الدوحة تعرّض مصالح أنقرة الوطنية للخطر

انتهازية قطر تجرّ تركيا إلى مستنقع خطير.. وتشكل تهديداً على أوروبا وبريطانيا

العلاقات مع حليف انتهازي كقطر تضر بالمصالح الوطنية التركية. أرشيفية

حذّر الباحث الأميركي مجيد رفيع زاده القيادة التركية من أن الانتهازية السياسية لقطر تجر أنقرة إلى مستنقع يُعرّض مصالحها الوطنية للخطر، ويضر علاقاتها الجيوسياسية والاقتصادية مع الدول العربية الأخرى، كما تشكل تهديداً على أوروبا وبريطانيا.

بينما تظهر قطر نفسها في الوقت الراهن على أنها حليف سياسي واستراتيجي قوي لتركيا، فإن سياساتها تجاه أنقرة تبدو مثيرة للجدل ومتناقضة عند دراستها بدقة.

وقال زاده، وهو خبير سياسي أميركي من أصل إيراني، يترأس المجلس الأميركي الدولي حول الشرق الأوسط، وعضو المجلس الاستشاري لجامعة «هارفارد»، إنه «بينما تظهر قطر نفسها في الوقت الراهن على أنها حليف سياسي واستراتيجي قوي لتركيا، فإن سياساتها تجاه أنقرة تبدو مثيرة للجدل ومتناقضة عند دراستها بدقة، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى جر أنقرة إلى مستنقع أكبر يُعرّض مصالحها الوطنية للخطر».

وفي مقال نشرته النسخة الإنجليزية لموقع «هافنجتون بوست» الأميركي، أضاف زاده أن «هذه القضية يُمكن أن تقوّض إلى حد كبير المصالح الوطنية لتركيا، وتهدد موقفها في المنطقة، وتضر بعلاقاتها الجيوسياسية والاقتصادية مع الدول العربية الأخرى، ويجب أن يدرك القادة الأتراك فكرة أن أفعال قطر وسياساتها يمكن أن تؤثر سلباً في وجهة نظر الشعوب العربية في أنقرة». وأوضح أنه «على سبيل المثال، قبل أن تبدأ أزمة قطر، كانت تركيا تتمتع بمستوى عالٍ من الشعبية بين السكان العرب الذين اعتبروها نموذجاً سياسياً، ومع ذلك، بعد الأزمة، يبدو أن قطر قد تمكنت من التأثير بشكل كبير في تقدير أنقرة».

وأشار إلى أن «الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي قطعت علاقاتها مع الدوحة متهمين قطر بدعم الإرهاب، كما طلب الرئيس ترامب أخيراً من قطر التوقف عن رعايتها للإرهاب أيضاً».

ولفت إلى أنه «بينما تُصر تركيا على أن علاقاتها مع قطر ليست مرتبطة بأزمتها الحالية، يبدو أن الدوحة تتخذ موقفاً مختلفاً من خلال الانتهازية السياسية، حيث تركز وسائل الإعلام القطرية الناطقة بالعربية والإنجليزية على علاقات الدوحة السياسية والعسكرية الودية مع أنقرة في محاولة لزيادة الفجوة السياسية بين أنقرة والدول العربية الأخرى، وتوجيه ميزان القوى لصالح الدوحة، كما تعرض لقاءات بين القادة القطريين والأتراك».

واعتبر أن «تصرفات قطر، التي تفخر بالتدريبات العسكرية، وتظهر تركيا على أنها بمفردها إلى جانب الدوحة بدلاً من الدول العربية الأخرى يمكن أن يغضب دولاً أخرى، ويثير الاستياء تجاه تركيا بين كثير من شعوب المنطقة».

وتساءل الباحث بشأن «ما إذا كانت قطر تستغل أنقرة عمداً عن طريق إشراكها في الأزمة الحالية والعداء والتوترات، وفي الوقت الذي تحاول تركيا إظهار الحياد في أزمة قطر، فإن الدوحة تظهر أنقرة على أنها تنحاز إلى الدوحة بدلاً من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى».

ونوّه بأن هذا «يمكن أن يعرض مصالح تركيا الإقليمية الأوسع وعلاقاتها مع الدول العربية الأخرى للخطر، وبالإضافة إلى ذلك، لم تلعب قطر الدور الذي يلعبه حليف، ويعتقد الكثيرون أنه إذا تمت دراسة القضية عن كثب، يتضح أن الدوحة قد خططت سياسة خارجية محددة ومتناقضة تجاه تركيا من خلال انتقادها لسياسة أنقرة، من خلال منصات مختلفة بما في ذلك وسائل إعلامها المملوكة للدولة والممولة منها، لاسيما قناة الجزيرة».

واختتم بالإشارة إلى أن «قناة الجزيرة التي تمولها الدولة، توفر منصة لمنظمات المعارضة التركية وشخصيات مثل فتح الله غولن. وفي نهاية المطاف، أغلقت قناة الجزيرة التركية بعد نحو ثلاث سنوات من تأسيسها».

تويتر