النظام يقطع جميع طرق الإمداد إلى شرق حلب

48 قتيلاً بتفجير لـ «داعش» استهدف القوات الكردية في القامشــلي

مدنيون وعسكريون يعاينون موقع التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة في مدينة القامشلي. أ.ف.ب

قتل 48 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سورية، يعد الأكبر في هذه المنطقة منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من خمس سنوات، في وقت قتل فيه 16 مدنياً في قصف لقوات النظام على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تزامناً مع إعلان القوات قطعها جميع الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلاً عن مصادر طبية، إن 44 شخصاً قتلوا، وأصيب 140 بعد تفجير «إرهابي انتحاري لسيارة مفخخة» في القسم الغربي من مدينة القامشلي، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 48 قتيلاً بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية.

وذكرت القيادة العامة لقوات الأسايش الكردية في بيان، أن التفجير نجم عن «شاحنة مفخخة». ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» عن عناصر كردية في موقع التفجير أن «انتحارياً» كان يقود الشاحنة.

وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور «فرانس برس» دماراً هائلاً في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئياً، ويتصاعد الدخان من عدد منها.

وتبنى تنظيم «داعش» بعد ساعات تنفيذ التفجير. وجاء في بيان تناقلته حسابات ومواقع متطرفة «تمكن أبوعائشة الأنصاري من الوصول بشاحنته المفخخة وسط كتلة مبان للأكراد في الحي الغربي من مدينة القامشلي، قبل أن يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم».

وأورد أن تنفيذ هذا الهجوم يأتي «رداً على الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف» على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من «قوات سورية الديمقراطية» التي تضم بغالبيتها فصائل كردية في شمال سورية.

وتحاول «قوات سورية الديمقراطية» منذ 31 مايو الماضي السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية. وتمكنت من دخول منبج، لكنها تواجه مقاومة تحول دون طرد المتطرفين الذين يلجأون إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.

وأعقب تفجير الشاحنة المفخخة بعد دقائق من حدوثه دوي انفجار ثانٍ، وتحدثت تقارير في مرحلة أولى عن تفجيرين، ثم تبين أنه ناجم عن انفجار خزان مازوت قريب، يستخدم لإمداد المولدات الكهربائية التي تغطي القسم الغربي من المدينة، وفق ما أكد مراسل «فرانس برس» نقلاً عن عناصر من قوات الأسايش الكردية في موقع التفجير، والمرصد السوري.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس إن «انفجار خزان المازوت ضاعف حجم الأضرار، وعدد الضحايا»، لافتاً إلى أن التفجير الانتحاري «هو الأضخم من ناحية الحجم والخسائر البشرية التي تسبب بها في المدينة منذ اندلاع النزاع»، منتصف مارس 2011.

وتشهد المنطقة، حيث وقع التفجير، إجراءات أمنية مشددة، وفيها حواجز عدة للقوات الكردية، وفق عبدالرحمن، لوجود مقار ومؤسسات كردية فيها.

وبحسب مراسل «فرانس برس»، وقع التفجير بالقرب من نقطة أمنية قرب مقر للمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المدينة، بينها وزارة الدفاع.

وأوضحت قيادة قوات الأسايش في بيانها أن «تحقيقاتنا جارية على قدم وساق للوصول إلى الجهة التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي»، متعهدة بـ«الثأر».

ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ عام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لاسيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري، إن القصف الجوي والمدفعي على عدد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، أمس، تسبب في مقتل 16 مدنياً على الأقل، سبعة منهم في حي الصاخور، وسبعة آخرون في حي الأنصاري الشرقي، مؤكداً وجود ضحايا تحت الأنقاض.

وأظهر شريط فيديو مبنى من طابقين مهدماً جزئياً، ومحال تجارية تدمرت واجهاتها، وأجزاء منها، وتبعثرت محتوياتها جراء القصف على حي الصاخور.

وقال أحد عناصر الدفاع المدني، ويدعى أحمد الفرج، إن القصف استهدف سوقاً في الحي، لافتاً إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح.

وتزامن القصف، أمس، مع إعلان قيادة الجيش السوري قطعها جميع الطرق المؤدية إلى الأحياء الشرقية، مطالبة مقاتلي الفصائل بتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم.

وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته (سانا) أن وحدات منها، وبالتعاون مع «القوات الرديفة»، تمكنت من «قطع جميع طرق الإمداد والمعابر التي كان الإرهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب».

ودعت «كل من يحمل السلاح» في الأحياء الشرقية إلى «تسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه، والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة»، داعية المواطنين إلى التعاون معها «للمساهمة في وقف القتال، وعودة الهدوء إلى حلب، وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشافٍ، وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة».

وسيطرت قوات النظام، أول من أمس، على حي الليرمون في شمال غرب المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، لتشدد بذلك حصارها على الأحياء الشرقية، وتعزز حصارها الناري على حي بني زيد المجاور.

تويتر