رئيس الوزراء المصري يُشكل لجنة للتحقيق في الحادث

36 قتيلاً وعشرات المصابين في تصادم قطارين بالإسكندرية

أعلنت وزارة الصحة المصرية أن 37 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب 123 آخرون، أمس، جراء تصادم قطارين للركاب بمدينة الإسكندرية الساحلية، حيث أمر رئيس الوزراء شريف إسماعيل، بتشكيل لجنة فنية من المتخصصين بوزارة النقل للتحقيق في ملابسات حادث التصادم، في حين رجحت مصادر أمنية أن يكون الحادث قد نجم عن خطأ في تحويل مسارات القطارات.

• 75 عربة إسعاف شاركت في نقل المصابين إلى مستشفيات عامة ومستشفيات تابعة للشرطة والجيش في الإسكندرية.

• الحادث تسبب في انقلاب جرار القطار القادم من القاهرة وعربتين من مؤخرة القطار القادم من بورسعيد.

وتفصيلاً، قالت هيئة السكك الحديدية، إن الحادث وقع عقب صلاة الجمعة أمس، عندما اصطدم قطار «رقم 13» إكسبريس (القاهرة - الإسكندرية) بمؤخرة قطار «رقم 571» (بورسعيد - الإسكندرية) بالقرب من محطة خورشيد بالإسكندرية على خط (القاهرة - الإسكندرية). وأضافت أن الحادث تسبب في انقلاب جرار القطار القادم من القاهرة وعربتين من مؤخرة قطار بورسعيد.

وقالت وزارة الصحة إن 75 عربة إسعاف شاركت في نقل المصابين إلى مستشفيات عامة ومستشفيات تابعة للشرطة والجيش في الإسكندرية.

وأمر رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، أمس، بتشكيل لجنة فنية من المتخصصين بوزارة النقل للتحقيق في ملابسات حادث تصادم القطارين بالإسكندرية، لبيان سبب الحادث.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، إن غرفة العمليات التي تم تشكيلها تواصل متابعة تطورات الحادث والتأكد من توافر الاحتياجات العلاجية كافة للمصابين.

ولفت البيان إلى أن وزيري الصحة والنقل توجها إلى مكان الحادث للإشراف على عمليات علاج المصابين، وإعادة حركة القطارات بعد رفع مخلفات الحادث. وأكد رئيس الوزراء رفع درجة الاستعداد في مستشفيات الإسكندرية لاستقبال مصابي تصادم القطارين.

ولم يعرف على الفور سبب الحادث، لكن مصادر أمنية رجحت أن يكون الحادث قد نجم عن خطأ في تحويل مسارات القطارات. ونقل التلفزيون الحكومي المصري عن مصادر في هيئة السكك الحديدية المصرية، أن الحادث نجم عن «عطل فني وقع بأحد القطارين». وقالت وسائل إعلام رسمية إن النائب العام نبيل صادق أمر بفتح تحقيق عاجل للوقوف على الأسباب.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي عشرات الأشخاص يتجمعون حول عربات القطارين المحطمة وجثث مغطاة على الأرض.

وحسب «العربية نت» أكد محافظ الإسكندرية محمد سلطان، أن سبب وقوع حادث تصادم قطاري الإسكندرية، هو إصدار إشارة خاطئة من سيمافور (إشارة السكة الحديد)، أصدرها العامل المختص وأسفرت عن سير القطار المتحرك على قضبان «المتوقف» نفسه، وتسبب في وقوع الحادث.

وكشفت مصادر مسؤولة بالسكة الحديد عن أن القطار رقم 571 القادم من بورسعيد كان متوقفاً بالخط الطوالي بمحطة خورشيد على مدخل الإسكندرية بسبب حدوث عطل فني به أثناء رحلته، قبل أن يأتي القطار الآخر رقم 13 القادم من القاهرة ويصطدم به من الخلف بقوة، ما أدى إلى انقلابه من على شريط السكة الحديد، مرجعة التصادم إلى تجاوز سائق القطار رقم 13 للسرعة المقررة، حسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية.

وقالت المصادر إن سائق القطار رقم 13 تجاوز سرعة القطار رقم 571، رغم أنه كان من المفترض أن يتوقف قبل القطار الآخر المتعطل بما لا يقل عن 600 متر على الأقل وفقاً للائحة التشغيل، إلا أن تجاوزه للسرعة أدى للتصادم وعدم قدرته على التوقف. وأضافت المصادر أن تحقيقات اللجنة الفنية المشكلة ستبين إن كان سائق القطار رقم 13 أغلق جهاز «ايه تي سي» المسؤول عن التحكم في مسيرة القطارات أم لا، مشيرة إلى أن تحليل بيانات شريط جهاز التحكم بالقطار سيحدد أسباب الحادث، بشكل تفصيلي وآخر الأوامر التي اتخذها السائق.

يذكر أن قائد القطار القادم من الخلف (القاهرة) لقي حتفه في الحادث، وتم إلقاء القبض على الآخر (قائد القطار القادم من بورسعيد).

وقال مؤمن يوسف وهو أحد الناجين من الحادث «القطار الذي كنت استقله كان يسير بسرعة كبيرة، كنت أجلس في العربة الثانية، والتصادم وقع في العربات الأخيرة».

وتتكرر حوادث القطارات في مصر بسبب تقادم القطارات وقلة صيانة السكك الحديد وضعف المراقبة. وتقع حوادث قاتلة بين قطارات وسيارات أو حافلات تعبر تقاطعات السكة الحديد. وفي سبتمبر الماضي قُتل خمسة أشخاص، وأصيب 27 آخرون في حادث خروج قطار ركاب عن مساره بالقرب من القاهرة.

ووقع 1234 حادث قطار بمصر في عام 2015، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي.

وكان الحادث الأسوأ في تاريخ السكك الحديد في مصر وقع في فبراير 2002، حين أدى حريق اندلع في قطار كان متجهاً من القاهرة إلى جنوب مصر إلى مقتل نحو 370 شخصاً.

تويتر