تركيا تحذّر من حرب أهلية جراء الاستفتاء حول استقلال «كردستان العراق»

فتح باب الترشح للوظائف العليا أمام العراقيين للخروج من المحاصصة السياسية

مستشفى تم تدميره خلال المعارك مع تنظيم «داعش» في الموصل. رويترز

أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، فتح باب الترشح أمام المواطنين للمناصب العليا في الدولة والهيئات المستقلة في مسعى للخروج من المحاصصة السياسية في هذا الإطار، فيما حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، من أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق المقرر في 25 سبتمبر يمكن أن يؤدي إلى «حرب أهلية».

وفي التفاصيل، قال العبادي في كلمة خلال الإعلان عن فتح باب الترشح للمناصب في بغداد، إن «الهيئات المستقلة يجب أن تخرج من المحاصصة فعلاً». وأضاف أنه «لا يمكن إقامة نظام سياسي دون تنظيم حزبي، وخطواتنا ليست ضد العمل الحزبي، لكن الخطأ هو تمدده إلى مؤسسات الدولة والتعيين على أساس الولاء الحزبي والشخصي». وتابع: «كمرحلة أولى سنعلن عن مجموعة هيئات مستقلة بموقع إلكتروني خاص، وسنفتح المجال أمام المواطنين الأكفاء، ونريد السير بخطوات صحيحة للإصلاح السياسي والاقتصادي، وهذه إحداها».

وتضم الدولة العراقية 25 هيئة مستقلة يرتبط بعضها بمجلس الوزراء والبعض الآخر بالبرلمان، أبرزها الهيئة المستقلة للانتخابات التي يطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإلغائها وإعادة تشكيلها بعيداً عن المحاصصة السياسية.

وتعدّ خطوة العبادي الأولى من نوعها في العراق منذ 14 عاماً، والتي اقتصر خلالها توزيع المناصب العليا وإدارة الهيئات المستقلة بعملية توافق على أساس طائفي بين الكتل السياسية الكبيرة.

من ناحية أخرى، حذر مولود تشاوش أوغلو، أمس، من أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق المقرر في 25 سبتمبر يمكن أن يؤدي إلى «حرب أهلية». وقال رداً على سؤال خلال مقابلة مع قناة «تي أر تي» العامة إن الاستفتاء في العراق «لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع» في هذا البلد الذي يواجه العديد من المشكلات، مضيفاً أن «هذا يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية».

وطالما اعتبرت أنقرة أن مشروع الاستفتاء «خطأ» ويشكل «تهديداً» لوحدة أراضي العراق، إلا أن المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان كردستان طارق جوهر، قال إنه ليست هناك مؤشرات إلى اندلاع حرب أهلية في المنطقة عند إجراء الاستفتاء.

وأضاف: «لا أعتقد باندلاع حرب أهلية، لأن هناك إرادة قوية من قبل جميع مكونات شعب كردستان في ممارسة حقه الديمقراطي». وتابع أن «هذا شأن داخلي لا يتعلق بدول الجوار، وإذا حسم الأمر بين بغداد وأربيل حول صيغة العلاقة سواء كانت فدرالية أو كونفدرالية أو حتى تأسيس دولة كردية فلن تكون هناك مشكلات». كما اعتبر أن ذلك «سيعزز أمن المنطقة وازدهارها الاقتصادي، كما أن دول الجوار ستستفيد أيضاً».

وختم جوهر: «خلال الـ25 عاماً الماضية كان إقليم كردستان عامل استقرار للمنطقة، وهناك علاقات تجارية جيدة مع إيران وتركيا، لذا ليس هناك أي مؤشر الى اندلاع حرب أهلية بعد إجراء الاستفتاء».

ميدانياً، أفاد مصدر أمني في قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر تنظيم «داعش» وقوات البيشمركة غرب القضاء، مشيراً إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» وإصابة خمسة آخرين على الأقل.

وفي مدينة بيجي شمال بغداد، قتل سبعة من قوات الأمن العراقية وأصيب آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقار أمنية شمال المدينة. وقال قائمقام بيجي، محمد محمود: «قتل سبعة وأصيب ستة من قوات الأمن بجروح في هجوم نفذه خمسة انتحاريين من (داعش)». وأوضح أن الانتحاريين كانوا «يرتدون أحزمة ناسفة وهاجموا فجراً مقرات لقوات الشرطة والجيش في حي المصافي شمال مدينة بيجي» التي تبعد 200 كيلومتر شمال بغداد.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، في بيان مقتصب «استشهاد سبعة وإصابة ستة آخرين بجروح من عناصر الأمن»، مشيراً أيضاً إلى «قتل خمسة إرهابيين انتحاريين» في الهجوم نفسه.

تويتر