وثيقة أميركية تكشف تعاطف الدوحة مع إسرائيل ضد فلسطين

تميم يستقبل ظريف.. و79% من القطريين معارضون لسياسات إيران الإقليميــة

أمير قطر لدى استقباله ظريف في أول زيارة معلنة للمسؤول الإيراني إلى الدوحة منذ مقاطعة الدول الأربع. رويترز

أظهر استطلاع للرأي، أجراه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن غالبية الشعب القطري ترغب في تسوية الأزمة الحالية، وترفض دعم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لجماعة «الإخوان» الإرهابية، في وقت استقبل فيه أمير قطر، أمس، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في الدوحة، وبحث معه علاقات التعاون بين البلدين، في تأكيد على ارتماء الدوحة في أحضان إيران. في حين فضحت برقيات سرية، كتبها دبلوماسيون أميركيون، سجل قطر التآمري، وكشفت عن حديث لأميرها السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أظهر فيه تعاطف الدوحة مع إسرائيل، وتفهمه لما سماه «عدم ثقتهم بالعرب»، وأنه لا يلومهم على ذلك لأنهم كانوا «مهددين لفترة طويلة».

وبحسب استطلاع لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عارض 90% من الشعب القطري سياسات أذرع إيران في المنطقة العربية، وهي جماعة الحوثي الانقلابية وميليشيات «حزب الله» الإرهابية.

كما أعرب 81% من المشاركين عن دعمهم لـ«حل وسط للأزمة القطرية، تقدّم فيه جميع الأطراف بعض التنازلات إلى بعضها بعضاً».

كما كشف الاستطلاع عن معارضة 79% من القطريين سياسات إيران الإقليمية الحالية، والتي تربطها مع النظام القطري الحاكم علاقات قوية، آخرها استقبال أمير قطر، أمس، وزير الخارجية الإيراني.

كما أظهر الاستطلاع رفض الشعب القطري، بنسبة 56%، للدعم الذي تقدمه الدوحة لجماعة «الإخوان» الإرهابية.

ويُعتبر هذا الاستطلاع فريداً من نوعه، فقد أجرته شركة رائدة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية، في أغسطس 2017، إذ إن 60% من المشاركين تحت سن الـ35، ويعيش نصفهم في العاصمة الدوحة، والربع منهم في الريان المجاورة، في حين أن الربع المتبقي يتوزع في أنحاء مختلفة من البلاد.

وقال المشرف على الاستطلاع، ديفيد بولوك، إن نتائج الاستطلاع أشارت إلى أنه لكي يحافظ أمير البلاد على شعبيته، عليه البحث عن حل وسط للأزمة القطرية، عبر القبول بالابتعاد أكثر عن إيران و«الإخوان».

إلى ذلك، بحث أمير قطر، مع وزير الخارجية الإيراني، علاقات التعاون بين البلدين، في أول زيارة معلنة للمسؤول الإيراني إلى الإمارة، منذ مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها في شهر يونيو الماضي.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة في المنطقة، بما فيها الأحداث الجارية».

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في الخامس من يونيو، بسبب تمويلها ودعمها الإرهاب.

وكان الوزير الإيراني أجرى، أول من أمس، محادثات في سلطنة عمان قبيل زيارته إلى قطر.

وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني، قال في باريس، الأسبوع الماضي، إن الإجراءات ضد بلاده «تدفعها» باتجاه إيران.

ولم تكن قطر محتاجة إلى الأزمة مع الرباعية العربية لتفعيل الخط الساخن بينها وبين طهران، وإن قال أميرها إن ما سماه «الحصار»، هو ما سيدفع بلاده باتجاه إيران، ناسياً أو متناسياً أن إيران أحد أسباب المشكلة مع جيران الدوحة.

فكلمة الأمير القطري، التي سببت الأزمة حملت الكثير من الغزل الصريح بطهران، التي قال إنه ليس من الحكمة التصعيد معها، وإنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها؛ تعاون قررت الدوحة أن تستفيد منه للالتفاف على المقاطعة المفروضة عليها منذ بداية الأزمة، فوجدت في إيران وأجوائها ومياهها الإقليمية الملجأ وربما الظهر الذي تستند إليه للتصعيد مع جيرانها.

كما قطعت قطر المزيد من الخطوات في الاتجاه الإيراني، وأعلنت أواخر أغسطس الماضي عودة سفيرها إلى طهران بعد غياب لنحو عام ونصف العام، إثر الهجوم على السفارة السعودية في إيران، وعبرت عن «رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية مع إيران في كل المجالات».

وتأسفت الدول المقاطعة لقطر أن الأخيرة تغرد خارج السرب، فعلى الرغم من الاتهامات الموجهة لطهران بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون العديد من الدول العربية والوقوف وراء عدم استقرار دول، كاليمن وسورية، إلا أن «عين الرضا» تجعل الدوحة ترى فيها دولة «شريفة».

من ناحية أخرى، لخصت برقية أميركية سرية اجتماعاً عقده أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، مع عضو الكونغرس الأميركي السابق، جون كيري، في العاصمة القطرية الدوحة، في 14 فبراير2010.

واستناداً إلى البرقية التي كتبها السفير الأميركي السابق في الدوحة، جوزيف لابارون، فإن أمير قطر السابق قال: «ينبغي على القادة الإسرائيليين أن يمثلوا شعبهم في إسرائيل، الذي بدوره لا يثق بالعرب».

وأضاف: «أتفهم ذلك (عدم ثقة الإسرائيليين بالعرب)، ولا يمكنني أن ألومهم لأن الإسرائيليين كانوا تحت التهديد لفترة طويلة».

وبدا أمير قطر السابق، بكلماته هذه في البرقية التي نشرها موقع التسريبات «ويكيليكس»، كأنه يبرر لإسرائيل تعنتها في التقدم بالسلام مع العرب.

واعتبر حمد أنه «من المفاجئ» أن إسرائيل مازالت تريد السلام مع العرب، بعد فرحهم بطردها من جنوب لبنان ومن «قطعة الأرض الصغيرة المسماة غزة»، على حد قوله.

وتنقل البرقية، التي اطلعت عليها «بوابة العين الإخبارية»، عن حمد قوله في اللقاء: «عندما ترى الكثيرين في المنطقة يعتبرون أن حزب الله أخرج إسرائيل من لبنان وحركة حماس ركلتهم (على الأقل في البداية) من قطعة الأرض الصغيرة المسماة غزة، فإن من المفاجئ حقاً أن الإسرائيليين لايزالون يريدون السلام».

وفي محاولة منه لتبرير أي دور محتمل له في عملية السلام، أوضح حمد: «أنا متأكد من أن حماس ستقبل بحدود 1967، لكنها لن تقول ذلك علانية لأنها ستخسر الدعم الشعبي الفلسطيني».

وأشار إلى أن قطر قريبة من «حماس»، وأنه توسط سابقاً بطلب من الولايات المتحدة لحث الحركة على تلبية طلب إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، المشاركة في الانتخابات الفلسطينية.

ودافع الأمير حمد، في البرقية، عن «الإخوان المسلمين»، وقال إن «مصر لديها مشكلة مع الإخوان، حسناً، نحن نفهم ذلك، لكن ليس على مصر أن تتوقع من العالم أن يتخذ إجراءات خارجية من أجل مساعدتها داخلياً».

تويتر