أكد أن حلَّ الأزمة في الرياض والمنطقة وليس في معارك الطواحين

قرقاش: إدارة سلمان وولي عهده أزمة قطر جمعت بين الصبر والموقـف الصلب

الدكتور أنور بن محمد قرقاش: وزير الدولة للشؤون الخارجية

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، أن إدارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أزمة قطر، جمعت بين الصبر والموقف الصلب، وميّزت بين خلاف سياسي مع حكومة تآمرت على الرياض، ومسؤوليات دينية وإنسانية، مشدداً على أن حلّ الأزمة في الرياض والمنطقة، وليس في معارك الطواحين.

وكتب قرقاش في تغريدات على حسابه على «تويتر»، «مستجدات أزمة قطر ومأزقها يسلطان الضوء على الدور المركزي للسعودية في محيطها الخليجي، تبقى الرياض الأساس والرقم الصعب، عصية، حليمة، وحسابها عسير».

أنور قرقاش:

«مستجدات أزمة قطر ومأزقها يسلطان الضوء على الدور المركزي للسعودية في محيطها الخليجي، تبقى الرياض الأساس والرقم الصعب، عصية، حليمة، وحسابها عسير».

«لأن المستجدات والتداعيات خطرة، ولأن الأزمة مستمرة وتهدد بالتوسع والتفاقم، دعوة جديدة وجدية إلى قطر، بتغليب العقل والحكمة، لأن المواجهة خاسرة».

وقال «ويبرز دور الملك سلمان، الجامع بين الحزم عند الحاجة، والدهاء متى دعا الموقف، والحسّ الإنساني، بتوقيت مميّز، يكسر جموداً وتصلباً صنعتهما السياسة».

وأضاف: «إدارة الملك سلمان وولي عهده أزمة قطر جمعت بين الصبر والموقف الصلب، وميّزت بين خلاف سياسي مع حكومة تآمرت على الرياض، ومسؤوليات دينية وإنسانية».

وتابع قرقاش: «يتضح جلياً، أنك، عاجلاً أو آجلاً، ستعامل كما عاملت جيرانك، فكل بيوتنا من زجاج، سيصبر الجار، لكنه لن ينسى التآمر والإساءة حين تبجحت بقرب سقوطه».

وقال: «تبدو هشاشة الموقف حين تكابر بخطاب لا يتسق مع توجهك، ومفرداته غير مفردات مواطنيك الذين يتوقون إلى محيطهم، ودبلوماسيتك لا تخاطب جارك صاحب القرار».

وأضاف: «لأن المستجدات والتداعيات خطرة، ولأن الأزمة مستمرة تهدد بالتوسع والتفاقم، دعوة جديدة وجدية إلى قطر بتغليب العقل والحكمة، لأن المواجهة خاسرة».

وأكد أن «حزم وحكمة وثبات الملك سلمان، مؤشرات يجب أن تكون مشجعة لكل عاقل وحكيم، ننصح صادقين بأن حلّ الأزمة في الرياض والمنطقة، وليس في معارك الطواحين».

وكان الحجاج القطريون بدأوا، أول من أمس، الدخول إلى أراضي المملكة عبر معبر سلوى الحدودي، لأداء مناسك الحج، بعد أوامر ملكية من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي سمح للحجاج القطريين بالدخول من دون تصاريح إلكترونية.

وقال أحد الحجاج: «الإجراءات سهلة جداً، وليست معقدة، خدمونا من الباب إلى أن وصلنا المخرج النهائي (لمعبر سلوى)، بكل احترام وتقدير، وسلاسة في الإجراءات التي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة».

وشملت الأوامر الملكية أيضاً نقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ومطار الإحساء الدولي، على نفقة العاهل السعودي.

وأمر الملك سلمان بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة، لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

وأنهت الإجراءات السعودية، مزاعم قطر، ومساعيها لتسييس شعيرة الحج.

