المال السياسي القطري لعب دوراً كبيراً في نتائج الجولة الأولى

وسائل إعلام فرنسية: الدوحة اشترت أصوات مندوبين في «اليونسكو»

مقر اليونسكو في باريس حيث يجري انتخاب مدير جديد للمنظمة الدولية. أ.ب

أخفقت قطر في حسم المعركة الانتخابية لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، لمصلحة مرشحها حمد بن عبدالعزيز الكواري، من الجولة الأولى، على الرغم من العروض المالية السخية وشراء أصوات مندوبين تحدثت عنها وسائل إعلام فرنسية قبل الانتخابات، مؤكدة أن التقدم بالجولة الأولى في انتخابات «اليونسكو» لا يعني بالضرورة الفوز فيها.

وبعد انتهاء عملية فرز الأصوات في الجولة الأولى لانتخاب مدير جديد لـ«اليونسكو»، تزايدت الشبهات حول تصدر المرشح القطري وزير الثقافة السابق حمد بن عبدالعزيز الكواري، لما للدوحة من تاريخ معروف، حيث تجيد لعبة شراء الأصوات والذمم.

المرشح القطري حمد الكواري ضاعف هباته السخية تجاه ممثلي الدول الأعضاء المكلفين بالتصويت في (اليونسكو).

وبعد أن أدلى مندوبو 58 دولة أعضاء بالمكتب التنفيذي للمنظمة بأصواتهم في الانتخابات التي يتنافس فيها سبعة مرشحين لخلافة البلغارية إيرينا بوكوفا، حصد الكواري 19 صوتاً، تلته الفرنسية أودريه أزولاي بـ13 صوتاً، فيما حلت المرشحة المصرية مشيرة خطاب ثالثة بـ11 صوتاً.

غير أن وسائل إعلام فرنسية أفادت بأن قطر دعت أخيراً العديد من أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو في رحلة مدفوعة الأجر إلى الدوحة، حسب موقع قناة «فرانس 24».

واعتبرت قناة «فرانس 24»، أن ترشيح قطر الذي تم تعزيزه بمساعدة جماعات لوبي مثل «بورتلاند»، و«إي إس إل»، و«نيتورك»، مثير للجدل في ضوء الأزمة الحالية في الخليج، بعد قطع دول عربية علاقاتها مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.

بدورها، قالت وكالة «أسوشيتدبرس» الأميركية إن أزمة قطر مع جيرانها بشأن دعمها للإرهاب تهدد بالتأثير على المرشح القطري إلى جانب تقارير إعلامية تشير إلى أن الدوحة تحاول شراء الدعم بين أعضاء «اليونسكو».

ويؤكد تلك الشبهات خبر نشره موقع صحيفة «بينينسولا» القطرية الإنجليزية، في 12 سبتمبر الماضي، عن زيارة قام بها وفد من المجلس التنفيذي للمنظمة إلى قطر استغرقت أربعة أيام تلبية لـ«دعوة أميرية».

وقالت الصحيفة إن الوفد ضم أعضاء من السودان وعمان وجنوب إفريقيا ونيكاراغوا وكينيا واليمن وماليزيا وكوريا الجنوبية والسلفادور والجزائر، بينما زعمت الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والتعليم والثقافة، حمدة حسن السليطي، أن زيارة الوفد تهدف إلى استعراض إنجازات دولة قطر، خصوصاً في مجالي التعليم والثقافة. وفي السياق نفسه، كشفت مجلة «جون أفريك» الفرنسية، في عددها الصادر هذا الأسبوع، أن المرشح القطري حمد الكواري ضاعف هباته السخية تجاه ممثلي الدول الأعضاء المكلفين بالتصويت.

ودعا الكواري في 30 سبتمبر مندوبي 12 دولة بالمجلس التنفيذي بمطعم «لاتيراس»، الذي يبعد خطوات عن مقر «اليونسكو» بباريس، حيث تم حجز صالون خاص لهم، بهدف استمالتهم وضمان الحصول على دعمهم.

وتضمنت العروض القطرية السخية التي قدمها المرشح القطري لانتزاع المنصب عقد منتدى ثقافي دولي سنوي في باريس، وتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة، فضلاً عن مساعدة «اليونسكو» على تجاوز أزمتها المالية عبر المساهمة في سداد ما عليها من مستحقات، حيث يتجاوز العجز المالي لها 329 مليون يورو.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسائل إعلام فرنسية هذه الخفايا قبل نهاية المعترك الانتخابي، ولكن حتى الآن لم يصدر أي رد فعل رسمي من «اليونسكو».

وليس الأمر جديداً، لأن قطر لا تتوقف عن إهدار الأموال في استئجار شركات علاقات عامة وخدمات استشارية أميركية في محاولات يائسة لتجميل صورتها، وإصلاح ما أفسده تخبطها الدبلوماسي بعد المقاطعة التي فرضتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

وفي الجولة الثانية أمس حصل المرشح القطري على 20 صوتاً، تلته الفرنسية بـ13 صوتاً والمصرية بـ12 صوتاً، ما يعني أن 10 مندوبين لم يلتزموا بالتصويت له في الاقتراع السري لاستكمال عدد الأصوات الـ30 التي تؤهله للفوز بالمنصب.

من جهتها، أكدت السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر وإفريقيا لـ«اليونسكو»، أن نتائج الجولة الأولى لا تُعَد مؤشراً دقيقاً إلى حسم نتائج الانتخابات، وأشارت إلى أن المال السياسي القطري لعب دوراً كبيراً في نتائج الجولة الأولى، وأنه تم الضغط على دول المجلس التنفيذي صاحبة الحق في التصويت، عبر تهديد قطر بسحب استثماراتها من تلك الدول، خصوصاً الدول الإفريقية.

تويتر