Emarat Alyoum

كبح جماح قطر ضروري لمواجهة الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط

التاريخ:: 13 أغسطس 2017
المصدر: ترجمة: مكي معمري عن «واشنطن تايمز»
كبح جماح قطر ضروري لمواجهة الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط

أعادت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أخيراً، التأكيد على ضرورة استجابة قطر لمطالبها الـ13 من أجل استعادة العلاقات ووضع حد للعقوبات المفروضة على الدوحة. وقال بيان مشترك صدر عن وزراء الخارجية في نهاية يوليو: «إننا نكرر أهمية امتثال قطر للمطالب الـ13 التي حددتها الدول الأربع».

• سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وكثيراً من المال وجيلاً جديداً لإصلاح الفوضى التي تسببت فيها قطر في منطقة الشرق الأوسط.

• لمواجهة التحالف الإيراني الروسي الجديد، يجب على واشنطن إنشاء سور عربي أميركي ضد التوسع الإيراني الذي يساعده ويحرضه الروس.

• تحالف الدول الخليجية الثلاث ومصر يلتزم بموقفه الأصلي؛ لأنه يرى أن هناك فرصة لإنهاء هذا التهديد الإرهابي المروع للأمن في الشرق الأوسط إلى الأبد.

• ظل الاستقرار في الشرق الأوسط مهدداً باستمرار، وذلك في جزء منه بسبب أنشطة النظام القطري من خلال دعم الدوحة لما يسمى «الربيع العربي»، وهو انتفاضة تشبه الدومينو أخذت طريقها عبر شمال إفريقيا إلى سورية، ابتداء من نهاية عام 2010، وتسببت في موجة من الموت وفقدان الثروة لم يسبق لها مثيل منذ الحروب الكبرى في القرن العشرين.

وقد حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التوسط في النزاع والالتزام «بالمبادئ الستة» التي وضعت خلال رحلته الأخيرة إلى المنطقة بعد اندلاع النزاع. ومع ذلك، فإن الموقف القطري في تدهور مستمر.

وتقول «بلومبيرغ» إن البنوك القطرية على وشك الانهيار مع تناقص الموارد. ولعل تحالف الدول الخليجية الثلاث ومصر يلتزم بموقفه الأصلي، لأنه يرى أن هناك فرصة لإنهاء هذا التهديد الإرهابي المروع للأمن في الشرق الأوسط إلى الأبد.

الفراغ الذي خلفته إدارة أوباما، والذي سحب معظم القوات الأميركية من العراق وغالبية القوات من أفغانستان، تم ملؤه بسرعة من قبل المقاتلين من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي تلك الأثناء، أسهمت قطر في زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين وهي حركة متطرفة. وقد ألقى هذا الواقع أعباء على الجيش الأميركي، وأدى إلى المزيد من الوفيات الأميركية والعسكرية والمدنية. واستفادت روسيا وإيران من ثيوقراطية دينية مذهبية.

واليوم، تعمل الميليشيات الموالية لإيران، مثل «حزب الله»، بحرية من مدينة قُم إلى البحر الأبيض المتوسط، في العراق وسورية ولبنان. لقد اجتمع قادة حركة (حماس)، أخيراً، مع القادة الإيرانيين، وهؤلاء بالتأكيد لم يتحدثوا عن تبني الأيتام، بل ربما أدت سياساتهم إلى المزيد من الأيتام. وتتلقى طهران وحلفاؤها الدعم بفضل الأسلحة الروسية الفعالة والمميتة، بشكل متزايد، مثل صواريخ «إس - 300» المضادة للطائرات، ما يجعل مهمة تدمير المنشآت النووية الإيرانية لصنع القنابل أكثر صعوبة.

ومع ذلك، فإن إيران ليست وحدها. إن قطر تؤوي وتمول المتطرفين من جميع أنحاء العالم، وليس الشرق الأوسط فحسب؛ إذ أعطت شبكة الجزيرة التلفزيونية لدعاة التطرف القدرة على نشر الكراهية والتحريض على العنف في جميع أنحاء العالم الإسلامي والغربي.

لا يمكن لهذا النهج أن يستمر

وفي جلسة استماع عقدها «الكونغرس» أخيراً، أوضح الدكتور ماثيو ليفيت، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو مسؤول سابق في وزارة الخزانة في إدارة بوش، مخاطر الدعم المالي السخي الذي تقدمه قطر للإرهابيين والمتشددين، فضلاً عن إيوائهم على أراضيها. وقال ليفيت في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في 26 يوليو: «انتقدت الولايات المتحدة الحكومة القطرية منذ فترة طويلة بسبب سياساتها المضادة لمكافحة الإرهاب، خصوصاً أوجه القصور في ما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة تمويل الإرهاب،» متابعاً: «في السنوات الأخيرة استقبلت الدوحة قادة من (حماس) و(الإخوان المسلمين) وحركة (طالبان)، كما وفرت منصة للقادة المتطرفين لنشر أيديولوجياتهم من خلال برامج على قناة الجزيرة».