وحاولت الدوحة أخيراً تسييس الحج بادعاء منع مواطنيها من أداء الفريضة، لكن باءت المحاولات بالفشل، ووضعت قطر في السياق الإيراني نفسه، الداعي إلى تدويل الحج، في تخطٍ لكل الخطوط الحمراء بهذا الشأن.

إلى ذلك، أكملت السعودية استعداداتها لاستقبال أكبر موسم حج في تاريخها هذا العام، بعد صدور أمر خادم الحرمين بزيادة أعداد الحجاج بـ800 ألف حاج من خارج المملكة وداخلها، مع قرب انتهاء أعمال توسعة الحرمين الشريفين، ليصل مجموع الحجاج إلى 2.6 مليون حاج.

وأنهت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج بمكة المكرمة استعداداتها، لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن، وباشرت خططها، بهدف تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن، وتوفير الرعاية الشاملة لهم، وفق تأكيدات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، الذي أوضح أن السعودية وجميع مؤسساتها، تسخر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها.

وقال وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، إن خطة الوزارة يقوم على تنفيذها في موسم الحج أكثر من 95 ألف موظف وموظفة، وتم تنفيذ برامج لتطوير أعمال مهنة الطوافة والوكالة والدلالة وحج الداخل، باستخدام أحدث وسائل التقنية، ليكون الحج سهلاً وميسراً عبر الجهود البشرية والتقنية المقدمة.

وبهدف توفير أعلى درجات السلامة من المخاطر للحجيج، والتصدي لكل ما يهددهم من مخاطر في جميع أعمال ومناطق الحج، فقد جنّد الدفاع المدني السعودي أكثر من 17 ألفاً من رجال الدفاع المدني، يدعمهم أكثر من 3000 آلية ومعدّة متطورة، وقد خضع جميع الضباط والأفراد المشاركين في الحج لتدريب نوعي، حسب المتغيرات والمستجدات التي تم رصدها.

وأعلن قائد قوات الدفاع المدني بالحج، اللواء حمد المبدل، أن المديرية العامة للدفاع المدني في مكة المكرمة، تنفذ خطتها في موسم الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بمشاركة أكثر من 32 جهة حكومية واستشارية مشاركة في تنفيذ خطة الدفاع المدني للطوارئ في الحج.

من ناحيته، أكد القائد العام لطيران الأمن، اللواء الطيار محمد الحربي، أن خطة طيران الأمن، تتضمن تقديم الدعم الأمني واللوجستي للقطاعات الأمنية والحكومية، وتنفيذ المهام الإنسانية ومهام الإخلاء الطبي، التي تقوم بها 16 طائرة عمودية متطورة ومتعددة المهام، وكوادر بشرية مؤهلة من طواقم جوية وفنية وإدارية.

وبخصوص أعمال الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فإن خطة الرئاسة ينفذها 10 آلاف من القوى العاملة من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين، والعمالة المكلفة النظافة والصيانة والتشغيل.

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، اكتمال استعدادات الرئاسة لموسم الحج، مبيناً أنه ستتم الاستفادة التامة من كامل المرحلة الثالثة من مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، ومن التوسعة العملاقة التاريخية (التوسعة الشمالية) في الحرم المكي الشريف، والاستفادة من المصاطب كافة، ما سيكون له الدور الكبير، والأثر العظيم في أداء الحجاج مناسكهم وشعائرهم وعباداتهم، بكل يسر وراحة واطمئنان.

وينتشر رجال الأمن من ضباط وأفراد القوات داخل أروقة وأدوار المسجد الحرام والأبواب والساحات المحيطة.

بدورها، جهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي 1245 مركزاً دائماً ومؤقتاً، وعربات متحركة مسنودة بأكثر من 10 آلاف مسعف ومتطوع من الجنسين، موزعين على مكة المكرمة والمشاعر والمنافذ البرية والبحرية والجوية، كما تم تجهيز ثلاث طائرات للإسعاف الجوي.

تويتر