وزراء الخارجية العرب يطالبون مجلس الأمن بإلزام الاحتلال بوقف اعتداءاته بالقدس

إسرائيل تغلق «الأقصى» وتسمح بالخروج فقط.. وأبوالغيط يتهمها بإثارة «حرب دينية»

سلطان الجابر ترأس وفد الدولة خلال اجتماع المجلس الوزاري بالجامعة العربية. وام

أغلقت القوات الإسرائيلية أبواب المسجد الأقصى، أمس، وسمحت بالخروج منه فقط، على خلفية مواجهات مع فلسطينيين، أصيب خلالها العشرات في ساحات الحرم القدسي، فيما دعا «مجلس جامعة الدول العربية»، على مستوى وزراء الخارجية العرب، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن محاولة إسرائيل فرض سيادتها على الحرم القدسي من شأنها «إشعال فتيل حرب دينية».

وفي التفاصيل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن 96 إصابة على الأقل في صفوف الفلسطينيين، تنوعت بين كسور وكدمات، نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي، وإصابات أخرى جراء غاز الفلفل وقنابل الصوت.

ووقعت المواجهات بالتزامن مع دخول المصلين لأداء صلاة العصر بالمسجد، بعد رفع السلطات الإسرائيلية الإجراءات الأمنية كافة، التي فرضتها حوله. واقتحمت القوات الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت، واستخدمت الرصاص المطاطي لمواجهة الفلسطينيين.

وأنزلت قوات إسرائيلية علماً فلسطينياً، رفع فوق المسجد الأقصى.

ودخل عشرات الآلاف من الفلسطينيين المسجد الأقصى، أمس، لأول مرة منذ أسبوعين، لأداء صلاة العصر، بعدما فتحت قوات الأمن الإسرائيلية باب حطة.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على الفلسطينيين كإجراء انتقامي، جراء إجبارهم سلطات الاحتلال على الخضوع، وإزالة كل الأجهزة الإلكترونية والكاميرات الذكية والجسور عن الأبواب.

وفي وقت سابق، أمس، رحبت السعودية والإمارات بخطوة وقف الإجراءات كافة، التي فرضتها إسرائيل في الحرم القدسي، ما مهد لإنهاء أزمة استمرت قرابة الأسبوعين في القدس المحتلة.

وفي بيان سعودي، ذكر الديوان الملكي أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أجرى اتصالاته بالعديد من زعماء العالم والقيادة الأميركية، لبذل المساعي لعدم إغلاق المسجد الأقصى، وإلغاء القيود المفروضة على المصلين، وقد تكللت الجهود بالنجاح.

وأضاف البيان أن «المملكة تؤكد حق المسلمين بالمسجد الأقصى في أداء عباداتهم فيه بكل يسر واطمئنان، وخادم الحرمين يؤكد وجوب إعادة الهدوء في الحرم المقدسي وما حوله واحترام قدسية المكان».

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجهود العاهل السعودي الملك سلمان، التي «تكللت بالنجاح، وأدت إلى إنهاء القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك».

وقال الشيخ محمد بن زايد إن «هذه الجهود تؤكد المسؤولية التاريخية، والدور المركزي للمملكة وعملها الدؤوب في خدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها الدائم والمستمر على الحفاظ على مكانة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين». وشدد سموه على «مسؤولية المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة العودة مجددا للتبني التام والكامل لمبادرة السلام العربية».

من جانبه، دعا «مجلس جامعة الدول العربية»، على مستوى وزراء الخارجية العرب، أمس، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، بما فيها قرارات رقم 476 و478 «1980» و2334 «2016». وطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، بوقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية والمسجد الأقصى، والتي تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية.

كما دعا مجلس الجامعة، في ختام اجتماعه الطارئ، أمس، برئاسة وزير الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل، والذي خصص لبحث الانتهاكات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى والقدس الشريف، جميع الدول إلى تنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، والتي أكدت أن المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، موقع إسلامي مخصص للعبادة، وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمي الثقافي.

وأدان الاعتداءات والتدابير الإسرائيلية غير القانونية، في مدينة القدس والمسجد الأقصى، ودعا الإدارة الأميركية إلى مواصلة جهودها لاستعادة الأمن، وإنهاء التوتر على أسس تضمن أمن المقدسات وحمايتها واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم، وإلغاء إجراءات إسرائيل الأحادية في المسجد الأقصى كلياً وفورياً، والتأكيد على أنه وفي حال عدم حل الأزمة من جذورها ستبقى الأمور مرشحة للانفجار في أي وقت.

وكلف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في نيويورك، ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري، من أجل كشف المخططات الإسرائيلية، الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك.

ودعوا جميع الدول والمنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني، إلى توفير التمويل وتنفيذ المشروعات التنموية الخاصة بالقطاعات الحيوية في القدس، بهدف إنقاذ المدينة وحماية مقدساتها وتعزيز صمود أهلها، من خلال زيادة رأسمال صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار أميركي، تنفيذاً لقرار القمة العربية الأخيرة في الأردن.

وطلب وزراء الخارجية العرب إلى الأمين العام للجامعة متابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن، إلى الدورة المقبلة للمجلس.

وقرر الوزراء الإبقاء على مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية، بحق المسجد الأقصى المبارك. وأشاد مجلس الجامعة بالاتصالات والجهود، التي بذلها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لحماية المسجد الأقصى (الحرم القدسي الشريف).

وشدد الوزراء على الدعم والمساندة الكاملين لصمود الشعب الفلسطيني، ومؤسساته في مدينة القدس المحتلة، ودفاعهم عن المدينة والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.

وكلف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في نيويورك ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية، بالتحرك الفوري لكشف المخططات الإسرائيلية، الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك.

وأدان وزراء الخارجية العرب بأشد العبارات الخطط والسياسات الإسرائيلية، الهادفة إلى تهويد مدينة القدس المحتلة، وتشويه طابعها العربي والإسلامي، وتغيير تركيبتها السكانية. وكان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، قد أكد خلال الاجتماع أن «رسالتنا واضحة لا لبس فيها، وهي أن القدس خط أحمر، لن نسمح بتجاوزه». وحذر من أن هذه الممارسات الإسرائيلية من شأنها أن تشعل حرباً دينية. وأكدت الإمارات إدانتها واستنكارها الشديدين للإجراءات والممارسات التي اتخذتها إسرائيل، أخيراً، في المسجد الأقصى المبارك، باعتبار ذلك سابقة خطيرة وعدواناً على المقدسات وحقوق وحرية ممارسة الشعائر الدينية. وحذرت من تداعيات مثل هذا العمل الخطير على تقويض الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام. جاء ذلك في كلمة وزير الدولة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، خلال ترؤسه وفد الإمارات في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة.

تويتر