أثارت جدلاً بتصريحات تنتقد مواقف «دول التعاون»

محللون: قطر تشقّ الصف الخليجي والعربي

صورة

قال كتّاب ومحللون سياسيون إماراتيون إن تصريحات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي تنتقد مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «تنسجم مع توجّه قطر الداعم لجماعة (الإخوان) وغيرها من الجماعات الإرهابية»، كما أنها «تأتي متسقة مع خطاب أمير قطر في القمة العربية الأخيرة بالبحر الميت».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «التصريحات، التي صدرت مساء أول من أمس، تأتي في سياق الخطاب الذي تردده الدوحة منذ فترة طويلة عبر قنواتها الإعلامية، وتسعى من خلاله إلى شق الصف الخليجي والعربي».

واعتبروا أن «الزعم باختراق وكالة أنباء قطر (قنا) أكذوبة لا تنطلي على أحد»، لافتين إلى أن «قطر اعتادت أن تغرد خارج السرب الخليجي والعربي، لكنها فوجئت برد فعل سعودي وخليجي حاسم، فتراجعت، وزعمت اختراق موقع وكالتها الرسمية».

وعلق نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، على التصريحات بالقول «قطر تريد أن تلعب دور الكبير في المنطقة، ويبدو أنها انزعجت من التوافق العربي الأميركي الذي تقوده السعودية»، مضيفاً «التعاون القطري - الإيراني العسكري طعنة موجعة للتعاون الخليجي ولقمم الرياض الثلاث الناجحة».

وتابع «لم نكن نتمنى أن نرى هذا الخروج عن المسيرة الخليجية، هناك خطأ كبير في السياسة القطرية، وهذه السياسة ليست في مصلحة قطر وشعبها، ولن تخدمها».

وأبدى ضاحي خلفان انزعاجه من عبارة «دول الجوار التي تطمع في قطر»، متسائلاً من هذه الدول؟ مضيفاً «أمير قطر يمدح إيران، ويعتبر دول الجوار خطراً، أين الحكمة؟».

تميم بن حمد:

• قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد.

وتابع «دول الخليج هي التي تحمي قطر، وليست القاعدة الأميركية، أو إيران، لو تعرض الشعب القطري لخطر فسيتحرك الشعب الإماراتي لحمايته، ونقدم أرواحنا فداء لأهلنا في قطر».

وأكمل «خروج قطر عن الإجماع الدولي في التصدي للإرهاب سلوك غير محمود النتائج.. أين الحكمة؟».

ونشر خلفان تغريدات عبر حسابه على «تويتر»، أمس، قال فيها «التغريد خارج السرب الإسلامي والعربي والعالمي من أجل إيران يحرق تعاون المسلمين والعرب والأميركان..أين الحكمة ؟»، مضيفاً «لا التوقيت مناسب ولا الأعذار مناسبة ولا التصريحات موفقة.. نسأل الله الهداية لهم».

وأضاف «خرجنا من قمة القمم في الرياض نحمد الله على توحيد المواقف عربياً وإسلامياً وعالمياً، وبعدما نجحت قمم الرياض الثلاث، تخرج علينا قطر اليوم بشق الصف»، متابعاً «تفضيل قطر تنظيم الإخوان وإيران على السعودية والإمارات والكويت والبحرين كارثة سياسية!».

من جهته قال الكاتب والأكاديمي، الدكتور علي النعيمي، إن «نتائج قمم الرياض ستصب في تصنيف قطر باعتبارها دولة راعية للإرهاب، وهي بهذه التصريحات تسعى للرد على هذه النتائج».

وأضاف «نتائج قمم الرياض جعلت قطر مكشوفة، خصوصاً في ما يتعلق بدعمها للجماعات الإرهابية، كما أن إطلاق مركز لمراقبة عمليات تمويل الإرهاب في السعودية، سيرصد دعمها للجماعات الإرهابية بالمال».

وأكد النعيمي أن دول الخليج مطالبة «باتخاذ مواقف قاسية تجاه قطر التي تتجه نحو إيران، وترعى الجماعات الإرهابية، وتسبّب الضرر للصف الخليجي والعربي».

