أكدت أن الكواري فقد مناصرة أشقائه في الخليج بسبب دعم الدوحة للإرهاب

«فورين بوليسي»: فاعلية المقـــــاطعة العربية أطاحت مرشح قطر من «اليونســــكو»

صورة

عزت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية خسارة مرشح قطر في السباق على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، حمد الكواري، إلى فاعلية وقوة المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.

وقالت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير، أمس، عن فوز الفرنسية، أودري أزولاي، بمقعد المدير العام لـ«اليونسكو» إن خسارة مرشح قطر تعود إلى فاعلية وقوة المقاطعة العربية للدوحة.

وذكرت المجلة أن منافسها القطري فقد مناصرة أشقائه في الخليج العربي، عقب إعلان الدول الأربع، الداعية لمكافحة الإرهاب، مقاطعتها للدوحة.

وأضافت أن «خسارة الكواري تبين بجلاء قوة المقاطعة العربية للدوحة، وكيف أن النظام القطري لم يتمكن من كسر العزلة الدبلوماسية التي فرضتها عليه الدول الأربع إجراءً عقابياً لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية».

وأشارت إلى أن الخسارة في معركة «اليونسكو» كشفت ضعف الدبلوماسية القطرية، وعدم قدرتها على ملاحقة شبكة العلاقات الواسعة التي تتمتع بها الدول الأربع إقليمياً.

وبحصول الفرنسية، أودري أزولاي، على مقعد المدير العام لـ«اليونسكو» وخسارة المرشح القطري، تنفس المهتمون بالتراث العالمي الصعداء، لزوال خطر تسلم أحد منسوبي تنظيم «الحمدين» الإرهابي الحاكم في الدوحة للمنصب الذي يتمتع بحساسية عالية.

وتكمن حساسية الموقع العالمي المرموق في الهدف الرئيس للمنظمة الدولية للثقافة والعلوم، الذي يرتكز على إحلال السلام والأمن عبر رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة، لبسط الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون ومبادئ الحرية الأساسية.

وهي الأهداف التي كانت على وشك التقويض والانهيار بتصدر القطري الكواري في الجولات الأولى للاقتراع على منصب مدير «اليونسكو»، ضمن عملية انتخابية خاضتها الدوحة عبر شراء الأصوات وتصويت «الشيكات»، حسب وصف إحدى المحطات الإذاعة الفرنسية.

وأوشكت سياسات المال القطري الملتوية أن ترمي بالإرث العالمي والحضارات الضاربة في القدم، في أيدي «الكواري» «مثقف السلطة» التي تمول جماعات إرهابية تهدم الآثار في ليبيا وسورية، وتقضي على منجزات الحضارة البشرية لتبذر مكانها خرافات التطرف وهذيانات الإخونجية ومن تبعهم.

وهو الأمر الذي دفع بمصر لدعم مرشحة فرنسا، ما رجّح كفتها درءاً لخطر الإرهاب القطري، وهو الأمر الذي أكده وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مشيراً في تصريحات أول من أمس، إلى أن بلاده «ستدعم فرنسا وستزكي لدى أصدقائها وشركائها الداعمين للترشيح المصري في اليونسكو على تحفيزهم لاتخاذ موقف مماثل لفوز فرنسا بالمنصب الخاص بمدير عام اليونسكو للسيدة أودري أزولاي».

وهو ما حدث بالفعل ليجنب العالم كارثة كبيرة، فبذهاب الأصوات المصرية لفرنسا ضمنت أزولاي الفوز وخسر الكواري.

وينبع الحرص العربي على «اليونسكو» من الدور الكبير الذي تضطلع به في المنطقة العربية، عبر برامجها المرتكزة على التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام، إلى جانب تنفيذها العديد من المشروعات، كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشروعات الثقافية والتاريخية، واتفاقات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان.

كل هذه الأمور جعلت من الانتخابات الأخيرة محط أنظار المثقفين العرب، الذين غرد بعضهم عقب تصدر المرشحة الفرنسية مباشرة، مشيدين بالخطوة المصرية في دعم مندوبة عاصمة النور، سليلة الحداثة الأوروبية بمدارسها الفلسفية الإنسانية المتقدمة في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري، الذي انتدب أئمته في «الدوحة» الكواري لتخريب ثقافات العالم والعبث بتعددها.

