محمد بن زايد استقبل مبعوث وزير الخارجية الأميركي.. وشكري ربط الانفراج بامتثال الدوحة للمطالب

الإمارات والسعودية تشيدان برفــض «إيكاو» تسييس قطر أزمتها مع الملاحة الجـوية

صورة

أصدر مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) قراراته، حيال الشكوى المقدمة من قطر تجاه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وأشادت الإمارات والسعودية بالقرارات، فيما استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في قصر الشاطئ اللواء متقاعد أنتوني تشارلز زيني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية الأميركي، الذي يقوم بجولة في المنطقة، بينما أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن انفراج الأزمة مع قطر مرهون بامتثال الدوحة لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

مجلس منظمة «إيكاو» أعرب عن تقديره للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لما أبدته من روح التعاون أثناء الجلسة الاستثنائية.

وفي التفاصيل، أشار بيان «إيكاو» إلى أن مجلس المنظمة أُحيط علماً بفحوى الشكوى القطرية، وبرد الدول المعنية عليها، واستمع إلى الأمانة العامة بشأن تدفق الحركة فوق المياه الدولية، وأقر المجلس بوجود مسائل سياسية، تنبغي على الدول المعنية معالجتها في المحافل الدولية المناسبة، بعيداً عن منظمة إيكاو.

وتعليقاً على قرارات المنظمة، قال كلٌّ من مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني السعودي، عبدالحكيم بن محمد التميمي، إن «هذه القرارات تؤكد حيادية المنظمة، وتمسكها بدورها الذي أسست من أجله؛ وهو الحفاظ على سلامة الطيران المدني في جميع أنحاء العالم».

وثمن السويدي والتميمي امتناع المنظمة، ومجلسها الموقر، عن الخوض في الأمور السياسية؛ حيث أكد الأعضاء أن مناقشتها تكون في المحافل المتخصصة، بل أكد رئيس مجلس المنظمة، خلال ترؤسه الجلسة، أن نيويورك تبعد ساعة فقط عن مونتريال؛ في إشارة إلى مقر الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، أعرب المجلس في قراراته عن تقديره للأمانة العامة والدول المعنية، لإعداد ترتيبات الطوارئ في منطقة الخليج، وطلب من الأمانة العامة مواصلة التنسيق مع الدول المعنية والمجاورة، لضمان سرعة تنفيذ ترتيبات الطوارئ.

وفِي هذا الصدد، أوضح السويدي والتميمي، حول ما ورد عن ممرات الطوارئ، أن أعضاء المجلس أثنوا على الخطوات التي قامت بها الدول الأربع، من فتح مسارات طوارئ جديدة، تساعد في انسيابية الحركة الجوية فوق أعالي البحار، مؤكدين أن ممرات الطوارئ هي ممرات مؤقتة، يتم تأسيسها في الحالات الاستثنائية، وعند ارتفاع الحركة الجوية في منطقة محدودة المساحة. وشددا على أن أجواء الإمارات السيادية لاتزال مغلقة، أمام الطائرات المسجلة بقطر. كما رحب المجلس، في قراراته، بالتزام الدول المعنية بمواصلة المشاورات الفنية، تحت مظلة «إيكاو»، لضمان تطبيق الحلول الفنية المثلى، وطلب من الأمانة العامة تقديم معلومات بشكل منتظم، ورفع تقرير محدث لنظر المجلس في دورته المقبلة.

وحث المجلس جميع الدول الأعضاء في «إيكاو» على مواصلة التعاون، لتعزيز سلامة الطيران المدني الدولي وأمنه وكفاءته واستدامته، وأعرب عن تقديره للدول الأربع لما أبدته من روح التعاون، أثناء الجلسة الاستثنائية.

إلى ذلك، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في قصر الشاطئ اللواء متقاعد أنتوني تشارلز زيني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية الأميركي، الذي يقوم بجولة في المنطقة.

حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، علي بن حماد الشامسي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، خلدون خليفة المبارك، وسفير الدولة لدى الولايات المتحدة، يوسف مانع العتيبة، ووكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، محمد مبارك المزروعي.

كما حضرت اللقاء سفيرة الولايات المتحدة، باربارا أ.ليف، والوفد المرافق للمسؤول الأميركي. وفي وقت لاحق، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن انفراج الأزمة مع قطر مرهون بامتثال الدوحة لمطالب الدول الأربع، الداعية لمكافحة الإرهاب.

جاء ذلك، خلال لقائه أمس في القاهرة مبعوث وزير الخارجية الأميركي لأزمة قطر، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الخليج، تيم ليندركينغ، والوفد المرافق لهما، وذلك في إطار جولتهما الحالية في عدد من دول المنطقة، لبحث مستجدات الأزمة وسبل حلها.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، بأن الوزير سامح شكري طرح، خلال اللقاء، كل الشواغل المصرية، حيال استمرار الدور السلبي الذي تقوم به قطر في رعاية الإرهاب والتطرف، عبر توفير التمويل والملاذ الآمن للإرهابيين، ونشر خطاب الكراهية والتحريض، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، بما يهدد الأمن الإقليمي العربي، والسلم والأمن الدوليين.

ولفت إلى أن الوزير شكري استمع، من المبعوث الأميركي، لنتائج اللقاءات التي أجراها مع قيادات ومسؤولي الدول الخليجية، التي زارها خلال جولته، وتقييم جهود المساعي الحميدة، التي يبذلها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لحل الأزمة.

وأكد وزير الخارجية المصري، خلال اللقاء، التضامن والتنسيق الوثيق بين الدول العربية الأربع، والتوافق في ما بينها حيال ضرورة تنفيذ قطر قائمة المطالب الـ13 التي قدمت إليها، والالتزام بالمبادئ الستة الحاكمة لها، والتي تتسق مع القانون الدولي، وفقاً لما تم التأكيد عليه في اجتماعي القاهرة والمنامة.

وذكر المتحدث أن الوزير شكري أشار إلى ما أظهرته الدول الأربع من جدية في التعامل مع الأزمة، عبر الإعراب عن استعدادها للحوار مع قطر، شريطة تنفيذ الدوحة كل التزاماتها في مكافحة الإرهاب، ووقف سياساتها الهدامة في المنطقة، مشدداً على أن العبء الآن يقع على قطر لإثبات حسن النيات، والبدء في معالجة جذور المشكلة.

من جهته، أعرب الجانب الأميركي عن تطلعه لحدوث انفراجة في الأزمة، خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً استمرار دعم الولايات المتحدة لجهود الوساطة الكويتية، وحرصها على التواصل مع جميع الأطراف.

تويتر