في دفاعها عن القناة الإخبارية

«نيويورك تايمز».. «ناطق رسمي» باسم «الجزيرة»

صورة

أصبحت صحيفة نيويورك تايمز كأنها الناطقة الرسمية الجديدة بلسان قناة الجزيرة، تلك القناة الإعلامية المملوكة لدولة قطر، والتي يستخدمها النظام القطري نافذة، يطل عبرها متطرفوه.

ففي مقال نشرته هيئة تحرير صحيفة التايمز، تعترض هذه الصحيفة المرموقة على محاولات خمس دول، هي: السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر، واليمن، على ما تراه «تكميماً لفم المحطة الإخبارية، التي تمولها الدولة».

ويعود هذا المطلب، الذي يعد أحد 13 مطلباً لدول الخليج، إلى دعم قطر للإرهاب، ودور قناة الجزيرة في هذا المشروع. فعلى مدى العقود الماضية، ضخت قطر مئات الملايين من الدولارات لصالح حركة (حماس)، وهي منظمة تابعة لـ«الإخوان المسلمين» في غزة. وفي مارس من هذا العام، كشف زعيم «حماس» السابق، خالد مشعل، عن ميثاق «حماس» الجديد في فندق شيراتون الدوحة. وفي فبراير الماضي، أرسلت قطر 100 مليون دولار إلى غزة، كجزء من حزمة بقيمة مليار دولار، وعدت بها قطر هذا الكيان، الذي يدير الإرهاب.

ومن المعروف أن الأموال المرسلة إلى «حماس»، والمخصصة ظاهرياً لإعادة بناء ما دمرته الحرب، تستخدم لتمويل الإرهاب. و«حماس» ليست المستفيد الوحيد من هبات الإرهاب في قطر. ويطلق على البلاد «كلوب ميد» لتمويل الإرهاب، وهي شركة فرنسية رائدة في مجال الإجازات، ويطلق عليها أيضاً «الدولة ذات الوجهين في العالم»، لدورها في تمويل الإرهاب العالمي.

• يطلق على قطر لقب (كلوب ميد) لتمويل الإرهاب، وهي شركة فرنسية رائدة في مجال الإجازات، ويطلق عليها أيضاً (الدولة ذات الوجهين في العالم)، لدورها في تمويل الإرهاب العالمي.

وتعد قناة الجزيرة بمثابة الصوت الدولي للحكومة القطرية. وعلى سبيل المثال، وفرت الشبكة الكثير من الزخم والدعم في سبيل «اختطاف» جماعة «الإخوان المسلمين» لـ«الربيع العربي» في مصر عام 2011. وخلال فترة تولي الرئيس المصري المخلوع، محمد مرسي (المنتمي للإخوان المسلمين)، وفرت له قناة الجزيرة منصة دولية.

وعلى أثر إطاحته، بسبب انتهاكاته الجسيمة للسلطة وحقوق الإنسان، استقال 22 صحافياً، يعملون لدى قناة الجزيرة في مصر، بعد أن طلب منهم رؤساؤهم القطريون دعم جماعة «الإخوان المسلمين».

أحد الصحافيين السابقين في قناة الجزيرة في مصر، وهو محمد فهمي، الذي قضى فترة السجن في مصر بتهم الإرهاب للعمل في المحطة القطرية، يقاضي الآن أصحاب عمله السابقين. وقال فهمي، في مقابلة له مع موقع بلومبيرغ دوت كوم: «كلما زاد تنسيق الشبكة، واتخذت توجيهات من الحكومة، كلما أصبحت الناطقة باسم المخابرات القطرية»، ويضيف: «هناك العديد من القنوات المنحازة، لكن انحياز الجزيرة تجاوز الحدود، فقد أصبحت الآن صوتاً للإرهابيين».

ويتم تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» مع الجماعة الإسلامية الباكستانية، باعتبارهما الأبوين الشرعيين للإسلاموية الحديثة. ويعتبر عبدالله عزام، وهو عضو في جماعة «الإخوان المسلمين»، معلم زعيم «القاعدة» السابق، أسامة بن لادن.

وترى صحيفة «التايمز» أن الحملة ضد قناة الجزيرة قد تعطي انطباعاً بمحاربة الحرية في المنطقة. ومع ذلك، وفي ما يمكن اعتباره استعراضاً غريباً للنزاهة الصحافية، أشارت الصحيفة إلى أن الشبكة ممولة من الدولة، لكن «التقارير المهمة عن قطر أو أفراد العائلة المالكة في قطر لا يمكن التسامح معها على المحطة». ومع ذلك، ربما غاب على «التايمز» استضافة قناة الجزيرة لحفلة عيد ميلاد الإرهابي اللبناني سمير القنطار.

وقدمت قناة الجزيرة احتفالية كبيرة، حيث عرضت صورة ضخمة للقنطار مع العديد من الإرهابيين، بمن فيهم زعيم «حزب الله»، حسن نصر الله.

ومن المؤسف في عالمنا القويم سياسياً، أن تكون معاييرنا الأخلاقية - في كثير من الأحيان - هي المعايير نفسها للزعيم النازي، أدولف هتلر، وحزبه النازي. ومع ذلك، علينا أن نتساءل في هذه الحالة، ما إذا كان النازيون قد استخدموا، خلال الحرب العالمية الثانية، ذراعاً إعلامية يسيطر عليها هتلر لبث رسالتهم، فهل كانت صحيفة نيويورك تايمز ستدافع عن ذلك تحت ذريعة حرية التعبير، و«تقديم وجهة نظر فريدة من نوعها» لألمانيا؟ هل كانت صحيفة التايمز ستقول إنه باستثناء أن انتقاد هتلر غير مسموح به على القناة، فإن المحطة تحرص على «المعايير الصحافية الدولية»؟.

أو للأسف، هل كان من المفترض أن نستنتج من دفاع «التايمز» عن «المعايير الصحافية» لـ«الجزيرة»، أن تلك هي المعايير نفسها، التي تلتزم بها هي نفسها؟

ميرا سفرسكي - مؤلفة بمشروع كلاريون بروجيكت

تويتر