فعلى امتداد الـ195 دولة التي تضمها المنظمة الدولية، ثمة إرث إنساني ضخم ومنجزات حضارية بالغة الأهمية تتطلب الحفاظ عليها وفقاً لسياقاتها التاريخية، ومن دون أي ممارسات تخلّ بوجودها في محيطها الطبيعي واحترام خصوصيتها، وهو الأمر الذي يتطلب خبرة كبيرة في إدارة المواقع التراثية يفتقر إليها المرشح القطري الذي تكتظ سيرته بالوظائف الحكومية والرحلات المكوكية بين الدوحة وطهران.

ودفع ترشح الكواري المئات للاحتشاد في تظاهرات كبيرة، احتجاجاً على الخطوة منذ اليوم الأول للاقتراع في باريس.

وتعالت الأصوات الرافضة للمرشح القطري على مدار يومين خارج مقر منظمة اليونسكو، بالعاصمة الفرنسية باريس، ورفع المتظاهرون لافتات ضد النظام القطري، جاء فيها: «قطر أسهمت في نشر الفوضى وانتشار الإرهاب والكراهية، وإسقاط الأنظمة في الشرق الأوسط خدمة للتنظيمات الإرهابية»، و«يسقط الإرهاب، ويسقط ممول الإرهاب».

وانتقد محللون سياسيون ودبلوماسيون تقدم قطر في انتخابات «اليونسكو»، لاتهام النظام القطري بتمويل الإرهاب، إذ حصلت في الجولة الأولى على 19 صوتاً، وفي الثانية على 20 صوتاً، وفي الثالثة على 18 صوتاً، ونددوا باستخدام قطر المال من أجل حشد الأصوات في «اليونسكو».

وذكرت إذاعة «فرانس. إنتر» الفرنسية أن «صيد الأصوات» أصبح وسيلة للحصول على رئاسة «اليونسكو»، موجهة انتقادات عدة للمرشح القطري، حمد الكواري، الذي وصفته بأنه«لم يتوانَ عن دفع الرشاوى».

وشددت المحطة الإذاعية على أن الوصول إلى رئاسة المنظمة الأممية يجب أن يكون بنضال حقيقي، وليس بمعركة نفوذ أو بأموال تدفع ورشاوى تصرف.

وأشارت الإذاعة إلى أن حملة الكواري اعتمدت، خلال الشهر الماضي، على استراتيجية «صيد الأصوات»، مستخدماً نفوذه لجمع الأصوات بوضع يديه في جيبه. ووصفت جمع قطر للأصوات بـ«دبلوماسية الشيكات» في مقابل استراتيجية النفوذ الفرنسي، موضحة أن فرنسا تحشد كل إمكاناتها لدعم المرشحة الفرنسية في مواجهة المرشح القطري.

في السياق نفسه، اتهمت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية قطر باستخدام المال من أجل الحصول على أصوات الدول لمرشحها الكواري، حيث ذكرت أن الانتخابات تقودها المناورات وألعاب التحالفات والخلفيات التاريخية السياسية، وأكدت أيضاً أن الكواري ينتمي إلى دولة متهمة من دول أوروبية وعربية عدة، ومنها الإمارات والسعودية والخليج ومصر ودول أخرى، بدعم الإرهاب.

من جهتها، قالت أزولاي بعد توليها المهمة: «أول شيء سأفعله هو تكثيف الجهود من أجل رفع صدقية المنظمة وتقوية الثقة والفعالية».

وأضافت: «أشكر كل المترشحين الآخرين الذين لديهم برامجهم، كما أشكر الرئيس السابق لليونسكو على إدارة المنظمة لثماني سنوات». وأودري أزولاى مغربية الأصل، وهي وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا، وعملت في سبتمبر 2014 مستشارة الرئيس السابق، فرانسوا هولاند، للثقافة والاتصال.

ويبدو أن هناك الكثير من الملفات الشائكة بانتظار أزولاي في ظل اتهامات إسرائيلية - أميركية بتحيز المنظمة ضد إسرائيل، وتهديدات الدولتين بالانسحاب من «اليونسكو».

تويتر