الذراع الإرهابية للدوحة «أبومحمد الجولاني» يتولى قيادة القاعدة في سورية

قرقاش: قطر سعت إلى تجييــــر الملف الحقوقي ضد جيرانها فانقلـب ضدها

صورة

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، أن الملف الحقوقي انقلب ضد قطر بعد سعي الدوحة إلى تجييره ضد جيرانها، مشدداً على أن الحكمة تقتضي بتّر الفتنة في معالجة أسبابها. في وقت عيّن ما يسمى بـ«مجلس الشورى» في «هيئة تحرير الشام»، التحالف الذي يقوده فرع القاعدة في سورية، العميل القطري الإرهابي أبومحمد الجولاني قائداً عاماً، بعد استقالة هاشم الشيخ (أبوجابر).

أنور قرقاش:

• «انقلب السحر على الساحر، الملف الحقوقي والإنساني سعت قطر إلى تجييره ضد جيرانها فإذا به ينقلب عليها، والحكمة أن بتر الفتنة في معالجة أسبابها».

• انتقل أغلب إرهابيو (هيئة تحرير الشام) لمحافظة إدلب بتوافق قطري إيراني، قبل التوصل لاتفاق خفض التوتر في المحافظة الاستراتيجية، الذي أُقر الشهر الماضي، في حوار أستانة.

وبعد توالي قضايا سحب الجنسية من مواطنين قطريين، وهي «السياسة العقابية» التي باتت تنتهجها الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة من أجل تكميم أفواه كل من يعارض سياسة الحكومة القطرية، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن السحر انقلب على الساحر.

وأوضح في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر» أن قطر التي حاولت أن تستعمل زوراً الملف الإنساني والحقوقي من أجل النيل من جيرانها (في إشارة إلى السعودية والإمارات، والبحرين)، انقلب عليها.

وقال:«انقلب السحر على الساحر، الملف الحقوقي والإنساني سعت قطر إلى تجييره ضد جيرانها فإذا به ينقلب عليها، والحكمة أن بتر الفتنة في معالجة أسبابها».

وكان قرقاش أعلن أول من أمس، أن خيارات الدوحة تتضاءل على الصعيد السياسي، مشدداً على أن العواصم الأربع تمضي بثقة متجاوزة هذا الملف الذي لم يعد من الأولويات.

كما اعتبر أن قطر فشلت في نيويورك على الرغم من الإنفاق الأسطوري على الإعلام، وترويجها لرسائل المظلومية.

وكانت السلطات القطرية سحبت في عام 2005 الجنسية من فرع من فروع قبيلة بني مرة، وهي عشيرة الغفران، ووصل عدد المجردين من الجنسية حينها إلى 6000 مواطن قطري من أبناء العشيرة، وبعد 12 سنة عادت الدوحة للخطة ذاتها، حين سحبت السلطات القطرية جنسية شيخ قبائل آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم و50 من أفراد عائلته، كما سحبت جنسية شيخ شمل قبيلة الهواجر شافي بن ناصر بن حمود الهاجري، وطال عقاب الدوحة «شاعر المليون» محمد بن فطيس المري.

من ناحية أخرى، عيّن مجلس الشورى في «هيئة تحرير الشام»، أبومحمد الجولاني قائداً عاماً، بعد استقالة هاشم الشيخ (أبوجابر).

وكان أبومحمد الجولاني يشغل منصب القائد العسكري للهيئة، وسابقاً قائداً عاماً لـ«هيئة فتح الشام» التي تشكلت بعد المناورة القطرية بالإعلان عما سمي «فك ارتباط» جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.

وفي بيان نشرته «هيئة تحرير الشام»، وافق مجلس الشورى على استقالة (أبوجابر) من مسؤوليته كقائد عام، وتم تعيينه رئيساً لمجلس شورى الهيئة، فيما كلف المجلس الجولاني بتيسير أمور الهيئة في الوقت الراهن.

وانتقل أغلب إرهابيي «هيئة تحرير الشام» لمحافظة إدلب بتوافق قطري إيراني، قبل التوصل لاتفاق خفض التوتر في المحافظة الاستراتيجية، الذي أُقر الشهر الماضي، في حوار أستانة.

ودأبت قطر على الاستعانة بالجولاني لتمرير مناوراتها للاحتفاظ بالتنظيم الذي صنفته دول العالم تنظيماً إرهابياً.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن تولي الجولاني قيادة «هيئة تحرير الشام»، يشير إلى أن قطر ترغب في تأمين استمرار وجود التنظيم في إدلب وتقسيم المحافظة لثلاث مناطق تسيطر تركيا على الجزء الشمالي الغربي المحاذي لحدودها مع سورية، بينما تسيطر روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد على جنوب المحافظة في الشطر المتاخم لحماة، وتحتفظ قطر عبر حلفائها بـ«إمارة للقاعدة» في المحافظة.

وتأتي هذه التطورات في ترتيب قيادة التنظيم، في ظل الحديث عن عملية عسكرية وشيكة ضد «هيئة تحرير الشام»، يطلقها الجيش التركي بمساندة الطيران الروسي والجيش السوري الحر، لكن شكوكاً أثيرت حول صحة هذه المعلومات خصوصاً بعد زيارة قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة، الشهر الماضي.

والعلاقة بين الدوحة والجولاني علنية، فقد استضافت قناة الجزيرة الإرهابي مرات عدة. وظهر الرجل في اللقاءات الأولى على القناة القطرية دون الكشف عن وجهه لحمايته، قبل أن تسعى هذه الدولة لدمجه في العملية السياسية في سورية.

وحتى تتمكن الدوحة من ضمان استمرار تقديم الدعم لـ«جبهة النصرة»، بعدما طالبها المجتمع الدولي بوقف الدعم المقدم لها لموالاتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قاد مسؤولون في الدوحة جهوداً لإقناع الجبهة بإعلان الانفصال عن القاعدة.

وكانت تقارير دولية أكدت أن مسؤولين في المخابرات القطرية التقوا زعيم النصرة أبومحمد الجولاني مرات عدة خلال 2015، ووعدوه بزيادة تدفق الدعم حال قيامه بتغييرات في الولاءات، وهو ما استجاب له الجولاني.

ونشرت وكالة «رويترز» في نهاية عام 2016 تسريبات عن لقاء سري جمع أمير قطر بالجولاني، حيث طالب تميم زعيم القاعدة في سورية بالصمود خلال معركة حلب، عارضاً دعم التنظيم الإرهابي بـ50 مليار دولار.

تويتر