العبادي يرفض التعامل مع الاستفتاء ونتائجه ويتعهد بـ«خطوات لاحقة» لحفظ وحدة البلاد

برزاني: الشراكة مع بغداد فشلت.. واستفتاء كردستان خطوة أولى لتقرير المصير

برزاني: الحكومات العراقية انتهكت الدستور ومبدأ تقاسم السلطة، وكانت طائفية.

دعا رئيس إقليم كردستان العراق جميع سكان الإقليم للتوجه إلى مكاتب الاقتراع، اليوم، لإبداء رأيهم في الاستفتاء المقرر من أجل الانفصال عن العراق، بعد أن أعلن فشل الشراكة مع حكومة بغداد، فيما رد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مؤكداً أن حكومته لن تعترف باستفتاء استقلال كردستان ولا بنتائجه، مهدداً باتخاذ إجراءات لاحقة لحفظ وحدة البلاد.

وفي التفاصيل، وفي مؤتمر صحافي من أربيل، أول من أمس، أعلن مسعود برزاني، أن «الشراكة مع بغداد انتهت»، متهماً العراق بأنه أصبح «دولة طائفية». وقال إن هذا الاستفتاء يعد الخطوة الأولى لتقرير المصير، مشيراً إلى أن هناك «طريقاً طويلاً جداً» بعده.

وتجاهلت تصريحات أكبر مسؤول كردي دعوات إقليمية ودولية عدة لصرف النظر عن مبدأ الانفصال عن العراق، أو على الأقل تأجيل الاستفتاء.

وقال برزاني: «الحكومات العراقية انتهكت الدستور ومبدأ تقاسم السلطة وكانت طائفية، والشراكة مع بغداد انتهت». وتابع: «فعلنا كل ما بوسعنا لتعزيز الفيدرالية في العراق»، لكن ـ حسب رأيه ـ فإن المساعي الكردية لم تكلل بالنجاح.

وقال إن «الاستفتاء لا يهدف إلى رسم حدود جديدة»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأكراد يأملون في «استمرار التعاون مع الجيش العراقي» الذي لايزال يكافح من أجل طرد ما تبقى من مسلحي تنظيم «داعش» من أراضيه.

ولدى سؤاله عن التصريحات التركية التي أشارت إلى خطورة انفصال الإقليم على أمن أنقرة، نفى برزاني أن يكون انفصال إقليم كردستان تهديداً لأي دولة جارة.

وقال: «خلال الـ25 سنة الماضية أثبتنا لتركيا ولكل الجيران الآخرين أننا عامل أمن واستقرار ولسنا عامل تهديد. ليست لدينا أي نية للتصعيد مع تركيا ولا إيران ولا أي طرف آخر. أتمنى أن يتأكدوا بعد فترة أن الانفعال لم يكن في محله». وتابع: «شعب كردستان اتخذ قراره بإجراء الاستفتاء، وعليه أن يكون مستعداً لتحمّل نتائجه».

في المقابل، قال العبادي في خطاب موجه الى الشعب العراقي، إن «التفرد بقرارٍ يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة، هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه، وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين».

وأضاف: «نؤكد اليوم أننا لن نتخلى عن مواطنينا الكرد، وقد رفضنا ونرفض الدولة الطائفية والدولة العنصرية، وسيبقى العراق لكل العراقيين، ولن نسمح بأن يكون ملكاً لهذا وذاك يتصرف فيه كيفما يشاء ودون حساب للعواقب».

وأشار العبادي إلى أن «معظم مشكلات الإقليم داخلية وليست مع بغداد، وبالتالي فإنها ستتفافم مع دعوات الانفصال» مشيراً إلى أن «الصعوبات الاقتصادية والمالية في الإقليم من نتاج الفساد وسوء الإدارة». ودعا العبادي الأكراد إلى تجاهل دعوات المشاركة في الاستفتاء.

ورفض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الاستفتاء، باعتباره «باطلاً،» محذراً من أن التصويت يغذي «الفوضى وعدم الاستقرار» في المنطقة، فيما أوقفت إيران الرحلات الجوية إلى مطارات في إقليم كردستان العراق، تلبية لطلب من الحكومة المركزية في بغداد، وأجرت مناورات عسكرية في منطقة قرب الحدود مع الإقليم.

تويتر