فضح مخططات التنظيم السري ضمن ملف جديد من «ملفات قطر في دعم الإرهاب»

«وثائقي جديد» يكشف تحوّل قطر إلى مركز للتدريب على العبث بأمن الإمارات

صورة

كشف تقرير وثائقي جديد، بثته القنوات التلفزيونية في الدولة ظهر أمس، عن تحوّل الدوحة إلى «مركز تدريب» على العبث بأمن الإمارات واستقرارها، ضمن ملف جديد من «ملفات قطر في دعم الإرهاب»، حيث أورد التقرير المتلفز، الذي حقق نسب مشاهدة قياسية، اعترافات عيسى خليفة السويدي أحد الأعضاء السابقين في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، وعضو ما يسمى «مجلس شورى» الجماعة، كشاهد عيان على دعم الدوحة للإرهاب.

السويدي وصف التقارب القطري الإيراني بقنبلة موقوتة في المنطقة، موضحاً أن الدوحة استعانت بقوى خارجية ومنها طهران وتركيا.

التنظيم الإرهابي ينشط في استقطاب أفراد المجتمع بالمستويات كافة، وهناك خصوصية لبعض الفئات وهو ما يطلق عليه «الاستقطاب النوعي».

«الجزيرة» ومنابر الإرهاب القطرية

تحت عنوان «منابر الإرهاب»، أورد التقرير ما قاله عيسى خليفة السويدي من أن الدعم المادي والمعنوي، الذي تلقاه أعضاء التنظيم السري الهاربون إلى قطر، كان الدعم الإعلامي، حيث فتحت لهم قناة «الجزيرة» شاشاتها للظهور.

وتطرق عضو «شورى التنظيم الإرهابي» إلى استضافة قناة «الجزيرة» المشبوهة «الكثير من رجال الدين الذين يحضون على خراب بعض الدول، ومن ذلك استضافتها الدائمة ليوسف القرضاوي، الذي ساءني حديثه عن الإمارات».

وحذر السويدي من الفتاوى التي تروج عبر «الجزيرة» لعموم الناس، والتي لو ناقشها اثنان من العلماء لاختلفا فيها، وتتحدث عن جواز العمليات الانتحارية وقتل الآخرين، معلقاً بالقول «تصوروا لو تلقف هذا الكلام جاهل فمن الممكن أن يقتل أمه أو أباه. هذا عمل مشبوه وضار وخطير، والمصيبة الأكبر أن يقال عبر الإعلام ويتم تداوله عبر الإنترنت والهواتف المحمولة ويتم التراسل بهذه المقاطع وتمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعني أن الخطر صار أعظم وأعظم».

وأشار السويدي إلى منصة موقع «إسلام أون لاين» الذي وصفها بالمنصة التفاعلية ذات الإمكانات، والتي يديرها المدعو جاسم سلطان مسؤول تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في قطر.

وفي التفاصيل، أوضح عيسى خليفة السويدي، أن «عمل تنظيم الإخوان الإرهابي في الإمارات، مثله مثل بقية التنظيمات المتعلقة بالإخوان في العالم كله، مبني على السرية والكتمان والانضباط الإداري والهيكلي والتراتبية في العمل».

ونوه بأنه كان هناك مكتب تنفيذي ومجلس شورى ولجان واجتماعات «كلها سرية» وتتخذ قرارات في ما يتعلق بسير عمل «الجماعة» ولجانها، فيما كانت اللجان متعددة، فهناك لجان تربوية واجتماعية وإعلامية، وهناك جزء مختص بالنساء والشباب وميزانية تدعم هذا النشاط.

ميزانية التنظيم

ولفت إلى أن جل أموال هذه الميزانية يأتي من خلال اشتراكات أعضاء التنظيم، إضافة إلى تبرعات وهبات يتم جمعها من أفراد الجماعة وأقاربهم ومعارفهم، وإلى بعض الاستثمارات على هيئة عقارات أو مشاركة في شركات وأسهم بعضها مسجل بأسماء أفراد من أعضاء التنظيم، لأن التنظيم غير مرخص وأكبر واجهة للتنظيم هي «جمعية الإصلاح»، المنحلة بحكم القانون، وفروعها.

