ناقشوا دعم الدوحة للجماعات الإرهابية في البحرين

خبراء أمنيون ومحللون يُجمعون على رفض تدخل قطر في شؤون الدول العربية

تفجير قرية سترة جنوب المنامة فضح الدعم القطري للإرهاب بالبحرين. غيتي

أجمع خبراء أمنيون ومحللون سياسيون، على رفض التدخل القطري في الشؤون الداخلية للدول العربية، على خلفية ما أعلن عنه، أخيراً، من تمويل قطري مباشر للجماعات الإرهابية في البحرين.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد مبارك جمعة، في برنامج «ما وراء الخبر»، الذي يبث على تلفزيون البحرين، على كشف دعم قطر المالي للجماعات الإرهابية، بالقول إنه أمر مستفز جداً، فالمال الذي ينفق ليس له هدف سوى إهدار الدماء في البحرين، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية المتورطة، والتي تلقت تمويلاً من رجل أعمال قطري، تورطت في أعمال إرهابية من تفجير وقتل، وغير ذلك.

وأضاف أن جميع عناصر هذه الخلية، وحتى قبل عملية «سترة»، التي نجم عنها استشهاد رجلي أمن، كانوا يتلقون دعماً مالياً من قطر، وهو ما يؤكد أن البحرين مستهدفة من الجار القطري والسياسات القطرية، إضافة للاستهداف الإعلامي والسياسي والدبلوماسي وحتى الاجتماعي، حيث إننا نعلم حتى على مستوى الغاز القطري، أنها حاولت قطع الغاز عن البحرين، وعرقلت مساعي البحرين في تأمين أبسط احتياجاتها.

العميد الركن حسن الشهري: القيادة القطرية والنظام الإيراني، جزء من مشروع إرهابي في المنطقة.

وأكد أن ملف الإرهاب الذي تعانيه البحرين خطر جداً، وأكبر دليل على ذلك وجود أموال قطرية تتدفق إلى البحرين، دعماً لعناصر إرهابية من بينهم أعضاء في جمعية «الوفاق» المنحلة، وهو استكمال لما كشف عنه من اتصالات بين قيادات سياسية في قطر مع عناصر إرهابية في البحرين، وكشف علاقة تاجر قطري بالجماعات الإرهابية نفسها.

وأشار إلى أن أبناء البحرين يعرفون حجم التوغل والتورط القطري في البحرين، على مستوى ودعم الإرهاب، لكن المهم في الأمر هو أن يعرف الشعب القطري لماذا تتخذ البحرين هذا الموقف، ولماذا تتخذ شقيقاتها وحلفاؤها من دول مجلس التعاون والدول العربية هذه المواقف ضد السياسات القطرية، فقطر متورطة حتى النخاع في دعم الإرهاب.

وأكد ان هناك استهدافاً للبحرين من قبل السياسات القطرية على مختلف الصعد والنواحي، وهذا أمر لم يعد بمقدور البحرين أن تتحمله، وكان لابد من مجابهته من خلال الإجراءات التي اتخذت من قبل البحرين، وشقيقاتها في دول مجلس التعاون.

وأضاف أن «السياسات القطرية تقوم على عقيدة راسخة، هدفها ضرب اقتصاد البحرين وإزاحتها من المشهد الاقتصادي، كون البحرين تعتبر وجهة بالنسبة للاستثمارات العالمية، وبالذات في ما يتعلق بالبنوك، كذلك الأمر بالنسبة للإمارات من خلال التنظيم الإخواني، لكنها والحمدلله فشلت في ذلك».

وعن الأهداف القطرية في زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية، أشار جمعة إلى أن هناك أهدافاً اقتصادية كبرى، تسعى لها قطر من خلال محاولة زعزعة الجانب الاقتصادي والتجاري، في الدول التي حققت نجاحات في هذا المجال، وهناك أيضاً أطماع قطرية سياسية في عدد من العواصم العربية، من أجل السيطرة على جزء كبير من القرار، لكن كل ذلك فشل والحمدلله، وعلى قطر أن تدفع ثمن هذه السياسات التي قدمتها.

وأشار أن التدخلات القطرية وصلت إلى محاولة تشويه السجل الحقوقي في البحرين، وقلب الحقائق وتشويه كل النجاحات التي حققتها البحرين على سنوات عدة، ويمكن أن نرى ذلك من خلال لعبة الكراسي وتلاعب الأدوار بين قناة الجزيرة العربية والإنجليزية، حيث بذلت الجزيرة جهوداً كبيرة، كونها جزءاً من مشروع كبير، كانت البحرين أحد أهدافه.

