أمام مؤتمر ميونيخ للأمن

روسيا تدعو إلى نظام عالمي جديد.. وواشنطن تُطمئن الأوروبيين

صورة

دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أمام مؤتمر ميونيخ حول الأمن، إلى نظام عالمي جديد لا يهيمن عليه الغرب، فيما أكدت الولايات المتحدة مجدداً التزامها بالتحالف مع أوروبا القلقة من مواقف الإدارة الجديدة.

وأعلن لافروف، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ، نهاية «النظام العالمي الليبرالي» الذي صنعته، بحسب قوله، «نخبة دول» غربية تهدف إلى الهيمنة.

وقال «على القادة أن يحددوا خيارهم، وآمل أن يكون هذا الخيار نظاماً عالمياً ديمقراطياً وعادلاً، وإذا أردتم أطلقوا عليه (نظام) ما بعد الغرب»، واصفاً حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه «من بقايا الحرب الباردة».

وجهت ميركل نداء إلى التعددية من أجل مواجهة التحديات الكبرى مثل المتطرفين أو أزمة الهجرة.

وفي ظل أجواء الارتياب، التي تحيط بالنظام العالمي، خصوصاً مستقبل العلاقات الروسية - الأميركية في ظل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اقترح لافروف على واشنطن «علاقات براغماتية قائمة على أساس الاحترام المتبادل».

وأشار إلى أن «إمكانات التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والقضايا الإنسانية ضخمة، ولكن يجب إدراكها»، وقال «نحن منفتحون حيالها».

وجاء خطاب لافروف بعد أول خطاب دولي ألقاه أمام المؤتمر نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الذي عمد إلى طمأنة حلفاء واشنطن القلقين من تصريحات ترامب حول الحلف الأطلسي، ومستقبل علاقات الولايات المتحدة وروسيا.

وقال بنس إن التزام واشنطن حيال حلف شمال الأطلسي «ثابت»، وإن الولايات المتحدة مازالت «أكبر حليف» لأوروبا.

وفي ما يتعلق بروسيا، دعا بنس إلى الحزم، قائلاً «اعلموا أن الولايات المتحدة ستواصل مطالبة روسيا بحسابات، على الرغم من السعي إلى مواضع توافُق، فكما تعلمون أن الرئيس ترامب يرى ذلك ممكناً»، داعياً موسكو إلى تطبيق اتفاقات مينسك للسلام في أوكرانيا.

وكان ترامب أثار مخاوف لدى شركائه عبر التعبير عن رغبته في تقارب مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الرغم من استمرار الأزمة الأوكرانية، وكذلك عبر شعاره «أميركا أولاً».

وحاول وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، ريكس تيلرسون، وجيمس ماتيس، الأسبوع الماضي، تبديد هذه المخاوف على حساب التسبب في حالة ترقب لدى موسكو وزيادة الغموض حول النيات الفعلية لواشنطن.

وعلى الرغم من أن بنس أكد أن الولايات المتحدة ستبقى «الحليف الأكبر» للأوروبيين، كرر بحزم المطالب الأميركية بالتزام مالي أكبر من شركائها في حلف شمال الأطلسي، داعياً إلى أن تخصص 2% من إجمالي الناتج الداخلي لديها للنفقات العسكرية.

وأضاف أن «الرئيس ترامب ينتظر من حلفائه أن يلتزموا بوعودهم، لقد آن الأوان للقيام بالمزيد»، ورد معظم الوزراء الأوروبيين في كلماتهم على خطاب بنس، على غرار وزير الخارجية الألماني، سيغمار غبرييل، الذي ذكّر بإسهام الأوروبيين في الاستقرار في العالم عبر المساعدات للتنمية.

وتساءل غابرييل «ما المصلحة في بلوغ 2% حين لا يمكن في بعض الأحيان دفع رواتب التقاعد»، مشيراً إلى اليونان على سبيل المثال.

من جهته، عبّر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، عن أسفه في تغريدة على «تويتر» لأن نائب الرئيس الأميركي «لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي»، وهي قضية كانت متوقعة لأن ترامب أشاد بخروج بريطانيا من التكتل، وبدا أنه يأمل في تفكك الاتحاد.

من جهتها، وجهت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، نداء إلى التعددية من أجل مواجهة التحديات الكبرى، مثل المتطرفين وأزمة الهجرة. ومع أنها مدت اليد إلى روسيا في مكافحة الإرهاب، إلا أنها دعت مجددا إلى اعتماد «الحزم» في الملف الأوكراني الذي يثير توتراً في العلاقات بين الغرب وموسكو.

تويتر