لقد ظل الاستقرار في الشرق الأوسط مهدداً باستمرار، وذلك في جزء منه بسبب أنشطة النظام القطري. من خلال الدعم القطري لما يسمى «الربيع العربي»، وهو انتفاضة تشبه الدومينو أخذت طريقها عبر شمال إفريقيا إلى سورية، ابتداء من نهاية عام 2010، وتسببت في موجة من الموت وفقدان الثروة لم يسبق لها مثيل منذ الحروب الكبرى في القرن العشرين.

شتاء متطرف

تحول ما يسمى «الربيع العربي» بسرعة إلى شتاء متطرف، حيث مكنت قطر جماعة الإخوان من الاستيلاء على السلطة في مصر، وحاولت فعل ذلك في كل من ليبيا وسورية، مع نتائج كارثية. يمكن أن يلقى اللوم في كل هذا الوضع من عدم الاستقرار والدمار مباشرة على أسرة آل ثاني الحاكمة في الدوحة: الشيخ حمد الذي حكم حتى عام 2013، ثم تنازل لابنه تميم، الذي واصل سياسة مزدوجة: «الصداقة» مع الولايات المتحدة مع دعم أعدائها: إيران و«الإخوان» و«حماس» و«طالبان».

سوف يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وكثيراً من المال وجيلاً جديداً لإصلاح الفوضى التي تسببت فيها هذه الإمارة الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط. أخشى أن يكون جيل كامل قد سقط في أيديولوجية التطرف والقتل الذي تحرض عليه. ومع ذلك، قبل البدء في عملية الشفاء، يجب أن يكون هناك جهد لتطهير العالم العربي والإسلامي من فيروس التطرف العنيف الذي تنشره قطر. يجب وقف الدعم القطري للمتطرفين في جميع المجالات

إن سحب المقبس على برمجة الكراهية العقلية التي تنبعث من قناة الجزيرة هو نقطة جيدة للبدء. هناك حاجة إلى مشاركة صحية ودعم شعبي للإصلاحات في المنطقة، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث حتى يتم تجفيف مصادر التمويل للمتطرفين في جميع المجالات. ويجب أن ينتهي غض الطرف عن تمويل الإرهاب.

إن التحالف الشرير بين موسكو وطهران ودمشق في الشرق الأوسط هو حقيقة مريرة. في حين أن فقدان القدرة الأميركية على تقدير موازين القوة في المنطقة هو واقع أكثر مرارة. التضحيات المأساوية التي يمكن تجنبها تماماً في صفوف الجنود وأموال الأميركيين تعد كلفة مروعة لا يمكن استردادها. ومع ذلك، هناك خطوات ملموسة يمكن اتخاذها لدفع أميركا وحلفائها واستقرارها في المنطقة إلى الأمام.

سياسة الاسترضاء

لمواجهة هذا التحالف الإيراني الروسي الجديد يجب على واشنطن إنشاء سور عربي أميركي ضد التوسع الإيراني الذي يساعده ويحرضه الروس. وعلينا أن نصلح الأسوار مع حلفائنا في الخليج، التي مزقتها سياسة استرضاء طهران في عهد أوباما، والتي ساعدت الإرهاب الإيراني والقطري.

وقد بدأت إدارة ترامب في زيادة الضغط على إيران من خلال العقوبات، على الرغم من إقرار وزارة الخارجية «خطة العمل الشاملة المشتركة»، التي تعرف أيضاً بـ«الاتفاق النووي الإيراني» المدمر، وهذه بداية جيدة.

ومع ذلك، فإن ما لفت انتباه إيران حقاً هو اتفاق الأسلحة الهائل الذي وقعته واشنطن أخيراً مع المملكة العربية السعودية. يجب على البيت الأبيض أن يواصل تعزيز فكرة أن أميركا ستقف مع حلفائها الخليجيين ضد طهران، من خلال تعزيز دفاعاتهم وحماية المصالح الأميركية، عسكرياً إذا لزم الأمر.

وقد خلقت الولايات المتحدة «وحشاً» في طهران من خلال السماح بتطوير الأسلحة النووية والصاروخية الإيرانية، وتوفير التمويل الذي يستخدم الآن لشراء الأسلحة. كما اتفقت واشنطن على دعم الإرهاب القطري لفترة طويلة جداً. ولذلك، يجب علينا أن نحمي حلفاءنا من العواقب، بما في ذلك إعادة قطر إلى الصف.

تود وود كاتب في صحف عدة ومحلل مالي وهو خريج أكاديمية القوات الجوية الأميركية.