تشمل المصالحة أو الانقلاب السلمي.. والتدخل الأجنبي الأقل ترجيحاً

3 سيناريوهات تضعها المعارضة القطرية لإنهاء تعنت تميم

مصير تميم وحكمه محدد بـ 3 سيناريوهات. أرشيفية

نشر موقع المؤتمر الخاص بالمعارضة القطرية في لندن ورقة بحثية حول ثلاثة سيناريوهات رئيسة ستنتهي إليها الأزمة القطرية، وشرحت المعارضة في الورقة الأسباب والعواقب التي قد تلحق بالدوحة، داخلياً وخارجياً، بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب.

التعنت القطري سيدفع إلى مزيد من السخط الشعبي داخل تلك البلاد، وربما يصل إلى الإضرابات والاحتجاجات، وذلك نتيجة لشح السلع والمواد الغذائية.

وأفاد البحث الخاص بالمؤتمر بأن الأزمة الدبلوماسية بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر ستستمر حتى عام 2018، لأن تعنت موقف حكومة الدوحة في ما يخص الحوار لإنهاء الأزمة سيؤدي إلى نتائج سلبية على الأصعدة الاقتصادية والجيوسياسية والدبلوماسية، ما سيدفع بشكل حتمي إلى تغيير النظام الحاكم في الدولة.

وفي ما يخص إيران، قالت الورقة البحثية إن التقارب القطري - الإيراني الحالي سيدفع العناصر المعتدلة من النخبة القطرية إلى خطوات لتحدي الوضع الحالي، وذلك عن طريق بناء جسور مستقلة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث توجد دلائل حالية لظهور هذا التوجه داخل قطر.

وبالتالي، سيدفع التعنت القطري إلى مزيد من السخط الشعبي داخل تلك البلاد، وربما يصل إلى الإضرابات والاحتجاجات، وذلك نتيجة لشح السلع والمواد الغذائية، ما قد يزيد من احتمال نشوب أعمال عنف وتظاهرات تؤدي إلى مزيد من القمع على يد القوات القطرية، إضافة إلى وجود دلائل في مواقع صفحات التواصل الاجتماعي على حالة سخط متنامية وسط المواطنين.

واقتصادياً، أشارت الورقة إلى تأثير الأزمة بالسلب في النمو الاقتصادي القطري، خصوصاً في ظل تصعيد العقوبات الاقتصادية، ما سيزيد من حالة السخط الشعبي في الداخل.

وشددت الورقة على أن الوضع الحالي داخل قطر غير مستقر بدرجة خطرة، بسبب ثلاثة أسباب رئيسة، أولها استمرار سياساتها المتخبطة ودعمها للجماعات الإرهابية مثل تنظيم الإخوان، وثانيها حمايتها للعشرات من المطلوبين للعدالة في ما يخص قضايا الإرهاب من قبل الحكومة الأميركية، بسبب تمويل «داعش» و«الإخوان» و«النصرة» و«القاعدة»، وثالثها عدم التقيد باتفاقيتي الرياض اللتين وقعتهما قطر في كل من 2013 و2014.

ونتيجة لكل تلك المعطيات، شرحت الورقة أن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسة ستنتهي إليها الأزمة القطرية، والتي هي نتيجة مباشرة لدعم قطر للإرهاب، والتقارب مع كل من إيران وتركيا، والذي يؤدي إلى مزيد من التباعد بين الدوحة وجيرانها في المنطقة.

السيناريو الأول: المصالحة

تشرح الورقة أن استمرار المقاطعة، إضافة إلى تنامي الآثار الاقتصادية والسياسية السلبية على قطر بسبب سياساتها، سيؤدي في النهاية إلى سعيها إلى التصالح، وذلك بعد عملية مفاوضات مطولة، ومن المرجح أن تلعب كل من الولايات المتحدة الأميركية والكويت دوراً مهماً في عملية الوساطة والجلوس على مائدة المفاوضات، وهو السيناريو الأكثر احتمالية بين الثلاثة.

ويعد الجانب الاقتصادي ورقة الضغط في هذا السيناريو، حيث خسرت قطر الكثير في قطاع الطاقة بسبب المقاطعة، إضافة إلى أن الاحتياطي النقدي يشهد حالياً انخفاضاً في جودة الأصول مع استمرار الأزمة، ما يشكل عبئاً ضخماً على كاهل الاقتصاد القطري، بسبب اندثار الاحتياطي بمعدل أسرع من المعتاد.

وينظر إلى العناصر المعتدلة في النخبة القطرية بأنها أهم القوى التي يمكن التعويل عليها لإجراء مصالحة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، خصوصاً الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، حيث ينظر إليهم بأنهم «صوت الحكمة» داخل قطر، والذي سيؤدي إلى تلاحم المواطنين مع تلك النخبة لدفع عملية المصالحة.

السيناريو الثاني: الانقلاب السلمي

يعد هذا السيناريو مرتبطاً بالآثار الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الشعب القطري، نتيجة لسياسات الدوحة التي أدت إلى المقاطعة، حيث أنه مع تزايد حالة السخط بسبب الأوضاع السيئة، قد تشتعل الاحتجاجات والإضرابات، التي ستدفع القوات القطرية إلى القمع البالغ، وقد يؤدي ذلك إلى اصطفاف عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة، بدعم من الجيش، ضد تميم لمصلحة حكومة أكثر استقراراً، ما سيؤدي إلى تغيير سلمي في السلطة الحاكمة، وذلك بحسب الورقة البحثية.

السيناريو الثالث: التدخل الأجنبي

بحسب الورقة البحثية، فإن هذا السيناريو هو الأقل ترجيحاً، حيث إن الغضب الشعبي بسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة الناتجة عن اعتماد قطر على الاحتياطي والأصول الخارجية، سيؤدي إلى حالة استياء واسعة في أوساط المواطنين، خصوصاً بين أفراد الجيش القطري، ما قد يشعل اضطرابات عنيفة.

ويحتمل في هذا السيناريو طلب الحكومة القطرية من القوات التركية الموجودة على أراضيها المساعدة في قمع الاحتجاجات من قبل أفراد الجيش، ما سيدفع عدداً من القوى الإقليمية للتدخل بشكل سريع للحيلولة دون سفك المزيد من الدماء. وتختم الورقة بالقول إن الأزمة القطرية الراهنة تشكل تهديداً خطراً على استقرار الحكومة القطرية، خصوصاً بالنظر إلى خطاباتها وتصرفاتها التي وصفتها الورقة «بالمتهورة»، وأن اعتماد الدوحة على الاحتياطات المالية هو مجرد مسكن مؤقت لما قد يحدث من احتجاجات شعبية، ربما تصل إلى مستوى الانتفاضة.

وبصرف النظر عن النتيجة، تقول الورقة إن كلاً من السيناريوهات الثلاثة يمثل خطراً على بقاء حكومة قطر الحالية بقيادة تميم.

تويتر