فرنسا: اقتراح ترامب بنقل سفارة أميركا إلى القدس «استفزاز»

مؤتمر باريس للسلام يحشد لحل الدولتين

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يخاطب مؤتمر باريس للسلام. أ.ف.ب

بحث مؤتمر باريس الدولي للسلام، بمشاركة وزراء خارجية وممثلين عن 70 دولة، آليات تنفيذ المرجعيات الدولية، وإمكانية عقد المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، إن «حل الدولتين هو الحل الوحيد لتسوية الأزمة الفلسطينية»، مضيفاً أن «اقتراح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيكون استفزازاً».

وتفصيلاً، حث وزير الخارجية الفرنسي، في افتتاح مؤتمر باريس للسلام، أمس، الأطراف كافة على الانضمام إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل لحل لقضية الشرق الأوسط يضمن إقامة دولتين، قائلاً: «نحن هنا لنقول من جديد بقوة إن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن».

ووصف أيرولت المؤتمر الذي تستضيفه باريس بأنه لحظة فارقة من أجل إعادة إطلاق عملية السلام. وقال، أمام ممثلين عن أكثر من 70 دولة ومنظمة، من بينهم نحو 40 وزيراً، إن «العمل الجماعي للمجتمع الدولي حقق تقدماً منذ آخر محادثات في يونيو». وأقر الوزير بأن حل الدولتين «مهدّد»، وأن الإسرائيليين والفلسطينيين بعيدون عن التوصل لموقف مشترك. إلا أنه أكد على الحاجة الملحة لإقناع جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً: «لا يوجد وقت لنضيّعه».

وقال أيرولت إن «اقتراح الرئيس الأميركي المنتخب نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيكون استفزازاً، وله عواقب خطرة». وقال الوزير للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي: «بالطبع إنه استفزاز. أظن أنه لن يستطيع أن يفعلها». وتابع: «هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأمر على جدول أعمال رئيس أميركي، لكن ما من أحد سمح لنفسه باتخاذ القرار». وأضاف: «لا يمكن للمرء أن يتبنى هذا الموقف الأحادي الواضح. يجب أن تُهيأ الظروف للسلام».

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، إن «الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط قد أجلت السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف هولاند: «إن حل الدولتين لايزال يحظى بدعم دولي، ولا يمكن أن نملي على طرفي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مقاييس الحل». وأكد هولاند أن «انعدام الحوار أسهم في عرقلة حل الدولتين، وأن مبادرة فرنسا ترمي لحلحلة الوضع وليس للتعقيد». وأشار الرئيس الفرنسي أيضاً إلى أنه على المجتمع الدولي الدفع باتجاه حل الدولتين.

وتكمن أهمية هذا المؤتمر في خلق إطار رمزي دولي يؤشر إلى تعبئة دولية لحل الدولتين. وسيؤكد أكثر من 70 بلداً، إضافة إلى خمس منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في غياب الإسرائيليين والفلسطينيين، من جديد رسمياً أن حل الدولتين.

ويأتي عقد المؤتمر الذي لا يشارك فيه ممثلون عن أي من الجانبين الإسرائيلي أو الفلسطيني، قبل خمسة أيام من تولي ترامب منصبه.

من جهته، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، انتقاد مؤتمر باريس للسلام، ووصفه بأنه «عبثي».

وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته في القدس: «المؤتمر الذي يعقد في باريس هو مؤتمر عبثي، تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين، بهدف فرض شروط على إسرائيل».

ويدعم الفلسطينيون بقوة المبادرة الفرنسية التي أطلقت مطلع 2016، لكن الإسرائيليين يرفضونها، معتبرين أن الحل يجب أن يتم بالتفاوض بين الطرفين.

ويعتبر الفرنسيون عقد مؤتمر بهذا الزخم بمثابة نتيجة باهرة للدبلوماسية الفرنسية وللدول العربية إلى جانب الولايات المتحدة، بيد أنهم يعترفون بأن هذا المؤتمر لن يقدم وصفة سحرية لإقرار السلام .

وقالت مصادر دبلوماسية إن «الموقف الأميركي الأخير سهّل كثيراً صيغة المسودة النهائية للبيان الختامي الذي سيتم تبنيه في المؤتمر، وقد خضعت مسودته للتعديل خمس مرات خلال الأيام الماضية».

ويعتمد البيان الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، وهي حدود الرابع من يونيو 1967، بما فيها القدس الشرقية، وبما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون في إطار المفاوضات الثنائية، ويتطرق إلى المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها عدم شرعية الاستيطان. وبالتزامن مع انطلاق المؤتمر، قصف الجيش الإسرائيلي، أمس، موقعاً تابعاً لحركة حماس في غزة، بعد إطلاق نار على مركبة عسكرية إسرائيلية، كما توغلت جرافات الاحتلال شمال شرق محافظة رفح جنوب القطاع.

في الأثناء، اقتحم مستوطنون، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة على دفعات متتالية، بحماية قوات الاحتلال، وتجولوا في باحاته وسط تلقيهم شروحات حول «الهيكل» المزعوم.

تويتر