روسيا تحثّ الأمم المتحدة على زيادة المساعدات إلى السوريين

قوات النظام تدفع بتعزيزات عسكرية إلى دير الزور لطرد «داعش»

طفل سوري يقف عند مدخل دير الزور التي تقدمت قوات النظام في محيطها. أ.ف.ب

استقدمت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء هجوم جديد، يهدف إلى طرد تنظيم «داعش» من الأحياء الشرقية، التي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات، فيما حثت روسيا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، على زيادة المساعدات الإنسانية لسورية بشكل «ملحّ»، والإسهام في إعادة الإعمار.

وتفصيلاً، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، وكالة فرانس برس، أمس، بوصول «تعزيزات عسكرية كبيرة، تتضمن عتاداً وآليات وعناصر إلى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوماً يهدف إلى طرد تنظيم «داعش» من الأحياء الشرقية في المدينة».

ويأتي الاستعداد للهجوم الأخير، بعد أقل من أسبوع على تقدم كبير لقوات النظام في محيط المدينة، تمكنت خلاله من كسر حصار فرضه التنظيم على الأحياء الغربية ومطار دير الزور العسكري منذ مطلع العام 2015.

وحقّق جيش النظام السوري، أمس، المزيد من التقدم، بسيطرته على جبل ثردة، المطل على المطار ومحيطه، وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور.

وبالنتيجة، باتت الأحياء الواقعة تحت سيطرة التنظيم في المدينة، وفق عبدالرحمن، «هدفاً سهلاً لمدفعية قوات النظام».

وبعد تقدمها الأخير في جنوب المدينة، باتت قوات النظام، وفق المرصد السوري، تسيطر على 50% من مساحة دير الزور، بعدما كان التنظيم منذ صيف العام 2014 يسيطر على 60% منها، وعلى أجزاء واسعة من المحافظة الغنية بحقول النفط والحدودية مع العراق.

وأعلن الجيش الروسي، الذي يدعم عمليات قوات النظام، الاثنين الماضي، إرسال نحو 40 خبيراً في نزع الألغام إلى دير الزور، مشيراً إلى أنه سيتم نشر 175 خبير ألغام في سورية.

وواصلت طائرات حربية سورية وروسية، بحسب المرصد، أمس، «استهداف مواقع التنظيم بشكل كثيف في مدينة دير الزور ومحيطها وأريافها».

ووثق المرصد السوري مقتل 34 مدنياً، بينهم تسعة أطفال، بقصف روسي استهدف عبّارات كانت تقلهم من بلدة قريبة من دير الزور إلى الضفاف الشرقية لنهر الفرات، هرباً من القصف، واقتراب المعارك.

ويقسم نهر الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفاف الغربية.

ومنذ كسر الحصار، أدخلت الحكومة السورية شاحنات مواد غذائية ومساعدات إلى المدينة، التي شهدت طوال سنوات الحصار نقصاً في المواد الغذائية والخدمات الطبية.

من جهته، حثّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في رسالة موجهة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، على «زيادة حجم المساعدات الإنسانية والإسهام بشكل فعال في إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة، عبر المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة».

وشدّد وزير الدفاع الروسي على «الحاجة إلى مساعدات إنسانية إضافية من قبل الأسرة الدولية لمساعدة السكان»، بحسب ما أعلنت الوزارة في بيان.

ويأتي النداء بعد أيام على تمكن جيش النظام السوري، بدعم من القوات الروسية، من كسر الحصار الذي فرضه تنظيم «داعش» على مدينة دير الزور ومطارها. وتابعت الوزارة الروسية «لقد تم إيجاد الظروف من أجل العودة إلى العيش بسلام».

إلا أن الوزارة أشارت إلى وضع لايزال «معقداً» في مخيمات اللاجئين في بلدتي التنف والعقيربات في محافظة حماة، مضيفاً أن السوريين بحاجة إلى أكثر من 1000 طن من الأغذية، وأكثر من 80 طناً من المعدات الطبية. من جهة أخرى، أفاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، بأن السعودية جادة بالفعل في تسوية الأزمة السورية، وأكدت دعمها عملية المفاوضات في أستانة.

وقال لافروف، في تصريحات أدلى بها في عمان، نقلتها وكالة سبوتنيك اليوم، «تلقينا من السعودية تأكيداً على دعم هذه العملية، ومساعدتها على إقامة مناطق خفض التصعيد في سورية، وكذلك حل القضايا الإنسانية».

تويتر