وفي السياق وصف الكاتب، راشد العريمي، مزاعم اختراق وكالة أنباء قطر بأنها «أكذوبة الهدف منها التراجع بعد الرد السعودي الخليجي الحازم على تلك التصريحات».

وأضاف «إذا ما تعرض موقع للاختراق فيمكن استعادة صفحاته أو حجب الصفحة الإلكترونية المخترقة خلال 10 دقائق، فكيف بقيت تصريحات أمير قطر على موقع الوكالة الرسمية لزمن يصل إلى خمس ساعات من دون أن تُحذف أو تُحجب الصفحة؟»، متابعاً «بعد الرد السعودي القوي، حاولت قطر تدارك الأمر باختلاق قصة الاختراق».

وتابع «تلك التصريحات لا تختلف عما تردده وسائل الإعلام القطرية، ولا تختلف عن خطاب الصحف والمواقع التي تمولها قطر في الخارج، وتدعم بها جماعة (الإخوان) وغيرها من الجماعات الإرهابية».

وأكمل «خلال الأسبوعين الأخيرين خرجت القنوات التابعة والممولة من قطر بانتقادات وهجوم على دول الخليج، وخطاب رافض لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهي انتقادات تأتي منسجمة مع تصريحات أمير قطر، التي نشرت مساء أول من أمس».

ومضى العريمي بالقول «النتائج التي خرجت بها قمم الرياض جعلت أمير قطر يدرك أن موقف الدوحة وسياستها منبوذان في المنطقة، وهو ما قاده إلى محاولة الرد عبر هذه التصريحات التي تغازل إيران، وتستقوي بقاعدة العديد الأميركية تجاه دول الجوار».

وكان أمير قطر حذر من المساس بقطر واستنكر ربطها بالإرهاب، داعيا في الوقت نفسه إلى عدم العداء مع إيران، «نظراً لما تمثله من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله»، كاشفاً عن توتر في العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووجه انتقادات غير مسبوقة لدول خليجية، ما ينذر ببوادر أزمة جديدة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأكد أمير قطر في حديث بثته وكالة الأنباء القطرية «قنا» على موقعها بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال أول من أمس، أن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.

وقال «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب على الرغم من جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش»، مشيراً إلى أن «الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرّم كل نشاط عادل».

وأضاف: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، داعياً الأشقاء في مصر، ودولة الإمارات، والبحرين، إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وشدد أمير قطر على أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة على الرغم من التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، «مع ثقتنا بأن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي».

وأشار إلى أن قاعدة «العديد» مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، فإنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، جدد الشيخ تميم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، ما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك.

وبين أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين «حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة».

وشدد أمير قطر على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

ودعا أمير قطر إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك.

واختتم أمير قطر حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.

وفي وقت لاحق قالت قطر إنها بدأت التحقيق في «عملية اختراق» استهدفت موقع وكالة الأنباء الرسمية وحسابها على «تويتر» لنشر تصريحات مغلوطة باسم أمير البلاد حملت انتقادات غير مسبوقة لدول خليجية.

وكان جهاز الإعلام الحكومي القطري سارع الليلة قبل الماضية إلى نشر بيان يصف الأقوال المنسوبة الى الأمير بأنها «مغالطات وافتراءات عارية عن الصحة وخاطئة كلياً».

وأكد أن «موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن». وأضاف أنه تم «الإدلاء بتصريح مغلوط» منسوب لأمير قطر، مشدداً على أن «ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة».

وأفاد مسؤولون قطريون «فرانس برس» بفتح تحقيق، وأعلنت الخارجية إبداء «بعض الدول الشقيقة والصديقة استعدادها للمشاركة في عملية التحقيق في هذه الجريمة»، متوعدة المنفذين بملاحقات.

وقالت الوزارة إن الاختراق الإلكتروني لموقع «قنا» بدأ بُعيد منتصف الليلة قبل الماضية واستغرق أربع ساعات.

وأثارت التصريحات ردود فعل فورية في وسائل إعلام خليجية.

وكتبت صحيفة «مكة» السعودية: «أمير قطر يتجاهل المصير العربي والخليجي المشترك ويطعن الجيران بخنجر طهران».

تويتر