بوكس /في موضوع الجزيرة

قناة التغطية الانتقائية للأحداث

أكثم سليمان استقال من القناة بسبب تحولها إلى بوقد عائي. أرشيفية

في مقال له نشره موقع «ذا كومنتيتر» البريطاني، فنّد خبير مكافحة الإرهاب والمحرر بالموقع، غفار حسين، ما تعلنه «الجزيرة» دوماً من تقديمها الإعلام الحر ووجهات النظر المحايدة، ودلّل على ذلك بزيادة عدد الصحافيين والمراسلين المستقيلين في الفترة الأخيرة، الذين أعلنوا تناقض ما تنقله «الجزيرة» مع النزاهة الصحافية، على حد بياناتهم.

وقال خبير مكافحة الإرهاب: «منذ بدء الحرب على الإرهاب، وتركيز وسائل الإعلام لاحقاً على تنظيم (القاعدة) وأسامة بن لادن، أصبحت قناة الجزيرة اسماً مألوفاً. واعتبر الكثيرون ظهور هذه القناة روحاً جديدة في عالم الإعلام، حيث وفرت الكثير من التوازن الذي اشتدت الحاجة إليه في النقاش العام، وقدمت آراءً بديلة في عالم سيطر عليه الخطاب الإعلامي الغربي».

وانتقد الكاتب الهيئة المالكة لـ«الجزيرة»، متهماً إيّاها بأنها أحد أسباب تآكل صدقية القناة، وفرار المراسلين والصحافيين البارزين منها. وقال: «يبدو أن الكثيرين لم يلاحظوا أو تجاهلوا حقيقة امتلاك العائلة القطرية الحاكمة، التي تسجن الصحافيين المستقلين الذين ينتقدون النظام في الداخل، لهذه القناة ورقابتهم الشديدة عليها، لكن هذا الأمر بدأ يتغير مع بداية ما يسمى بـ(الربيع العربي)».

وأشار الكاتب إلى شهادات عدد من الصحافيين الذين استقالوا من «الجزيرة» في وقت سابق، وردت في تقرير نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية اخيراً. وقال أحد الراحلين عن القناة، وهو أكثم سليمان، المقيم في ألمانيا: «قبل بداية أحداث (الربيع العربي)، كنّا صوتاً من أجل التغيير، ومنبراً للمنتقدين والناشطين السياسيين في جميع أنحاء المنطقة. أما الآن، فقد تحولت قناة الجزيرة إلى بوق دعائي». في حين قال مراسل آخر من بيروت: «تتخذ قناة الجزيرة موقفاً واضحاً من كل بلد تبث منها تقاريرها، ولا يرتكز هذا الموقف على الأولويات الصحافية، لكن على مصالح وزارة الخارجية القطرية (......)، وكان عليّ أن أتركها كي أحافظ على نزاهتي كمراسل».

ورأى الكاتب أن «الجزيرة» لم تكن يوماً وسيلة إعلام مستقلة، وكانت دائماً متحيزة سياسياً.

وقال الكاتب: «منذ وصول (الإخوان المسلمين) للسلطة في مصر، بذلت قناة الجزيرة كل ما في وسعها لتقديم (الإخوان) بصورة إيجابية. وتم عرض الاحتجاجات ضد النظام الذي يهيمن عليه (الإخوان)، على أنها عمليات يقودها بلطجية يستخدمون العنف وليس لهم مطالب سياسية، في حين كان يتم إعطاء تغطية إيجابية لخطب مرسي الركيكة السطحية».

وكرّست شبكة الجزيرة قدراً كبيراً من الاهتمام لاحتجاجات سورية، وتجاهلت أحداثاً وقعت في أماكن أخرى.

وشبّه الكاتب نهج «الجزيرة» المتحيز باليسار البريطاني المتطرف في نواحٍ عدة، منها التزامه بمبادئ العدالة والإنصاف في حال الحكومات أو الشعوب المكروهة لديهم فقط.

ويرى الكاتب أنه بفضل العوائد البترودولارية القطرية، ستواصل «الجزيرة» تغطيتها المتحيزة للأحداث في الشرق الأوسط، بينما تصور نفسها على أنها منبر التفكير الحر والإعلام المستقل. لكن الأهم من ذلك، برأي الكاتب، أنه مع تواصل استقالات الصحافيين والمراسلين، وزيادة الانتقادات الشعبية، سيكون من الصعب على «الجزيرة» إخفاء حقيقة أجندتها السياسية

تويتر