صفقة «إف 15» لن تؤثر على موقفه من تجفيف منابع التطرف

ترامب لن يتراجع عن ردع قطر عن دعم الإرهاب

صورة أرشيفية لمقاتلات «إف 15». أرشيفية

وقعت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» على صفقة لبيع مقاتلات من «طراز إف 15» بقيمة 12 مليار دولار إلى قطر. وتزعم بعض المصادر أن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، التقى مع ممثلين عن قطر للتوقيع على الاتفاق يوم 14 يونيو. وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن الصفقة تتعلق بـ32 طائرة يتم تصنيعها أساساً من قبل شركة بوينغ.

هذا على الرغم من بيان للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التاسع من يونيو، ذكر فيه أن قطر هي راعية «رفيعة المستوى» للإرهاب. وقال ترامب: «إن دولة قطر كانت لسوء الطالع تاريخياً ممولاً للإرهاب على أعلى مستوى».

وقالت وزارة الدفاع القطرية في بيان بعد ظهر الأربعاء الماضي: «يسرنا أن نعلن اليوم عن توقيع خطاب العرض والقبول لشراء الطائرات المقاتلة من طراز (إف 15)، بكلفة أولية تبلغ 12 مليار دولار».

وتتعرض قطر حالياً للمقاطعة من جيرانها بشأن دعمها الجماعات الإرهابية. وقطعت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين وعدد من الدول الإسلامية علاقاتها مع قطر الداعمة للإرهاب. وتلقى قطر حالياً دعماً غذائياً ودبلوماسياً من تركيا وإيران. واقترح سفير دولة الإمارات في أميركا، يوسف العتيبة، أخيراً استغلال وجود القاعدة الجوية الأميركية في قطر، للضغط على البلاد لإنهاء دعمها للتطرف.

وتتعرض قطر لاتهامات بتمويل جماعات إرهابية من بينها حركة «حماس» وجماعات مرتبطة بالقاعدة في سورية، بالإضافة الى السماح لقادة «حماس» بالعمل من داخل قطر.

وترتبط بعض هذه الجماعات بمقتل أميركيين، وكانت قطر قد مولت في الأصل مجموعة الميليشيا الليبية «راف الله السحاتي»، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». وإحدى الفصائل التي انفصلت عن «راف الله السحاتي» شكلت «جماعة أنصار الشريعة»، وهي الجماعة المشتبه في مسؤوليتها عن اغتيال السفير الأميركي، كريس ستيفنز، داخل القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012.

كما سمحت قطر لحركة «طالبان» بإنشاء مكتب سياسي في الدوحة، وسمحت لجامعي الأموال المرتبطين بـ«تنظيم القاعدة» بحرية الحركة لجمع الأموال للجماعات المتطرفة في سورية. على سبيل المثال، في ديسمبر 2013، صنفت وزارة الخزانة الأميركية عبدالرحمن النعيمي في قائمتها على أنه إرهابي عالمي، واتهمته بتحويل ونقل مليوني دولار شهرياً إلى «القاعدة فيالعراق» و250 ألف دولار إلى حركة الشباب، في الصومال. ولم يضع أيٌّ من هذه التدابير حداً لهذه الممارسات.

وتم الاتفاق على الصفقة الكاملة لشراء المقاتلات أصلاً في نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار. وبارك كل من «الكونغرس» والرئيس هذا الاتفاق عندما كان الرئيس السابق باراك أوباما لايزال في منصبه. ومع ذلك، لم يتخذ ترامب على ما يبدو أي خطوات لمنع الصفقة.

وقال ترامب في تصريحه الذي دعا فيه قطر للكف عن تمويل الارهاب «علينا أن نتخذ قراراً»، «فهل علينا أن نسلك الطريق السهل أم نمضي في نهاية المطاف لاتخاذ إجراء صعب ولكنه ضروري؟».

إليوت فريدلاند باحث في معهد أبحاث «كلاريون بروجيكت»

تويتر