قوات عراقية وكردية تتعقب مسلحي التنظيم في كركوك

«البشمركة» تنتزع السيطرة على بلدة بعشيقة من أيدي «داعش»

جندي عراقي يرفع شارة النصر خلال عمليات عسكرية ضد «داعش» في منطقة القيارة. رويترز

قال مقاتلون من قوات البشمركة الكردية، إنهم انتزعوا السيطرة على بلدة بعشيقة قرب الموصل من أيدي متشددي تنظيم «داعش»، أمس، فيما تشق قوات التحالف طريقها صوب آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق، كما قال مسؤول أميركي إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، أبلغ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، بأن الأكراد نجحوا في تحرير بعشيقة من «داعش»، فيما ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أن القوات العراقية بالتعاون مع قوات البشمركة والأسايش الكردية تواصل عمليات تعقب من تبقى من مسلحي «داعش» وسط مدينة كركوك.

وفي التفاصيل، قال مقاتلو البشمركة الأكراد للصحافيين في موقع القتال، إنهم دخلوا بعشيقة لكن لم يسمح للصحافيين بدخول البلدة التي تبعد 12 كيلومتراً شمال شرق الموصل. وأظهر مقطع مصور لتلفزيون «رويترز» من بلدة نوران القريبة من بعشيقة المقاتلين الأكراد يستخدمون قذيفة مورتر ثقيلة ومدفعاً آلياً وأسلحة صغيرة، في حين تصاعد دخان فوق المنطقة المحيطة ببعشيقة. ومع تحرك قوات البشمركة الكردية في أنحاء المنطقة تحركت المركبات المدرعة على طول أحد الطرق، وسُمع هدير طائرة هليكوبتر محلقة.

وتستخدم البشمركة الكردية دبابات وقاذفات صواريخ وقناصة. وشاهد مصور بـ«رويترز» المقاتلين يدمرون ثلاث سيارات ملغومة على الأقل كانت تستهدفهم.

وقال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق، إن قوات التحالف تقدمت إلى نطاق خمسة كيلومترات من الموصل في أقرب النقاط.

وتستعد قوة عراقية قوامها 30 ألف فرد تدعمها قوات خاصة أميركية وغطاء جوي أميركي وفرنسي وبريطاني للتقدم نحو الموصل، بعد استعادة السيطرة على الفلوجة والرمادي غرب بغداد، والسيطرة على تكريت في وسط العراق.

وقال رئيس بلدية الرطبة عماد الدليمي، إن المتشددين هجموا خلال الليل ودخلوا المدينة عن طريق التنسيق مع خلايا نائمة هناك، حيث اشتبكوا مع مقاتلي العشائر وقوات الأمن قبل اختفائهم. وفي محاولة لصد الهجوم على الموصل أضرم متشددو «داعش» النار في مصنع للكبريت بالقرب من المدينة وعولج نحو 1000 شخص في المستشفى بعد استنشاق الأبخرة السامة. وقال مسؤولون في التحالف إن الهجوم يمضي بشكل جيد، لكن السيطرة على الموصل، التي يقطنها 1.5 مليون نسمة، ستستغرق وقتاً طويلاً. وقام ما يراوح بين 4000 و8000 من متشددي «داعش» بزرع متفجرات في أنحاء المدينة، وحفروا خنادق ملأوها بالنفط، وحفروا أنفاقاً وخنادق، ويخشى أنهم يجهزون لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وذكرت مصادر من الشرطة العراقية، أمس، أن القوات العراقية بالتعاون مع قوات البشمركة والأسايش الكردية تواصل عمليات تعقب من تبقى من مسلحي «داعش» وسط مدينة كركوك.

وقالت المصادر إن «عمليات تطهير مدينة كركوك من عناصر داعش مستمرة، وفي هذا الإطار تم تطويق وقتل إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً وسط مدينة كركوك عند الجسر الرابع، واعتقال مسلح آخر كان متحصناً فوق بناية غازي مول». وذكرت أن «عمليات التفتيش مستمرة من قبل قوات الشرطة والأسايش والبشمركة لتعقب المسلحين». وعبّر وزير الدفاع الأميركي كارتر عن تفاؤله بشأن حملة استعادة الموصل أثناء زيارة لأربيل، أشاد خلالها بمقاتلي البشمركة الأكراد. وقال لمسعود البرزاني أثناء محادثاتهما: «إنني هنا لتهنئتك أنت وقواتك. أشعر بحماس بسبب ما رأيته». وقال المتحدث باسم البشمركة البريجادير جنرال هالجورد حكمت، للصحافيين، إن 25 مقاتلاً كردياً قتلوا حتى الآن. وقدم كارتر تعازيه في الضحايا الأكراد لكنه أشاد بامتلاك المقاتلين الأكراد «قدرات استثنائية». وخلال الاجتماع قال البرزاني إن عملية الموصل بدأت بنجاح، وأشار للتقدم الجيد الذي تحقق في الأيام الثلاثة الماضية. وشكر الولايات المتحدة والتحالف لدعمهم. وقال كارتر للبرزاني قبيل مغادرته: «أعلم أنك ستعود إلى الجبهة الآن. حافظ على سلامتك. نحن نقدر صداقتكم». وفي روما، عبّر البابا فرانسيس عن تضامنه مع الشعب العراقي، خصوصاً سكان الموصل. وأضاف: «صُدمت أرواحنا بأعمال العنف الوحشية التي تنفذ منذ وقت طويل ضد المدنيين الأبرياء، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو من أي جماعة عرقية أو دينية». وعبّر عن حزنه للتقارير التي تحدثت عن مقتل الكثيرين من بينهم العديد من الأطفال «بدم بارد».

تويتر