوات كردية ووحدات من الحشد الشعبي في محافظة كركوك.

وقال مساعد مدير الصحة في منطقة جمجمال شرزاد حسن، إن هذه الحصيلة تشمل المستشفيات في منطقته فقط، فيما لفت مسؤولون أكراد أن عشرات المقاتلين من البيشمركة في عداد المفقودين، وأن قتلى بين المقاتلين نقلوا إلى مستشفيات عدة.

وقالت مصادر تجارية، أمس، إن إقليم كردستان العراق أوقف إنتاج نحو 350 ألف برميل يومياً من النفط في حقلي باي حسن وأفانا الكبيرين بسبب مخاوف أمنية بعد تصاعد التوترات مع الحكومة المركزية. وقال مصدر تجاري إن مشغلين أكراداً أخطروه بأن العمال المدنيين غادروا الحقلين بعد زيادة عدد قوات الجيش العراقي المنتشرة في محيطهما.

وأضاف المصدر أنه تم وقف العمليات، وأن الموظفين المدنيين لن يعودوا ولن تستأنف العمليات إلا عندما تتضح نوايا قوات الأمن العراقية. وأضاف أن تدفق النفط من حقل كركوك التابع لشركة نفط الشمال والخاضع لسيطرة الحكومة المركزية، مستمر كالمعتاد بمعدل تصدير 90 ألف برميل يومياً.

تويتر