الأمن يطارد عناصر «داعش» بكركوك.. وكارتر في بغداد

القوات العراقية تقتحم بلدة قره قوش قرب الموصل

صورة

اقتحمت القوات العراقية، أمس، بلدة قره قوش المسيحية، شرق الموصل، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» منذ 2014، في إطار العمليات المدعومة من الولايات المتحدة، لإفساح المجال لدخول الموصل، آخر مدينة رئيسة في قبضة التنظيم المتشدد في العراق، في حين واصلت قوات الأمن العراقية مطاردة عناصر «داعش»، الذين تسللوا، أول من أمس، إلى مدينة كركوك، في هجوم مباغت هزّ البلاد، وتمكنت من قتل 48 منهم، بينما وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إلى بغداد لمتابعة عملية تحرير الموصل.

وقال الجيش العراقي في بيان، إن الفرقة التاسعة، دخلت وسط قرة قوش، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الموصل، وإنها تنفذ عمليات تمشيط للبلدة التي تم إخلاؤها في 2014.

والسيطرة على قره قوش ستسمح للقوات العراقية بالوصول إلى أطراف مدينة الموصل، بعد أن فرضت سيطرتها على بلدة برطلة الصغيرة قرب قره قوش.

وأعلنت العمليات المشتركة تقدم قواتها من الجهة الشمالية باتجاه بلدة تلكيف الواقعة ضمن منطقة سهل نينوى.

مقتل مصور تلفزيوني يعمل لـ «السومرية نيوز» بنيران قناص شمال القيارة.

وتشن القوات الكردية كذلك هجوماً كبيراً في الجانب الشمالي الشرقي من الموصل.

وقال المكتب الإعلامي للجيش، إن قوات الجيش انتزعت السيطرة على نحو 50 قرية من المتشددين منذ يوم الاثنين الماضي، في عمليات للإعداد للهجوم الرئيس على مدينة الموصل نفسها، حيث تشير تقديرات الجيش إلى تحصن نحو 5000 إلى 6000 متشدد.

في السياق، واصلت قوات الأمن العراقية، أمس، مطاردة عناصر «داعش»، الذين تسللوا إلى مدينة كركوك.

وغداة صدمة الهجوم على كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، لايزال قناصة وانتحاريون يتحصنون في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد إلى إرسال تعزيزات عسكرية.

وتمكنت قوات مكافحة الإرهاب ووحدة الاستخبارات من قتل 48 مسلحاً، حسبما أفاد قائد شرطة كركوك، العميد خطاب عمر عارف لـ«فرانس برس».

من جهة أخرى، قال عميد في وزارة الداخلية يوجد في كركوك، لـ«فرانس برس»، إن 46 شخصاً قتلوا، وأصيب 133 بجروح، خلال الاشتباكات في مدينة كركوك.

وأضاف أن الغالبية العظمى من القتلى والجرحى من قوات الأمن. وأكد «مقتل ما لا يقل عن 25 من عناصر الأمن خلال الاشتباكات» في عدد من أحياء المدينة.

والهجوم الذي ينفذه الانغماسيون عادة، وهم مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة، هدفه خلق فوضى وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وقوات الأمن، وليس تحقيق نصر عسكري.

وقال أحد عناصر التنظيم ممن اعتقلتهم أجهزة الأمن الكردية، ان الهجوم على كركوك خطط له زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، للفت الانتباه عن هجوم الموصل.

وفجر خمسة انتحاريين أنفسهم على الأقل ضد مبانٍ حكومية ومركز الشرطة الرئيس، وقتل إثرها خمسة من الشرطة و12 عنصراً من التنظيم في الاشتباكات.

وقال ضابط شرطة رفيع المستوى، إن «العقبة الأساسية التي عطلت ملاحقة المهاجمين هي القناصة».

وشنّت السلطات العراقية هجوماً واسع النطاق لايزال في مراحله الأولى لاستعادة الموصل، وقد يتضمن إحكام حصار على المدينة قبل أن تقتحم قوات النخبة معقل الجهاديين.

وقال مصدر في الحكومة الفرنسية، إن الدخول إلى مدينة الموصل نفسها قد يحدث في غضون شهر.

وأبرز المخاوف هو وجود نحو 1.2 مليون نسمة، وهم عالقون وغير قادرين على المغادرة حتى تقترب قوات الأمن إلى مسافة أقرب، وتفتح ممرات آمنة لهم.

على صعيد آخر، قال ضابط عراقي إن انبعاث غازات سامة ناجمة عن تفجير التنظيم مصنع الكبريت في جنوب الموصل، أدى إلى وفاة مدنيين اثنين.

وقال ضابط إن «الغازات بالتأكيد قد تعيق خططنا بالتقدم»، لكن السلطات تبذل جهوداً كبيرة لإخماد النيران.

وارتدى الجنود الأميركيون في قاعدة القيارة القريبة أقنعة واقية بعد أن دفعت الرياح بالغازات باتجاههم.

وقُتل مصور تلفزيوني يعمل لـ«السومرية نيوز» كان يرافق القوات العراقية شمال القيارة بنيران قناص، غداة مقتل مراسل آخر بنيران قناص كذلك في كركوك.

إلى ذلك، وصل وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد، أمس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، لبحث سير المعارك ضد «داعش».

وقال كارتر للصحافيين المرافقين للوفد «ستكون هناك مهمة كبيرة للقيام بها، بإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار». ووصف الأمر بـ«الحيوي» الذي يجب أن «لا يتأخر عن الجهود العسكرية» المتواصلة الآن.

تويتر