وقال السويدي «هذه كانت الواجهات الرئيسة لتنظيم الإخوان، الذي يطلق عليه أيضاً «دعوة الإصلاح»، لكنه يحمل فكر «الإخوان المسلمين الإرهابي»العالمي والمتعارف عليه. وأوضح أن التنظيم الإرهابي ينشط في استقطاب أفراد المجتمع بالمستويات كافة، غير أن هناك خصوصية لبعض الفئات وهو ما يطلق عليه «الاستقطاب النوعي»، ومن ذلك أبناء المسؤولين أو التجار أو أعيان القبائل المعروفة، الأمر الذي وصفه بأنه «استقطاب له ثقل أكثر داخل التنظيم»، مضيفاً أن «هناك عناية خاصة في عملية الاستقطاب وعملية التربية».

ونوه العضو السابق في التنظيم الإرهابي بأنه استمر مع «الجماعة» حتى تم توقيفه وإحالته إلى المحاكمة، موضحاً أن الجماعة، وقبل عملية التوقيف وتزامناً مع ما يسمى «ثورات الربيع العربي»، تحركت مع الموجة التي حدثت في بعض دول العالم العربي، فيما أصبح هناك جرأة في الحديث أو الخطاب خصوصاً مع دخول التواصل الاجتماعي كأداة لذلك، حيث أصبح الكل يكتب ويغرد ويعقب من دون انضباط.

المساس بالرموز

وفي هذا الصدد، أكد أن «كثيراً من الإخوان تكلم كلاماً غير مقبول يمس الدولة ورموزها، وكان ذلك جزءاً كبيراً من هذا المخطط أعدته لجان تشرف على هذا العمل الإلكتروني والعمل الإعلامي، صاحبه حديث مع المنظمات الحقوقية في العالم، بمساعدة أشخاص من خارج الدولة، ما يعني الدخول في المسألة المحلية البحتة».

وقال «صدر عليّ حكم، مثل أغلب أعضاء التنظيم، بالسجن لمدة 10 سنوات وأمضيت الآن تقريباً خمس سنوات ووضعي الآن طبيعي. عكس ما يثار كثيراً في وسائل إعلام من أن هناك معاملة سيئة للمسجونين وتعذيباً وضرباً وإيذاء».

وفي هذا الإطار، أعرب عن استغرابه لكل هذه الأمور وتداولها، جازماً بأنها غير حقيقية، منوهاً بأنه يتلقى العلاج داخل سجنه وسبق وأن تم تحويله إلى مستشفى مختص خارج السجن، مثل بقية المواطنين، وكان المراجعون مواطنين وفي المكان نفسه، مضيفاً «كما أن الطعام الموجود في السجن أفضل مما توقعت من حيث الجودة والتنوّع والكمية والنظافة. ولا أدري من أين يأتي الكلام عن سوء خدمات».

كما أشار إلى لقاءاته الدورية والمتواصلة بأهله عبر زيارات واتصالات هاتفية، جازماً بأن الحديث عن تعذيب أو شيء من هذا القبيل هو محض كذب، مضيفاً «لي خمس سنوات هنا. ما رأيت شيئاً من هذا أبداً».

كذب الجيدة

وعرج السويدي، في اعترافاته، على المدعو محمود عبدالرحمن الجيدة، أحد عناصر تنظيم الإخوان المسلمين القطري الإرهابي وأهم الداعمين الماليين للتنظيم، وهو قطري الجنسية. وقال «قضى معنا فترة نحو سنة ونصف السنة أو سنتين. وكان قريباً مني في السجن. وكان يتلقى الخدمات نفسها التي نتلقاها. وما رأينا في لحظة أنه تم تمييزنا، بالعكس كانت تقدم له كل الخدمات التي تقدم لنا من نظافة وزيارات واتصالات هاتفية وغيرها». وأضاف «بل كان يتميز علينا باستقباله سفير قطر لدى الدولة الذي كان يزوره في محبسه»، معرباً عن اعتقاده بأن هذا يفند كل الادعاءات التي قيلت بأن هناك معاملات سيئة له أو لغيره.

رحلة الغرق

وتحت عنوان «رحلة الغرق في دهاليز الظلام»، واصل التقرير سرد اعترافات السويدي، الذي قال إنه «قبل توقيفي مع بقية أعضاء التنظيم بعامين انتقلت للعمل في قطر وكان مجالي في التربية والتعليم، حيث أشرفت على مدارس خاصة».