وأوضح أن قطر، في المرحلة الحالية، تدفع ثمن سياستها التي قامت بها على مدى السنوات الماضية، وأن جذور المسألة تعود إلى ما قبل المرحلة الحالية، وحتى مرحلة الادعاءات القطرية في ما يتعلق بالحدود مع البحرين.

ولفت إلى أنه في المرحلة السابقة كان المشاهد البحريني والخليجي يوجه أنظاره للجانب الإيراني، باعتباره مصدراً للإرهاب في المنطقة، ولم يكن أحد ينتبه كثير إلى الدور والتمويل القطري للجماعات الإرهابية، المحسوبة على النظام الإيراني داخل البحرين، مشيراً إلى أن جميع هذه الأعمال، التي قامت بها قطر واستهدفت فيها أمن واستقرار البحرين وبقية دول المنطقة، تدفع اليوم قطر ثمنها، ومن الواضح أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لن تتراجع عن قرارتها ومطالبها المقدمة، إلا حينما تذعن قطر لهذه المطالب وتتوقف عن دعم هذه السياسات الإرهابية، وتتوقف عن كونها جزءاً من مشروع يستهدف المنطقة العربية. وأوضح أن البحرين صبرت كثيراً، ولم ترد أن تعلن عن هذه الأمور، لكنها اضطرت إلى ذلك اليوم، وسنرى دولاً تكشف عن الأوراق والأمور والسياسات التي وضعت قطر نفسها فيها أكثر فأكثر، مؤكداً أن العلاقات بين شعوب مجلس التعاون مع شعب قطر العزيز لا يمكن أن تتغير، وإن كان هناك احتقان سياسي بسبب الممارسات القطرية، لكن الشعب القطري جزء أصيل من الامتداد الجغرافي والسياسي والاستراتيجي لبقية الشعوب بمجلس التعاون الخليجي. وأشار جمعة إلى أن حل الأزمة لابد أن يكون من خلال البيت الخليجي والبيت العربي، مهما حاولت قطر التوجه غرباً أو شرقاً، ومهما أبرمت من اتفاقيات، ومهما أنفقت من أموال لصفقات شراء المواقف السياسية.

وفي مداخلة له عبر الأقمار الاصطناعية من الرياض، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي، العميد الركن حسن الشهري، أن ما تم من إجراءات من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب موجهة ضد السياسة القطرية، وليس ضد الشعب القطري، مشيراً أن البحرين ستبقى آمنة، يظللها الأمن والسلام والمحبة.

وحول الأسلوب الأنجع في محاربة الإرهاب، أشار الشهري إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، أدركت أن للإرهاب ركائز وتجب محاربته عسكرياً وفكرياً ومالياً وإعلامياً، ويجب تجفيف منابع تمويله ووقف دعم الكراهية والتطرف في قنوات الكراهية والتطرف والإرهاب في الدوحة.

وأوضح أن القيادة القطرية والنظام الإيراني جزء من مشروع إرهابي في المنطقة، وقد تم بتر هذا المشروع عام 2013- 2014، بعد أن تعهدت القيادة القطرية ووقعت على اتفاقي الرياض، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الشعوب الخليجية لم تكن مطلعة على تفاصيله، إلا أنه آن الأوان لتكون الأمور واضحة، فالموضوعات لا تتوقف على السياسة فقط، بل تنتقل إلى النظرة لهذه العصابة الموجودة في الدوحة. وقال إن ما تقوم به البحرين والسعودية والإمارات ومصر الآن، هو ترميم وإعادة جسور المودة والصداقة بين الشعوب وبين القيادات التي دمرتها قطر، إضافة إلى إعادة ترتيب البيت الخليجي والعربي بشكل أفضل.

وفي مداخلة عبر الهاتف من القاهرة، قدم الخبير الأمني المتخصص في الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب، أدلة على تورط قطر في مساندة ودعم الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر قامت بالتبرعات العشوائية غير الرسمية للجماعات الإرهابية.

وأضاف أن قطر دعمت جماعة الإخوان، حيث إنها تمثل الملاذ الآمن في مشروع خطر جداً.

واختتم مداخلته بتأكيد أن الأعمال الإرهابية في البحرين، هدفها تفتيت وتمزيق الوطن العربي، مؤكداً أن على السياسيين القطريين أن يعودوا إلى رشدهم، مشيراً إلى أن هذا المشهد الأليم، الذي يتسبب في تمزيق الوطن العربي والإسلامي، لن يتوقف إلا بالحزم الذي تبديه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتزام قطر التام بالمطالب الـ13.

تويتر