وعلق على ذلك بالقول «معلوم في قطر اهتمام الإخوان المسلمين بقطاع التعليم، حيث كان هناك عدد لا بأس به من أعضاء التنظيم يعملون فيه. وهذا واضح من فلسفة الإخوان التربوية التي تهتم بالنشء الذين تعد المدارس والجامعات أكبر حاضنة لهم»، عازياً هذا الاهتمام إلى نشر الفكرة والتأثير على النشء ومن ثم استقطابهم لـ«الجماعة» عندما يصلون إلى السن المطلوبة.

وفي إشارة إلى مآرب النظام القطري من ذلك كله قال «قبل سنوات، تقريباً 20 سنة، بدأت علاقات الدوحة بإسرائيل، فيما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك قطر وزار (مدرسة الجزيرة) التي كانت مملوكة لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في تلك الفترة، ما يبين متانة العلاقة بين الطرفين».

وأضاف «في فترة وجودي في قطر، اتصل بي أحد المدانين في التنظيم السري طالباً استخدام شقتي الخاصة، وأعطيته المفتاح لاستخدامها لأكتشف بعدها أن سبب الطلب هو عقد لقاء تنظيمي بين تنظيم الإخوان في الإمارات، وتنظيم الإخوان في قطر».

وقال «صراحة، لا أستغرب عقد مثل هذا اللقاء لأن العلاقة موجودة بين التنظيمين وقديمة وحتى من خلال مؤسسة أكبر وهي التنسيق الخليجي، فالتنظيمات هذه كلها موجودة في هذه المؤسسة والعلاقة بينها قريبة وهناك الكثير من اللقاءات (متابعاً) تأكد لي، بعد اكتشافي، الأمر أنهم استغلوا وجودي في قطر لخدمة أغراض تنظيمية مثل اجتماعات وغيرها».

دورات تدريبية

وأضاف: «لم يقتصر دخول هذه الدورات على الذكور من الشباب خصوصاً من شباب الإخوان، حيث شهدنا حضور فتيات ومنهم المدعوة آلاء صديق، التي تحدثث عن أمور تتعلق بشأن التغيير داخل الإمارات وتدعو إلى تغيير النظام فيها، ما يؤكد حجم التفاعل مع مثل هذه الدورات».

وعرض التقرير الوثائقي، بالصوت والصورة، مداخلة للمدعوة آلاء صديق، وهي إحدى عضوات التنظيم السري الهاربات إلى الخارج خلال إحدى الدورات، توضح فيها «حاجتها إلى تحقيق ما سمته فكرة التغيير في أذهان الناس، ثم الانتقال إلى إقناعهم بمسألة كيف يتم تغيير أو إسقاط النظام».

وأعرب عضو التنظيم الإرهابي السابق عن استيائه الشديد لما سمعه ورآه من حملة إعلامية شعواء على دولة الإمارات بطريقة غير مسبوقة وحديث الكذب والافتراء والمبالغات، متسائلاً عن هدف مثل هذه الحملات، وكيف تسيء لدولة تعاملت مع قطر بطريقة مملوءة بالأخوة والخير والنعمة، منوهاً بما قدمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من دعم سياسي ومعنوي ومادي كبير لدولة قطر، الأمر الذي لا ينكره القطريون أنفسهم.

وفي السياق ذاته، أورد التقرير اعترافات ضابط المخابرات القطري، المدعو حمد علي محمد الحمادي، الذي أكد خلالها أن الإدارة الرقمية في المخابرات القطرية هي من أنشأت حسابي «بوعسكور» و«قناص الشمال»، وغيرهما من الحسابات التي تسيء لدولة الإمارات، ومهاجمة رموزها، وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد.

وعرج السويدي على التقارب القطري الإيراني الذي هو قنبلة موقوتة في المنطقة، موضحاً أن الدوحة استعانت بقوى خارجية ومنها طهران وتركيا، الأمر الذي أكد أن من شأنه ضررها وإبعادها أكثر عن منظومة مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً على المدى البعيد.

واختتم التقرير بكلمة وجهها الإخواني السابق، طلب خلالها من الحكومة القطرية الخروج من المتاهات التي وضعت نفسها فيها، ومن ثم العمل على حل أزمتها في أقرب فرصة ممكنة قبل أن تتفاقم.

تويتر